القاص والروائي  السوداني الهادي راضي لـ "كليك توبرس"

القاص والروائي  السوداني الهادي راضي لـ "كليك توبرس" القصة القصيرة فن ذو  خصوصية عالية  الشعر لايتحمل وزر خيبات الواقع نعيش لحظة تاريخية مضطربة حد الجنون  الهادي على راضي قاص  وروائى سوداني تتميز نصوصه بثقافة عالية وتجريب وله رؤيةسردية مختلفة، مما أعطاه مكانة وسط أبناء  جيله وتوج راضي بحثه الدؤوب عن التميز بفوزه بالمركز الأول لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى  عن مجموعته القصصية )فانتازيا انثى  الشط (فى دورتها السادسة )ويرى الهادي راضى أن القصة القصيرة الاقدر تعبيرا عن العصر وأن ازمنة غيابها لم تحن بعد. وأصدر الهادي، مجموعة قصصية بعنوان  (عسف العسس)ورواية (فريق الناظر )   الخرطوم - كليك توبرس -عامر محمد أحمد 

القاص والروائي  السوداني الهادي راضي لـ

القاص والروائي  السوداني الهادي راضي لـ "كليك توبرس": 
 
القصة القصيرة فن ذو  خصوصية عالية 

الشعر لايتحمل وزر خيبات الواقع
نعيش لحظة تاريخية مضطربة حد الجنون 
الهادي على راضي قاص  وروائى سوداني تتميز نصوصه بثقافة عالية وتجريب وله رؤيةسردية مختلفة، مما أعطاه مكانة وسط أبناء  جيله وتوج راضي بحثه الدؤوب عن التميز بفوزه بالمركز الأول لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى  عن مجموعته القصصية )فانتازيا انثى  الشط (فى دورتها السادسة )ويرى الهادي راضى أن القصة القصيرة الاقدر تعبيرا عن العصر وأن ازمنة غيابها لم تحن بعد. وأصدر الهادي، مجموعة قصصية بعنوان  (عسف العسس)ورواية (فريق الناظر )  
الخرطوم - كليك توبرس -عامر محمد أحمد 
× القصة القصيرة لم تستطع الإحاطة بتعقيدات العالم في راهنه فأنزوت؟
-ما يجري على أرض الواقع من تعقيدات كونية مربكة ومرتبكة،  سوف يضع الكتاب والمبدعين في خانة المتفرج لانتفاء عنصر أساسي في العملية الإبداعية ألا وهو الخيال.. فما يحدث على أرض الواقع من أحداث  أمر يفوق مقدرات المخيلة من حيث أنه واقع ملئ بالدراما التي تقترب أحياناً من الفنتازيا. ولكن انزواء القصة القصيرة في تقديري ليس بسبب عدم مقدرتها على الإحاطة بتعقيدات العالم فحسب، بل لأنها فن ذو خصوصية صارمة تقيده بالتناول المحدود للحدث (الأزمة) وفق آليات كتابة مقتصدة في عناصرها، إضافة إلى جنوحها صوب التجريب.
× القصة القصيرة قبض صغير على الزمن ولكن تقهقهرت فى عصر السرعة؟
-لا اتفق ولا أدرى  السر وراء   إطلاق صفات الانزواء والتقهقر والتراجع من البعض،  على فن ما زال راسخاً ومؤكداً وجوده في الفضاء السردي الكوني؟بل هو فن استفاد من العصر في سرعته تحديداً، فالعكس هو الصحيح، فإن اللحظة الزمنية الخاطفة تتسق تماماً مع سمات فن القصة القصيرة، فن يقتنص اللحظة قبل أن تكون ماضياً في كسر من الثانية.. يقتنصها ويعيد خلقها لتنبض بحياة أبدية.


