زمن الديم * عامر محمد أحمد حسين. يوم اغلق السوق ابوابه.
زمن الديم
* عامر محمد أحمد حسين.
يوم اغلق السوق ابوابه.
فجاة وفي لحظة أغلق السوق الشعبي الخرطوم ابوابه مع هرولة وهروب جماعي من اصحاب الدكاكين ومن أتى للتسوق الكل يشير إلى عكس اتجاه هروبه وان هناك مصيبة قد وقعت في موقف السوق الرئيس ولكن لتعطل لغة الكلام ظلت الحقيقة غائبة، لا احد يلتفت لحقيقة أو اختها..حركة الإغلاق سريعة والخروج من السوق منجاة ولكن لا احد يقول بالسبب..يقول مامون ابسلكه: الرصاص لم يفعل شيئا والبوليس ينسحب ..اسأله: من هذا العملاق الذي يخافه البوليس.. وبعد ضحكة خفيفة..الزول لاعملاق ولاحاجة..رايته مثل السوط في النحافة وكان قاطع نفس ، لكنه كان يتحرك في انين خفيف ووجع مؤلم..حتى تلك اللحظة عن الأنين والالم كنت اجهل تماماً ، ماقاله عن إغلاق السوق وهروب رواده في اتجاهات متبعثرة وإن كانت الاغلبية اغلقت أبوابها جزئيا..يقول ابسلكة: أنت قائل الحكاية شنو..الحكاية تتلخص في شخص بسيط قادم من خارج السودان وكان يريد السفر إلى خارج الخرطوم في طريقه لأمر يعنيه..هناك من قال كان يريد الحج ومن يقول بغير ذلك. ومع مرور الأيام والسنين ،تحول الحادث البشع والمؤلم إلى حكاية يرويها كل من عايشها بطريقته إلا أن ابسلكة لديه المعرفة بكل تفاصيلها كان يعمل في السوق ورأى الحادث وكل تفاصيله..اساله ما الحقيقة..شوف المسافر كان يحمل امتعة ولم تكن قليلة ولكن كان يعتقد أن من يحملها من موقع وصوله إلى الشحن، مايعطيه له يقبله وخلاص..ولكن ماحدث كان غير ذلك...ماذا كان؟..الحمال او العتالي بلغة السوق، طلب مبلغ كبير ورفض صاحب الامتعة دفعه وقال لمن حمل الشنط واوصلها..انا ماعندي غير هذا المبلغ وافعل ماتريد..وكانت هذه آخر كلمة خرجت منه وسمعها من تحولوا إلى شهود على ابشع جريمة في تاريخ السوق الشعبى الخرطوم. يعود ابسلكة إلى ذاكرته ويصمت قليلاً.. دار حوار بسيط بين حامل الامتعة وصاحبها...إنتهى الحوار بمأساة.
مأساة شنو...يتجول في مكانه كأنه يخاف تذكر المأساة...قطع رأس العتالي..طار الراس ومعه كل السوق..وقف قاطع الراس في مكانه والكل يهرول..المسكين المقتول ،يقال سب الدين للرجل..وهناك من يقول أنهما يعرفان بعضهما البعض ومن بلد واحد وأن الصدفة والثأر قد جمعهما في ذلك الصباح الدامي..
- القاتل الرصاص لايخترق جسده..والشرطة في حيرة ماذا تفعل...يصمت ابسلكة وينقطع نفس للحديث والرواية ، شوف...الزاكي وهو مساعد شرطة ركب السيارة العسكرية " المجروس" وطار القاتل مسافة وتم القبض عليه..ومع قوة الاصطدام لم يمت كان انينه يشبه الحشرجة..وجدوه يلبس تمائم واحجبة..وقبل أن ينتهي ابسلكة ،من حديثه ويذهب، كعادته عندما يحين وقت ذهابه.. قال الغريبة القاتل مات، ولم يعرف له اهل وكذلك القتيل...والماساة يكون أهلهم في انتظار رجوعهم..واخذ صوته يبتعد وصورته ومن بعيد يأتيني الصوت الحنون يردد المأساة ،يكون أهل الضحايا في انتظار عودتهم ،،القاتل من رحلته و،القتيل من غربته..أو كما قال..