بومبيو في الخرطوم.... الحذف والإضافة
بومبيو في الخرطوم.... الحذف والإضافة الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد الزيارة التى قام بها اليوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تعد الزيارة الارفع لمسئول أمريكي منذ زيارة نائب رئيس الجمهورية جورج بوش الأب في عهد الرئيس رونالد ريغان.
بومبيو في الخرطوم.... الحذف والإضافة
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد
الزيارة التى قام بها اليوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تعد الزيارة الارفع لمسئول أمريكي منذ زيارة نائب رئيس الجمهورية جورج بوش الأب في عهد الرئيس رونالد ريغان. كانت رسالة جورج بوش الأب واضحة لحكومة الراحل جعفر النميري وكانت البلاد في تلك الفترة تعانى من جفاف وتصحر في الغرب والشرق ونزوح من دول الجوار إلى قلب الجغرافية السودانية. علاقات النميري مع الولايات المتحدة كانت قوية على مستوى التعاون الأمنى والعسكري، إذ فتحت حكومة النميري الاجواء للطائرات البلجيكية لنقل اليهود الفلاشا سرا من مطار الخرطوم في عملية اطلق عليها (عملية موسى ) ومابين زيارة جورج بوش الأب وزيارة بومبيو (36) عاما، حكم فيها السودان المشير سوار الذهب (ابريل 1985-مايو1986) والإمام الصادق المهدي (مايو1986- يونيو 1989. ) والبشير ونظام الجبهة الإسلامية يونيو 1989- أبريل 2019) وفى كل هذه الفترات الطويلة منذ سقوط النظام الاستبدادي المايوى، ظل سؤال العلاقات السودانية الأمريكية مطروحا على طاولة البحث والتنقيب في أسباب الجفوة والابتعاد الأمريكي عن التعامل مع الدولة السودانية بماترتضيه العلاقات بين الدول في حدها الأدنى. والناظر إلى هذه السياسة الأمريكية تجاه السودان يجدها دائما سلبية أو وضع السودان تحت الضغط السياسي والاقتصادي والأمني، إذ ساهمت امريكا في رسم قواعد اتفاقية نيفاشا ووعدت النظام الانقاذي الهالك بدعم الفترة الانتقالية إلا أنها بعد مأساة دارفور، دعمت وصول قادة الإنقاذ إلى الجنائية مع رفضها وصول جندى واحد أمريكي إلى ساحات العدالة الدولية. والسؤال قائما أين يكمن الخلل، في سياسة الحكومات السودانية المتعاقبة أم في الإستراتيجية الأمريكية الثابتة منذ العام1945 م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والقائمة على تفتيت السودان إلى (5 ) دول وهي استراتيجية ابتدأت في فترة حكم الإمام الصادق المهدي -الديمقراطية الثالثة وكانت تتمحور حول (جر السودان من اطرافه) ولاتزال السياسة هذه قائمة لم يطرأ عليها تغيير مع تعاقب الحكومات السودانية وتعاقب الادارات الأمريكية، والسؤال بكل هذا الغزل الذى نسمعه ونقرأه حول الثورة السودانية وقادتها المدنيين من المسئولين الأمريكيين، هل غيرت أمريكا، استراتيجية التفتيت، في اعقاب النموذج الجنوب سوداني السيئ في التعايش بين مكوناته العرقية وتحقيق الانفصال عن الوطن الأم، أم أن هذه الإستراتيجية الأمريكية مقدسه لدى صناع القرار الأمريكي، لا أحد يملك تغييرها ولكن من الجائز تجميدها وعند التوقيت المناسب تحريكها في إتجاه المشروع الدائم لتفكيك الجغرافية السودانية. ولكن ماذا يحمل بومبيو لحكومة الفترة الانتقالية من مغريات لتمرير السياسة الأمريكية الراهنة في عهد الرئيس ترمب حول أفريقيا والشرق الأوسط والقائمة على التجاهل للقضايا السياسية وتيرمومتر القياس للتعاون الإقتصادي محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتطبيع مع إسرائيل.
طائرة التطبيع.
وصول مايك بومبيو إلى الخرطوم، بطائرة قادمة رأسا من إسرائيل، رسالة واضحة حول الضغط الأمريكي على حكومة الدكتور حمدوك وربط رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب بالتطبيع مع إسرائيل. وظهرت أخبار تناقلتها مواقع حول لقاء رئيس الوزراء حمدوك مع قيادات من الحرية والتغيير، بأن قضية التطبيع مع إسرائيل ليست من اختصاصات الفترة الانتقالية أو أولوياتها، ويرى مراقبون للشأن السياسي السوداني أن الباب سيظل موارب في العلاقات مع الكيان الإسرائيلي لفترة أطول من حسابات أمريكا وإسرائيل. وأكد المراقبون أن زيارة بومبيو، استكشافية ومحاولة لوضع خارطة للعلاقات يغلب عليها الطابع السياسي والأمني اكثر من الاقتصادي ومن المعلوم أن الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر القادم، ستجعل من زيارة رجل المخابرات والدبلوماسية بعيدة عن تحقيق ماتسعى له حكومة حمدوك ويصبح الخيار في الاعتماد على الاتحاد الاوروبي والدول العربية وعلى رأسها السعودية والامارات ومصر الأقرب لتوفير احتياجات السودان في الفترة القادمة بموافقة أمريكية. ولكن لازال السؤال قائما حول الهدف الإستراتيجي من زيارة بومبيو، بعيدا عن حسابات العلاقات الثنائية بين البلدين ومستقبلها وهي التطبيع مع إسرائيل، وفي بيان بشأن زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو، قال الناطق الرسمي ووزير الثقافةوالاعلام فيصل محمد صالح "وحول الطلب الأميركي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، أوضح رئيس الوزراء للوزير الأميركي، أن المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولا لقيام انتخابات حرة ولاتملك الحكومة الانتقالية تفويضا يتعدى هذه المهام للتقرير بشأن التطبيع مع إسرائيل وأن هذا الأمر يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي. ودعا رئيس الوزراء الإدارة الأمريكية
لضرورة الفصل بين عملية رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل ولكن هل كان الرد على الطلب الأمريكي للتطبيع مع إسرائيل موجها إلى إدارة ترمب، أم إلى صاحب زيارة التطبيع الأولى إلى يوغندا تحت ظلال الخلاف الداخلى. ورد الزيارة من تل ابيب إلى الخرطوم بواسطة ووساطة(بومبيو. ).