(مشهد أخير لثورة تشرين)

(مشهد أخير لثورة تشرين) حسن النواب.... العراق موحشة ساحة التحرير مثل روضةٍ بلا رياحينْ بلْ كأنَّها مقبرةٌ ملأى بالأنينْ

(مشهد أخير لثورة تشرين)

(مشهد أخير لثورة تشرين)

حسن النواب.... العراق

 

 

موحشة ساحة التحرير
مثل روضةٍ بلا رياحينْ
بلْ كأنَّها مقبرةٌ ملأى بالأنينْ
وخيام الاعتصام
مثل نعوش شهداء
بلا مشيعينْ
والمطعم التركي قانطٌ
مثل مرقدٍ بلا زائرينْ
في محنتها الآنْ
لا تدري بمنْ تستغيثْ؟
ثورة تشرينْ
فالحراب غُرسِتْ في حنجرتها
وصوتها ينزفُ كذبيحْ
عربات التكتك تزأر في غابة الدخان
وهتافاتها صريعةً  كأبنائها
في أتون الجمر وعصف الريحْ
أوّاهُ يا إلهي
لماذا البنادق العمياء
تزخُّ حقدًا وزعافاً
على جسدها الشفيف
حتى خيامها فلقتها القنابر
وقتلتْ شهداءها من جديدْ
إنها تنزف الآنْ .. وتستجيرْ
ويافطات الاحتجاج فاضتْ بدمائها
وفي أحضان شبانها
صلّى الرصاصُ بالصفير
ومثل نخلةٍ على الطريق
سلبوا أرطابها
وصلبوها على نصب الحرية
مثل المسيح
 تنوح مثل جرار النواعير
ثورة تشرين
حائرة ومحاصرة
بأصناف القتلى
داعشيون
ظلاميون
خائنون
مرتزقة
وجنود مغرَّرون
لا يعرفون منْ يقتلونْ
ولـِمَ يُقْتلونْ؟
ثورة تشرين ظلَّت وحيدة
لكنها اقسمتْ بالدفاع
عن طهر حليبها
ونقاء فكرتها
برفاة الشهداء
إنْ نفدتْ ذخيرتها
وتنتظر من يعتقها من محنتها
ومن يدوّن سفر صمودها
لكن هيهاتْ وهيهاتْ
أنْ يستبيح عذريتها
الغادرون.