× ازدهار القصة القصيرة جداً جاء سلباً على القصة القصيرة؟
-حقيقة الأمر أننا في حضرة فن يشكل مع فنون أخرى،  السمت الجمالي للحياة بجانب قيمته المعرفية.. لذلك لا أرى منطقاً  للتعامل مع الفنون والآداب ، كموضة موسمية تنتهى بلحظة زمنية أو تحاول تأطير مقولة محدودة لاوجود لها من أجل قتل رغبة التجريب،  والغوص فى فوضى خطاب كل مساهمته تختصر على تحديد زمنى او إبعاد لروح الكتابة والفنون بقراءة غير حقيقية ولاتمت لواقع القصة و تعريفها بصلة ،.. والمعايير تختلف هاهنا سواء كان قصة قصيرة جدا ، أو القصة القصيرة، كلاهما مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياق التاريخي والاجتماعي الذي أنتجهما، والقصة القصيرة جدا جنس أدبي حديث برز ليتسق مع ما أشرت إليه أنت في المحور السابق (عصر السرعة)، حتى أنها تسمى بالومضة أحياناً، إذاً هي بنت العصر، لها خصائصها مثلما للقصة القصيرة خصائص، لم ولن يؤثر أحدهما على الآخر.
× هل نعيش عصر الرواية؟ ويقول : ادونيس هذا زمن الشعر وجابر عصفور عصر الرواية؟
-الشعر أزلي، وإن سلمنا جدلاً بمقولة جابر عصفور التي كاد البعض أن يلبسها مسوح القداسة، إلا أن الشعر حاضر في نسيج الرواية، لن تكون لرواية قيمة فنية ما لم تأخذ من الشعر بعض صفاته. وهذا يقربنا من فرضية تماهي الأجناس الأدبية.. وبلا شك اذا عدنا إلى تصنيف الأجناس الأدبية، فالروايةهي الجنس الأنسب لاستيعاب سخف هذا العالم.. وهذا ما جعل عصفور يطلق قوله المشهور.
× الرواية السودانية وموقعها فى السرديات العربية؟
-استطاع المنجز السردي للكتاب السودانيين (الرواية تحديداً) في الآونة الأخيرة أن يجد حيزاً  مقدراً وسط السرديات العربية، وذلك لعدة عوامل ساعدت على حدوث هذا الأمر، أهمها الثورة المعلوماتية التي ذللت كثير من الصعاب التي كانت تحول دون الوصول إلى قراء في الخارج، بالإضافة إلى الإنتاج الغزير للكتابة السردية.. وبالتأكيد التراكم الكمي يفضي إلى تراكم نوعي وهو ما ننشده في المستقبل لتحديد سمات الرواية السودانية.
× الخطاب الروائي العربي يفتقر لآلية قراءة الراهن العربي؟
-إيجاد آلية قراءة الراهن العربي، رهين بقراءة مجمل الخطاب الروائي العربي المتباين،ومن ثم بلورة رؤى مشتركة يتم من خلالها تشريح الواقع، وهذا لن يتأتى ما لم تقم مؤسسات متخصصة محايدة بهذا العمل بصورة علمية وعملية. 
× كيف تقرأ المشهد الثقافي العربي؟
-نحن في لحظة تاريخية مضطربة حد الجنون، الرؤية ضبابية، ما توقن به اليوم يُنسف في الغد، والمشهد الثقافي غير منفصل عن المشهد السياسي والاجتماعي بأي حال من الأحوال. كل ما تراه في الخارطة العربية من تحولات بدءً من الثورات التي انتظمت في بعض الدول العربية وصولا الي الثورة السودانية المجيدة وحضورها الفخم  في هذا المشهد.  وحتى لحظة الوصولً إلى تغيير الربيع إلى حروب، وما نتج عن ذلك من تحالفات جديدة وانفضاض أخرى كانت قائمة،و،كل ذلك كان له تأثيره على المشهد الثقافي.   بيد أن الجانب الايجابي لهذا الحراك التاريخي الخطير على المستوى الثقافي، أنه وفر مادة خصبة للكتاب والمبدعين لتوثيق هذه اللحظة سردياً، ودونك المسرودات المهولة التي اتخذت من ثورات الربيع العربي ثيمة مركزية في الأعمال التي صدرت. 
× تراجع الشعر عن موقعه فتراجعت الثقافة؟
-الشعر ليس كائناً ذو صفة فيزيائية ملموسة حتى نطلق عليه صفات التقدم والتراجع، نعم.. في زمن ما كان معياراً للازدهار والتخلف في البيئة العربية، ولكن الواقع تجاوز مرحلة (الشعر ديوان العرب)، الشعر حالة وجودية مندغمة فينا وفي الأشياء وفي الكون برمته. الشعر لا يتحمل وزر خيباتنا.


× عشت فى بيئات مختلفة مابين الغرب والوسط والمركز الخرطوم وهذا التنوع ماتأثيره على الكاتب الهادي راضى؟
-أن تعيش في بيئات مختلفة يعني أنك تثري حياتك بمشاهدات وتجارب متباينة ذات قيمة إنسانية ومعرفية كبيرة، بالتأكيد هذا الأمر ذو مردود ايجابي عند معالجة تلك المشاهدات والتجارب إبداعياً.