30يونيو.. سياسة المواكب ومواكب السياسية.
30يونيو.. سياسة المواكب ومواكب السياسية. الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد. كانت الجبهة الاسلامية القومية تعمل بكل السبل للانقضاض على الديمقراطية الثانية، استخدمت الصحافة الورقية أسوأ استخدام، وكانت صحفها الصفراء
30يونيو.. سياسة المواكب ومواكب السياسية.
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد.
كانت الجبهة الاسلامية القومية تعمل بكل السبل للانقضاض على الديمقراطية الثانية، استخدمت الصحافة الورقية أسوأ استخدام، وكانت صحفها الصفراء، قد جعلت من رموز الحكم منصة دائمة للتشكيك في الديمقراطية، وساهم تجار الجبهة الإسلامية في خلق الندرة، وصناعة ثقافة السوق الأسود دون النظر إلى الشعارات التى ترفعها أو الأبعاد الأخلاقية في الممارسة السياسية، وكانت الجبهة الإسلامية قد استفادت من النظام المايوى في التغلغل داخل دوائر الدولة، و(تربيط ) العلاقات مع كوادر الاتحاد الإشتراكي، وطفيلية السوق والسياسة. في اعقاب سقوط نظام المشير النميري، ورثت جبهة الدكتور الترابى، كل من لفظهم الشعب في أبريل 1985، ورثت الدولة المايوية أجهزتها السياسية بانضمام، شخصيات ادمنت دعم والعمل مع الأجهزة الاستبدادية، ورثت السوق، وتحولت إلى قوة سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة. كان من الصعب على الدكتور الترابى بحركيته وسيطرته على كوادر حركته، الصبر على النظام الديمقراطي حتي تكتمل دورة الحكم، وقيام انتخابات تكون نتيجتها لصالح تحالف جديد، قوامه تنظيمات سياسية وشعبية، فطنت لمخاطر ترك الشارع للجبهة الإسلامية والعمل الدؤوب الذى تقوم به من اجل إفشال الديمقراطية، وخلق فراغ سياسي واستغلال حرب الجنوب من اجل الانقضاض على السلطة عبر الانقلاب. كانت اتفاقية الميرغني /قرنق، بمثابة صفعة ، لكل مخططات الدكتور الترابي، الاستيلاء على الدولة وتغيير مجرى التاريخ، وكذلك العمل لصالح مشروع كونى يؤمن به في السيطرة على المحيط الجغرافي في الاقليم بكل ابعاده العربية والأفريقية. التجمع السياسي الجديد الذى ينظر إلى مصلحة السودان، ازدادت وتيرة حركته في اتجاه إفشال مخطط الترابى، فكانت الحكومة التى عرفت في أدبيات السياسة السودانية، بحكومة (القصر)
.بداية المواكب..
قاد الدكتور علي الحاج، الامين العام للمؤتمر الشعبي "مسجون حاليا لتآمره على الديمقراطية الثالثة " قاد مواكب ليلية تحت شعار ثورة المصاحف ووأد الدين والغاء الشريعة، استمرت هذه المواكب في تهييج الشارع واستغلال الحرية والديمقراطية من اجل الوصول آلى السلطة والاستيلاء على الدولة، والاستمرار في سياسة التمكين الأولى "1977---1989" والقفز إلى المرحلة الثانية من سياسة التمكين 1989----2019" مواكب علي الحاج، ساهمت في تغبيش الوعي باستغلال ابشع انواع التمييز وهو التمييز الدينى والعرقي وقيادة حملة، تجهيل وتخويف لعامة الناس من الحركة الشعبية بزعامة الراحل دكتور جون قرنق، والوقوف ضد تحقيق السلام في السودان. انتهت سياسة التحريض، والتهييج وخلق الأزمات الاقتصادية من خلال الطفيلية وتجار السوق الموازي، بوصول الديكتاتورية المتأسلة إلى السلطة، وتقسيم السودان، وتهديد ماتبقى من جغرافية بمأساة دارفور واضطرابات جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأزمة اقتصادية، تكاد تعصف بالدولة.
30 يونيو (الثانية ).
