الغناء في أزمنة الصمت

الغناء في أزمنة الصمت بشير ابوسن  تتزاحمُ في الأفْقِ أمامي يا سيّدتي أزمانُ الصمتْ يتخشّبُ في عينيّ تر الوقتْ أبصرُني

الغناء في أزمنة الصمت

الغناء في أزمنة الصمت

بشير ابوسن 

 

 

 

 

تتزاحمُ في الأفْقِ أمامي
يا سيّدتي
أزمانُ الصمتْ
يتخشّبُ في عينيّ تر الوقتْ

أبصرُني
لا أعرفُني

أتماشى 
أرقصُ للّحنِ الشائهْ
أتلاشى
في أحضانِ الزمنِ التائهْ

ظمآنْ
أشربُ من ضحِكِ الشمسِ الفاحشِ
في الصحراءْ
أشهدُ أنّ بلادي 
ذاتَ الأحزانِ الحمراءْ
تتعرّى 
في وجهِ النيرانْ

و أنادي، يا عينيكْ 

أزهاري
منهكةٌ في مطرِ الأشواقِ 
الصاخبْ 
أنهاري 
تغرقُ في أنهارِ الموتِ الذائبْ 
أيّامي تبهتُ يا زهرَ حبيبي الغائبْ 
و أناْ لا أعرفُ كيف أغنّي 
يا سيدةَ القلبِ الراهبْ - 
غيْر غنائي بين يديكْ 

ليلاً ليلاً 
تتمدّدُ أشجارُ الغربةْ
و أناْ – يا نبْعَ أغانيَّ العذبةْ
أتصاعَدُ من فرطِ الرغبةْ
و أسائلُ أجوبتي
أتجنّبُ أسئلةَ العصرِ الحائرْ
أبصرُه :
يتمطّى فوقَ جماجمِ جِيلي الثائرْ
يترنّحُ مكشوفَ العوْرةْ

يسلُبني لوني لغتِي
يلفظُني لا أشبهُني
ينزعُ مني، من شفَتِي
لحنَ الثورةْ

و أنادي،
يا شفتينِ من الآهاتِ الليليّةْ
من كَرْمِ الخُلدِ القاتِلْ
مَن يخبرُ أزمنةَ الصمتِ الماثلْ
أنّ الإنسانَ يغنّي
و يغنّي و يقاتل
من أجل كؤوسِ الحريّة. 

بشير أبوسن
السودان- الخرطوم – أكتوبر 2020