التجمع الاتحادي
التجمع الاتحادي غرس الامس حصاد الغد الحسين مجلي دهشت ومعي آخرون في الوسط الاتحادي و كانت الدهشة مبتدأ لمقالي هذا ردا علي مقال للاستاذ محمد المبروك في جريدة (حكايات) بعنوان ( أحجار علي رقعة الشطرنج )،
التجمع الاتحادي
غرس الامس حصاد الغد
الحسين مجلي
دهشت ومعي آخرون في الوسط الاتحادي و كانت الدهشة مبتدأ لمقالي هذا ردا علي مقال للاستاذ محمد المبروك في جريدة (حكايات) بعنوان ( أحجار علي رقعة الشطرنج )، والذي سرد فيه كاتبنا تأريخ ليس بالبعيد او بل قل قبل ثلاثة سنوات نتذكرها تماما بحلوها ومرها . ليكون الخبر في مقاله تناسي الحديث عن سفر تكوين هذا التجمع و البدايات المتعثرة فيه والحق الأدبي لمن ارسوا قواعد نضاله في مواجهة المصاعب والأخطار والمخاض المر الذي تبعها ، حينها كانت الثورة طريقه للموت لمن يتصدى للجبروت . دعونا ان لا نغضب ، ولا تصيبنا الدهشة ، و نسعي لندرك الحقيقة بتشغيل خلايا الذاكرة القريبة التي يراد لها أن تُهمل ليكتب تاريخ جديد يرضي كاتبه . وان كان كاتبنا يسعي بمقصده وخشونة لفظه وتعبيره الي صناعة شخصيات بطولية جديدة تلتف حولها جماهير الأحزاب الاتحادية فهذا الطريق سوف يفسد علي هذه الشخصيات المصنوعة عملية البناء الهلامي الذي ينشدونه . وبما ان الثورة ثورة للوطن، فالوطن لا يرضي الا بصدق النوايا والكتابة بوعي تعظم فينا الشفافية وتقدير الآخرين ، وأنه لملازمته اي كاتب المقال ، فصيلاً معينا تناسي الآخرين ليخفي الحقيقة ، ففي ظني ان الحقائق لا تموت والشهود عليها أحياء بيننا . دعونا ندعوا كاتبنا ليُـطالع الامس من باب الحقيقة التي ضحي لها البعض ومهروها بالدماء وارادوا لها ان تقف شامخة عبر مظاهر وعيهم الوحدوي ، لنرجع بالتاريخ لثلاثة اعوام حتي لا ننسي شكل العمل المشترك للاحزاب والفصائل الاتحادية المبعثرة التي اعتبرها خصما على الوطن الذي يتوق الي الوحدة ولم الشمل . فالفضل في التأسيس للمبادرة والتي بدأت باسم (الاحزاب الاتحادية المعارضة) والتي هي اليوم تحت اسم (التجمع الاتحادي )
المسار جاء فيها علي النحو التالي :
كانت المبادرة فكرة من الشقيق الاديب بابكر فيصل و الشقيق الوليد بكري خرسهن الذي عاش مخاضها حتي اختمرت في عقله الثوري وبلورها الشقيق بابكر فيصل وانطلق بها بوعي ثوري مميز ويمكن القول أنهما اصحاب (الرصة) والفكرة الأولي
والتي جاءت بلقاء في شارع الجمهورية بحضور الشقيق صلاح صديق البشير
وبعد هذا انضم اليهما الشقيق عبيد سيد العبيد والشقيق محمد علقم المشرف الذي اصبح الدينمو المحرك لها . ليصبح المبادرون الأربعة هم رأس رمحها الذين شرعوا بالاتصال ببقية الفصائل و الاشقاء .وبعد اجتماعات متعددة وتحديد نصوص مبادرة العمل المشترك تم التواصل مع كل الاحزاب والفصائيل الاتحادية
وتم تشكيل السكرتارية لتشمل المبادرون الأربعة وممثل من كل حزب او فصيل اتحادي معارض
وتكونت السكرتارية للعمل المشترك من الاتي اسمائهم المبادرون الاربعة بالاضافة الي محمد الهادي ممثلا للحزب الاتحادي الموحد و الوسيلة جعفر من الحركة الاتحادية و الحسين مجلي عن الحزب الوطني الاتحادي و صلاح عبد الله من الاتحاديين الاحرار وصلاح صديق ممثلا لخط جماهير الاتحادي الديمقراطي الاصل و د/عبده عبد الرحمن الاتحادي الديمقراطي الاصل وكان سليمان خالد الاتحادي الديمقراطي الاصلاح . واخرون كانت تدفعهم روحهم واشواقهم للعمل المشترك و اذكر منهم صديقي الشقيق هيثم الشريف الذي كان دائما بالدعم مبادر .
وتم تكوين السكرتارية علي النحو الاتي بابكر فيصل رئيس لجنة البرامج والوليد بكرى خرسهن رئيس لجنة الاعلام ورئس اللجنة المالية عبيد سيد العبيد .. وكان مقرر السكرتاربة الشقيق محمد علقم
وتم تدشين العمل الجماهيري بندوتي الجريف وشمبات وكان الموقف والخط تقديم الشباب هذا بجانب العمل الفكرى وورش للعمل الثقافي والاجتماعي وتواصل العمل بوتيرة صادقة وقوية وحقق نجاحا متعاظما. في بادئ امري مع هذا التجمع
اتصل بي الشقيق الاديب العزيز الاستاذ عمر يحي الفضلي الذي وهب نفسه لخدمة الشباب السوداني بروح وطنية متفانية . وطلب مني الانضمام لهذا الركب كممثل للوطني الاتحادي ، اذ كنت حينها بعيدا عن العمل تحت اي منصة اتحادية وبحسن ظنه فيني دفعني الي هذه المبادرة اذ كان حينها امينا للحزب الوطني الاتحادي ....
