هنا المستقبل

هنا المستقبل إبداع المرأة آن الصافى – السودان الإنسان المبدع يقدم ما يجول بخلده في منتج أياً كان نوعه حرف ريشة صورة رقصة..الخ ولا يعتبر الإبداع حكراً على جنس بعينه

هنا المستقبل

هنا المستقبل
إبداع المرأة

آن الصافى – السودان

الإنسان المبدع يقدم ما يجول بخلده في منتج أياً كان نوعه حرف ريشة صورة رقصة..الخ ولا يعتبر الإبداع حكراً على جنس بعينه. الموهبة والثقافة والمهارة وآلية التعبير تؤثر في درجة جودة العمل المقدم إن جاز التعبير، فهناك الإبداع الذي يدور في حلقة التكرار وهناك منتج إبداعي مبتكر كلياً أو جزئياً أي يتميز بقيمة الأصالة. ونحن في مطلع العقد الثالث من الألفية الثالثة من الحكمة النظر إلى الإبداع أنه مقدم من عقل إنسان مسألة ذكر وأنثى ستشين من يتحدث عنها بهذه الطريقة التي تعتبر نوع من التمييز الغير محبذ. ربما بغرض الدراسة تتقبل هكذا تقسيمات بداعي التيسير إن لزم.
عليه في مجتمعاتنا فلننظر لواقعنا في المشهد الثقافي لتناول أي منتج إبداعي بهذا الأفق الواسع دون تقليص الرؤية عبر ثقب لا جدوى منه. عليه فليكن حديثنا عن إبداع الإنسان.
البيئة لها دور مهم في تأثيرها على العقلية الإبداعية وما تتناوله وتعرضه من قبلها في عمل ينقل الى المتلقي تفاصيل مشهد في نص أدبي على سبيل المثال توظيف الكلمة لخدمة الغرض المراد بزاوية من صنع المبدع.
فلنرى عن قرب نموذج أعتبره جداً مميز، عبر دراسة حيثيات الإبداع في مجال الكلمة في (بيئات) متوفرة في السودان كدولة نجد كم هائل من التنوع الثقافي المدهش. صحراء أنهار جزر بحر غابات جبال سهول عدا قرابة ال400 قبيلة متعايشة معاً وكل منها لها خصوصيتها وبعضها له لغات خاصة به منها العربية. هذا الزخم من التنوع الأفريقاني الممزوج ربما بالعربي بأواصر الدم في حيز قبلي وباللغة المستخدمة في التواصل على شكل أوسع. توجد حضارة عريقة ضاربة في القدم وطوال العام هناك مواسم تتجسد عبرها طقوس تمارس في الزراعة والرعي والسفر والمناسبات الاجتماعية وفي اللهو للكبار والصغار ... كل ذلك يعتبر موروث ضخم يحمل الأساطير ويعتبر ذلك كنوز شعب يستمد منها ما يوافق العقلية الإبداعية من قضايا ومواضيع. فنجد من الأثر الرمز المنحوت على الصخر والطمي وكذلك الحرف المسطور على الصخر والخشب والورق عدا ما يحمله إنسان المكان من إرث عبر الشفاهة.
حصيلة ذلك نجد كرنفالات من العطاء الإبداعي، في مجتمع يحتفي بالمرأة عبر حضارته وإن حدث وتراجع هذا الموقف فهو مرحلي وسينتهي لا محالة فهو دخيل على الثقافة المتوارثة التي تعتبر أكثر قوة في رسوخها.
عليه لدينا عقول إبداعية إنسانية من الجنسين عبر حرية التعبير تتجسد العطاءات بتنوع ثقافي فريد.
آن الصافي
2 مارس 2020
أبوظبي