مريضٌ هو الناي
مريضٌ هو الناي نص مشترك: أسماء رمرام وحسناء بن نويوة... الجزائ أخرجُ إلى صوتك تتبعني يدي تعرق الأساور المُرهقة
مريضٌ هو الناي
نص مشترك: أسماء رمرام وحسناء بن نويوة... الجزائر
أخرجُ إلى صوتك
تتبعني يدي
تعرق الأساور المُرهقة
تصرخ المرأة المُهملة
في مواسم الحنّاء
أين أنا؟
تقول ارتباكة الفستق
دعينا نرتدي فصولَ الجفاف
ونختبر
حنين اللغة.
هبْ أنّني تركت يدي
في جيب معطفك
وعلقت وساوسي الخفيّة
في جيب سروالك الخلفيّ
ومزقت تحت جنح الظلام
حياءَ البنفسج
كم كان سيكون لك
يومئذ
من قارىء عاشق؟
آهٍ يا شاعر..
لنغرق إذن
قالت اللوزة.
مريضٌ هو الناي
فكيف ترقصُ البومة
الـــ تحنّ إليه؟
وكيف لا تشهد
رياحين دمي
على موتٍ وشيك؟
الآهة التي
لا تكبر بها النصوصُ الخجلى
لا يليق أن تتوسّد ظل شجرة
جمّلتها العناقيد.
أليقُ باللغة
حين أكون أنا
أليقُ بالصّمت
حين لا أكون أنا
كم كان عمري يوم جاء لهاثك
يستغيث بخصري
أيُّها العربيّ؟
مريضٌ هو الناي
واللّحظة على كفِّ الموال تمرُّ مطعونة
مصحوبة بألف جرح وجرح.
يؤلمني الشِّعر
يُحمِّلني ما لا أطيق
ولا يسعفني على الإمساك بلحظة فرحٍ واحدة
يغتالني..
يفتح في أجندة القلب
حسابات لا أجرؤ على عدّها
ولا أقدر حتَّى على تمزيقها.
أكتب على ظمأ
كمنْ يزرع في كبدٍ أبيض
دمًّا خاثرًا ليعيش.
أكتب على ماء
أغسلني من نزواتي
كمنْ يغسل نفسه من لوثة الخطايا
ويخرج للعالم خاويا
إلّا منه.
أكتب على نار
أغيظ متسلقيّ ظهري
وجناحي المنسيّ
أصفقُ لي
وأزفّني إلى الجحيم.
بيدي مقص
ها إنِّي أقصُّ.. أقصُّ.. أقصُّ
أعدِّل حواف الحروف المُتهالكة
كمنْ يعيد للكلمة مقاسها
وطقسها
ونبوءتها.
"ديمي مور" حبيبتي
قُبالتي تبكي سيرتها
مثلها أبكي سيرتي
أنغرس في مناديل مبلّلة
كبدي منفطرٌ
والبهجةُ منِّي تنفلت عرجاء.
مريضٌ هو الناي
فتّق الجرح صوته..!
إيهٍ أيُّها الناي
كيف أصعد إلى الشّمس
وعينايَّ كليلتان متروكتان في العتمة؟
الكتابة مهنة العالم الخاسرة
قالت آخر آهةٍ
لفظها النَّص.
/* اللّوحة للفنان السوري زهير حسيب.