إسرائيل..الإطاحة بنتنياهو -كليك توبرس-عامر محمد احمد
إسرائيل..الإطاحة بنتنياهو
-كليك توبرس-عامر محمد احمد
تحالفت سبعة أحزاب اسرائيلية واطاحت برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ،التحالف الجديد يضم اليمين المتطرف والوسط ،واليسار ،والقائمة العربية الموحدة .وكان نتنياهو عقب انتهاء عدوانه على غزة وفشله العسكري والسياسي قد اخذ في مخاطبة الجمهور الاسرائيلي بخطاب عاطفي رابطا امن الدولة العبرية بشخصه ،واراد ان يجمع حول كل القوى الاجتماعية الاسرائيلية حوله ولكن تبدو رحلة السياسي اليميني المتطرف والبراجماتي في لعبة السلطة ،قد وصلت المحطة الأخيرة في سكة حديد الحكم ومحطات التوقف وإبطاء السرعة وإذ يبدو إبدال يميني بآخر أكثر يمينية ،صورة غير مفهومة او باهتة ولكن كل هذا الحراك المضاد يشير الي مهارة نتنياهو في كسب الاعداء من دخل معسكره المتطرف ومعسكر اليسار والاقلية العربية المضطهدة من الحكومات الاسرائيلية داخل الخط الاخضر.وقد ضعف موقف نتنياهو في داخل معسكر التطرف اليميني بسبب ماكان يمارسه ضد الاصدقاء والاعداء على حد سواء في لعبة الحكم والسياسة وساهم ذلك في تدحرجه نحو هاوية النسيان لطول مكوثه في الحكم وبذلك قد تنتهي اطول حقبة حكم في تاريخ الكيان الاسرائيلي لسياسي ولم يصل الي سنين وجوده على راس حكم الكيان كل رؤساء اسرائيل منذ إعلان قيام الكيان الاسرائيلي على حساب أرض فلسطين في مايو 1948م.
حسابات بنيامين.
يعتمد بنيامين نتنياهو في تحركاته السياسية على تناقضات الساحة الاسراييلية ،المرتبطة فكري،ا وسياسيا بثقافة (الشتات والتشرذم والاقتتال الداخلي وديمقراطية تحرسها الاجهزة الامنية والعسكرية ) فإذا وصف نتنياهو التحالف العريص الساعي لإخراجه نهائيا من السلطة بانه تحالف يساري خطير ،وهو يعلم تماما بان اغلبية عناصر هذا التحالف اكثر تطرفا منه وحزبه ولكنها السياسة في لعبة الكراسي والحكم واخلاق حكام كانوا دائما في سبيل التشبث بالحكم خصما على الانسانية ولذلك عندما يغادرون كراسي الحكم يكون صياحهم وحراكهم "من انتم- والإشارة دائما من الطغاة لكل من يقولوا لهم (كفى) يلتقي في ذلك من اتت به صناديق الاقتراع او صناديق الذخيرة. وكل المؤشرات تدل على ان بنيامين نتنياهو سيعمل على تعطيل تكوين حكومة تحالف التغيير من اجل البقاء في السلطة ولكن كما هو معروف بالضرورة ان كل القوى السياسية الاسرائيلية من اليمين او اليسار او الوسط تنظر الي رضاء ساكن البيت الابيض وان الرئيس الامريكي "جو بايدن" لن ينسى لرئيس وزراء اسرائيل انحيازه لمنافسه في الانتخابات الرئيس السابق دونالد ترمب ،والسؤال هل اخطأ نتنياهو ،في حساباته السياسية لأول مرة وان (ترمب) الواثق من الفوز والرافض لنتائج الانتخابات الامريكية، ساهم في إضعاف موقف صديقه( نتنياهو) ،وكان التصريح الاخير لبنيامين حول مراجعة العلاقات مع امريكا في إشارة الي الاتفاق النووي مع دولة الملالي (إيران) او حل الدولتين وبالتالي كان التصريح(قشة التطرف التي قصمت ظهر بنيامين) ولخطورة مثل هذا التصريح على التحالف الصهيو امريكي التاريخي ،والمرتبط ببشارات دينية يغذيها التحالف الرأسمالي بينهما وفي إصرار امريكا على تفوق إسرائيلي في الشرق الاوسط على حساب الارض العربية والتاريخ .
السقوط الأخير.
اضعف نتنياهو موقفه في صراع السلطة بوقوفه مع دونالد ترمب ،دون حساب للتوازن الداخلي الامريكي، وحسابات منظومة الحكم الامريكية التي تضعضعت بوصول (ترمب) الي البيت الابيض ودخوله في صراعات مع الحليف الاستراتيجي لامريكا ،الاتحاد الاوروبي وضربه الحائط بكل إلتزامات الولايات المتحدة للمنظمات الدولية واستهتاره بقضايا حقوق الإنسان في العالم، وقد كانت إدارة ترمب للبيت الابيض ،إدارة التاجر الشاطر، وربط كل حسابات الدولة بالمال حتى لو كان الثمن تقزيم الامبراطورية الامريكية في اعين العالم واعين المؤسسات المتحكمة من وراء ستار بالقرار الفصل في سياسة امريكا..وكذلك كانت حرب غزة والقتل المجاني للابرياء المدنيين، وهدم الابراج السكنية بمافيها برج يضم قنوات ووكالات انباء عالمية ، وكان لهدم برج الجلاء تأثيره الكبير في تغيير الصورة الذهنية في الغرب وامريكا وبداية السؤال عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وحل الدولتين و،كيفية الضغط على اسرائيل من اجل إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
ولكن يظل السؤال قائما حول نتنياهو ،وحساباته السياسية في مقابل اصطفاف دولي ضده واصطفاف اليمين واليسار الاسرائيلي من اجل تغييبة عن ساحة ظل لسنوات طويلة لاعبا اساسيا فيها وقاد صراعه ضد كل قيادات الكيان الاسرائيلي من رابين الي اولمرت حتى الجيل الجديد من قادة مستوطنين الي يسار ،فهل ينضم الي نادي رؤساء الوزراء السابقين ،ام لثعلب السياسة الرأي الفصل في دولة اصبح خيارها السياسي بين يميني متطرف ويميني اكثر تطرفا، واصبحت تحت سمع وبصر العالم وعدساته، بعد طول غياب عن سؤالها، ومحاسبتها على الاحتلال، والإفلات من العقاب.