عقب انتهاء عملية، فض الاعتصام، ومأساة هذا اليوم العصيب، ودماء الشهداء التى لونت صفحات التاريخ بالعزة والصمود. والناس في ذهول وغضب، حبس العالم أنفاسه، وتحركت كاميرات القنوات، تنقل غضب الشارع السوداني، ساعة بساعة، وكان الخروج الشعبي الهادر في 30 يونيو الثاني، إعلانا شعبيا، بأستمرار الثورة، ومواصلة السلمية، كعنوان بارز، بأن الشعب الذى، ازال أعتى انواع الديكتاتورية في التاريخ الحديث، وابشع نظام حاكم في تاريخ السودان، توفرت له الكنوز لوضع السودان في مسارات اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفه، لكنه اضاعها بالرعونة السياسية والفساد المالى والتمكين الأناني. كانت ثلاثين يونيو الثانية ، تتويج لحركة الجماهير نحو الانعتاق، ورفض سياسة اقصاء الشعب من المسرح السياسي، بفض الاعتصام او زراعة العنف في البيئة السياسية السودانية واعادة حقوق الشهداء وأسرهم بالاقتصاص للشهداء، وإزالة التمكين، ومحاربة الفساد، وتحقيق مطالب الشعب في التغيير.
30 يونيو (الثالث ).
حملات ترويجية كثيفة سبقت الاحتفال بالذكرى الأولى لمليونية30 يونيو 2019م والتى كانت تأكيدا من الشعب بأن أخطاء الثورات السابقة لن تتكرر وأن الشعب يحرس ثورته. العام الأول لمليونية 30 يونيو ، شهدت أزمات متعددة للتحالف الحاكم الحرية والتغيير، وهو تحالف اجتمعت فئاته على الحد الأدنى في اسقاط النظام السابق واختلفت في كيفية إدارة الفترة الانتقالية، وكان تجمع المهنيين قد انقسم إلى مجموعتين تتصارع على إرث الثورة والوصول إلى استغلاله سياسيا في الحاضر والمستقبل. القوى السياسية ارتفعت اسقف مطالبها في الفترة ماقبل مليونية اليوم، وكانت المحاذير الصحية على رأس أولويات القوى السياسية. العنوان الأبرز تمثل في سؤال مستقل حكومة حمدوك، وفى الإجماع على أن قيادة الدكتور عبدالله حمدوك، يمثل ضمانة لنجاح الفترة الانتقالية. هناك صراع ارادات بين القوى السياسية السودانية والحزب الحاكم، المؤتمر الوطنى المحلول، وترى القوى السياسية أن الحركة الإسلامية قد ذهبت إلى مزبلة التاريخ، وترى كوادر الحركة أن التاريخ السياسي السوداني لايعرف الحكم بالمؤبد. ازدحمت الشوارع اليوم في الخرطوم بالثوار من كل حزب ولون، بنات واولاد، شباب وشابات وكان الاهداف مختلفة بين مصحح للمسار حسب رؤية حزبه، ومجدد لعهد ذكرى مر عليه عام وأن يعيش في حبس جائحة كورونا، أحداث صغيرة ظهرت هنا وهناك ألا أنها كانت إشارة واضحة بأن الشارع السياسي سيشهد في فترة مابعد -كورونا- مرحلة جديدة من مراحل الفترة الانتقالية، منها دخول الحركات المسلحة إلى المعترك السياسي الداخلي، واقتصاد في طريقه إلى البنك الدولى، وتحالفات جديدة ترتفع اسقف الأحلام بهيكلة الدولة دون أن تملك غير المطالبة بهيكل تريد فرضه، عبر شراكات سياسية في فترة انتقالية، المطلوب منها تهيئة المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي للوصول إلى صناديق الاقتراع، إلا أن مارشح من اخبار حول تمديد الفترة الانتقالية ومحاصصة سياسية جديدة، بدخول الجبهة السياسية في معادلة الحكم، والقرارات التى وعد بها رئيس الوزراء، كلها تشير إلى أن النصف الأول من يوليو، سيكون حافلا، بالمفاجآت، والاصطفافات والانشقاقات وخروج وزراء وترشيح شخصية صاحبة تاريخ طويل في الحكم والمعارضة،، لقيادة ماتبقى من فترة انتقالية إذا فشلت حكومة حمدوك في تمرير وصفة البنك الدولى باشراك الجبهة الثورية وكذلك تمديد الفترة الانتقالية، وكان بيان للسفارة الأمريكية بالخرطوم بمناسبة دعوة مليونية 30 يونيو، قد حث السودانيين على تنفبذ الوثيقة الدستورية، وتقديم الدعم لانتقال ناجح وإجراء انتخابات عام 2022م.