وبعدها تمت مرحلة التخلق للعمل تحت اسم ( الاحزاب الاتحادية المعارضة) وكانت ندوتي الجريف وشمبات التي رمت حجراً في سكون البركة الاتحادية بروح شباب لا يعرف المستحيل . وفشلت ندوة ميدان الاهلية امدرمان وهذا الفشل يحتاج الي معرفة بفرد نقاش شفاف في منشور اخر ، ويمكن الرجوع الي هؤلاء الاربعة المذكورين لمعرفة دهاليز فشل ندوة امدرمان التي اعتبرها في وجهة نظري ترجع الي الغيرة السياسة من القيادات التي هزمتها روح التجمع الشابة وكوادرهم التي عملت بوعي تنظيمي عالي كانوا يفتقدونه .. والمواجهة الشفافة هنا لتثبيت الحق الادبي الذي يراد له ان يضيع .
من بعد ذلك كان المسار علي ذات الطريق للنجاح والعمل النضالي المشترك . وبعد ثورة شعبنا المجيدة والتى كان فيها للاتحادي المعارض الوجود الطبيعي في تقدم الصفوف بدات تصحو رغبة اكيدة لبناء هذا المارد الذي يتداعي جسده بالسهر والحمي جراء الانقسامات التي تتجاوز اطروحة كونه عضو اصبح فاعل في المرحلة القادمة هنا يكون السؤال
كيف سيأتي المسار في ظل حكومة الفترة الانتقالية
وهذا ما ستكشف عنه الايام مع العلم بان هنالك صراعات داخلية تجعل من شكل العمل المشترك غاية في الصعوبة ليس علي الصعيد الاتحادي وانما علي كل الاصعدة الموقعة علي ميثاق قوي الحرية والتغيير .ونحن نري الاحزاب الاخري تسعي نحو الجماهير وتستأسد وتحصد بتنظيم مرتب لجعل جاهزيتها للمرحلة المقبلة في حين اننا نعيش صراع من يحتكر ومن يتآمر كل هذا والطريق الي المستقبل يبدأ بغرس لبنة الحاضر القريب للوصول للمستقبل . ماجعل من أنا القيادة تسعي لتحصد ثمار جهد الآخرين . لا اريد ان انقص من قدر بعض القيادات التي ناضلت واعتقلت ولكنها مزاودة البعض علي الآخرين تزيد من اعوجاج المسار . وانا انظر الي مستقبل حزب الحركة الوطنية بشئ من الخوف نتيجة لهذه الصراعات . وفي وجهة نظري لا اري نجاح منتظر من غير خارطة عمل تنظيمية وسياسية يجد فيها كل اتحادي نفسة ببرنامج يلبي تحديات الغد الوطنية . ومايحدث الان ماهو الا اجترار صراعات الأنا القديمة وتركة كبيرة من الاعوجاج تحتاج الي تنازلات ضخمة للوصول إلى وعي جديد . ومن هنا نخلص الي
ان الحقيقه التي لا يعلمها الكثيرون ان من قاد الحراك الثورى علي الارض بذات خارطة العمل المشترك وبعد اعلان سكرتارية للتجمع واضافة اخرين ظل في السكرتارية الاولي يعمل بصمت متميز وباخلاق وقيم اتحادية رفيعة وتواصلوا مع الجميع وبدعم اتحادي شامل،
للدفع بمقترحات للعمل الثورى المتصل والحلول السياسية وهذا ملف طويل بلاشك سوف توضح حقائقة كل ما كتب كاتب لكي يصلون الى أهدافهم او حتي يكون جسرا لاخرين من القيادات التي تريد الظهور (دون عمل او جهد أو رؤية ) ...علما بانه طيلة هذه الفترة لم نسمع او نرى صوتا او راي يقول انا او نحن فالهدف كان واحد والصوت واحد والقيم واحدة تبتغي مصلحة الوطن العليا ومنزلة حزب الحركة الوطنية في انفاذ حق الشعب في الحرية والسلام والعدالة .عليه الواقع اليوم والذي يتسابق البعض للقيادة فيه يتأذي من حجم التناحر الغير مبرر ويجعل من الملعب مهيئ لخصوم الثورة ..ومن لا يعلم اساس مرتكز فكرة التجمع الاتحادي التي تبين انه ليس ملكا لأحد ولا ينبغي له ان (يجير) النضال فيه لمصلحة شخوص ، وفي ذات الوقت نحفظ الحق لمن تصدر المشهد والتضحيات لحظة ميلاد ميثاق اعلان الحرية والتغيير وقيادة المسار السياسي والثوري لاسيما السكرتارية المعلنة من قبل التجمع الاتحادي . والاخربن الذين يتصارعون حول ماهية واحقية من يمثله
إلا ان الحقيقة الساطعة التي تنص بان يقدم الوطن اولا ، فنحن بين حقيقة هي امانة وطن يكون او لا يكون ومستقبل لحزب الحركة الوطنية الاتحادي الذي نعتبره مدخل للوطن .
لذا فان النداء علي ميزان جد خطير لا تقبل فيه الأنا السالبة او الشوفينية او الاطماع الشخصية او المصالح الذاتية وليكن الوطن أولا.