الموت والثقافة 

الموت والثقافة   (الموت هو ما يكسب الحياة معناها ومغزاها) * الفيلسوف برتراند راسل ( الخوف من الموت هو الدافع الاساسى لمعظم افعالنا) * العالم النفسانى الامريكى روبرت كاستنباوم عرف الموت  بأنه علم (دراسة الحياة التى تنتهى بالموت). عمر كرار نافلة القول ان نذكر ان معظم الناس ينفرون من الحديث عن الموت ،وكل ما يذكرهم به او يرمز اليه ، ولا يقتصر هذا النفور على عامة الناس بل يتعداه الى المتخصصين منهم .

الموت والثقافة 

الموت والثقافة 


 (الموت هو ما يكسب الحياة معناها ومغزاها)

* الفيلسوف برتراند راسل ( الخوف من الموت هو الدافع الاساسى لمعظم افعالنا)

* العالم النفسانى الامريكى روبرت كاستنباوم عرف الموت  بأنه علم (دراسة الحياة التى تنتهى بالموت).

عمر كرار

نافلة القول ان نذكر ان معظم الناس ينفرون من الحديث عن الموت ،وكل ما يذكرهم به او يرمز اليه ، ولا يقتصر هذا النفور على عامة الناس بل يتعداه الى المتخصصين منهم .

ولكن الموت حقيقة مؤكدة ومرحلة فى دورة الحياة كالمولد والنمو والنضج والشيخوخة.

انظر الى دلالة الكتاب الذى اتت به الكاتبة الامريكية كوبلر روس وهى من رواد هذا المجال (الموت  المرحلة النهائية للنمو )، وقد يكون الموت اليقين الوحيد فى هذه الحياة ، ان بعض الامور والاشياء تكتسب معناها من خلال نقيضها ( الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضى ) والشباب من خلال تعارضه مع الهرم وتقدم السن ،والحياة نفسها من خلال تعارضها مع الموت حيث يعد مكملا لها فى الوقت ذاته .

ولكى يكون للانسان معنى صادق لحياته -كما ترى الكاتبة- فانه يجب ان يتقبل معنى لمعاناته وفى النهاية لموته،

ومن هنا يصبح الموت فى حقيقة امره عاملا ذا اثر مهم فى اكساب الحياة معناها ومغزاها .وفى الاطار نفسه فأن اعتقاد الانسان فى حتمية موته يمكن ان يدفعه الى الابداع وفعل الخير ، ويتسق فى ذلك مع قول الفيلسوف برتراند راسل ( الخوف من الموت هو الدافع الاساسى لمعظم افعالنا))

ان الدعوة لكثرة التفكير فى الموت واردة فى كل الاديان ، فقد ورد فى حديث ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم ما معناه (اكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات ) والمقصود هنا الموت بطبيعة الحال ،كما ورد عن الامام على كرم الله وجهه (لا ينجو من الموت من خافه ،ولا يعطى البقاء من احبه)).

لقد اهتمت علوم وتخصصات عديدة فى الغرب بدراسة الموت والاحتضار ،اولها العلوم الصحية  ومنها الطب والتمريض والصحة العامة والوبائيات ،وثانيها العلوم الاجتماعية والسلوكية ،؛وعلى الاخص علم النفس والانثروبولوجيا وعلم الاجتماع والقانون فضلا عن الدين والفلسفة والادب .

 

وقد نشا  فى هذا السياق منتصف القرن العشرين علم دراسة الموت والاحتضار ، ويعرفه العالم النفسانى الامريكى روبرت كاستنباوم فى مرجعيته الشاملة (سايكولجية الموت) تعريفا خاصا بأنه علم (دراسة الحياة التى تنتهى بالموت). وتطور هذا العلم حتى اصبح مقررا دراسيا  يقدم فى كثير من الجامعات الاروبية والامريكية ،وتخصصت فيه كثير من الدوريات العلمية ،وتمثل بحوث قلق الموت جا نبا كبيرا فى هذا التخصص.

وتأتى اهمية كتاب كوبلر روس من تناوله لمفهوم الموت من الناحيتين الكمية والكيفية  ليتسع مفهوم الاتجاه نحو الموت او الضيق من الموت ليشمل الى جانب قلق الموت اكتئاب الموت اضافة الى وسواس الموت .

 والموضوع بالطبع شيق وفى صميم اهتمامات الاحياء ،لا سيما الشعراء والادباء ، وربما قد عدنا مرة اخرى لاستعراض فصول من الكتاب المذكور

قال الشاعر :-الخط يبقى زمانا بعد كاتبه

وكاتب الخط تحت الارض مدفون

وسجل شاعر اخر القضية الكلية (كل انسان فان)اذ قال

وما المرء الاهالك بن هالك

وذو نسب فى الهالكين عريق

وشاعر اخر

وما المرء الا كالهلال وضوئه

يوافى تمام الشهر ثم يغيب.