لاَ عَاصِمٌ فِي يَدَيَّ اُلْيَوْمَ
لاَ عَاصِمٌ فِي يَدَيَّ اُلْيَوْمَ ادريس زابدي... باريس . حَفَّ اُلْجِدَارُ ، فَلاَ هَمْسٌ وَلاَ نَظَرُ وَاُللَّيْلُ يُوقِظُهُ اُلنَّجْمَاتُ وَاُلْقَمَرُ
لاَ عَاصِمٌ فِي يَدَيَّ اُلْيَوْمَ
ادريس زابدي... باريس
.
حَفَّ اُلْجِدَارُ ، فَلاَ هَمْسٌ وَلاَ نَظَرُ
وَاُللَّيْلُ يُوقِظُهُ اُلنَّجْمَاتُ وَاُلْقَمَرُ
ضَاقَ اُلْمَكَانُ وَفِي عَيْنَيَّ مُتَّسَعٌ
يَمْحُو قَرِيباً بِبُعْدِ اُلْخَيْلِ يَنْتَشِرُ
لِلْعَابِرِينَ سَلاَمٌ نِلْتُ غَوْرَهُمُ
بَيْنَ اُلْخَلِيلِ خَلِيلٌ دَاؤُهُ اُلْحَذَرُ
يَنُوبُ عَنِّي بَرِيدُ اُلشَّوْقِ يُغْمِدُهُ
اُحْتِمَالُ صَدْرٍ مَلاَهُ اُلنَّفْيُ وَاُلْخَبَرُ
صَوْتِي تَعَلَّلَ بِاُلْأَوْتَارِ مَحْبِسُهُ
آيُ اُلنِّدَاءِ زَفِيرٌ حَدَّهُ اُلْبَصَرُ
أَنُوحُ هَتْفاً فَيَهْفُو لَوْ أُسَرُّ بِهِ
يَاحَسْرَةَ اُلشِّعْرِ هَلْ يَقْوَى بِهِ اُلْقَدَرُ
غَدَوْتُ كَاُلطَّيْرِ مَحْجُوراً بِأَوْرِدَتِي
أَصْطَادُ حُلْماً فَأَعْلُو ثُمَّ أَنْكَسِرُ
أُغَرِّدُ اُللَّيْلَ وَاُلنَّجْمَاتُ تَرْشُقُنِي
وَأَحْتَمِي بِجِدَارِ اُلطَّيْفِ أَتَّزِرُ
وَاُلْفَجْرُ مِنِّي عَلَى بُعْدٍ يَسِيرُ بِهِ
نَحْوَ اُلْمَدَى مَلَكَانِ، اُلزَّهْرُ وَاُلْقَمَرُ
لاَ أَسْأَلُ اُلْوَجْهَ لَوْ أَنِّي نَذَرْتُ لَهُ
وَمَا فُؤَادِي اُجْتَبَاهُ اُلْعُرْفُ وَاُلنُّكُرُ
يَدِي تُمَنِّي وَأَسْتَفْتِي أَصَابِعَهَا
لاَ عَاصِمٌ فِي يَدَيَّ اُلْيَوْمَ أَخْتَبِرُ
أَمْسَى اُلْكَمَانُ خَلِيّاً مِنْ مَبَاهِجِهِ
يُرَتِّقُ اُللَّحْنَ لاَ يَهْدَا لَهُ اُلْوَتَرُ
مَا لِلنُّعَاسِ تَلاَحِينُ اُلَّتِي سَكَنَتْ
وَقَدْ رَمَانِي بِذَاتِ اُلدَّلِّ ذَا اُلسَّمَرُ
تَلُوكُ حُمْرَ شِفَاهِ اُلْحَرْفِ تُرْسِلُهُ
مِنْ أُصْبُعَيْنِ تَخِيطُ اُلْحِبْرَ إِذْ يَقِرُ
لِضِفَّتَيْنِ سِجِلُّ اُلْأَرْضِ مُنْطَبِقُ
لاَ يَعْتَلِي وَشْيَهُ طَيْرٌ وَلاَ شَجَرُ
حَتَّى اُلْمَوَاسِمُ ضَاقَ اُلْعَزْفُ يَخْبُلُهَا
تَجْرِي عَلَى عَاصِفِ اُلْأَوْتَارِ تَنْفَطِرُ
بَارِيسُ يَا هِبَةَ اُلْأَنْوَارِ بُعْدُكُمُ
أنَّاتُ مُعْتَكِفٍ فِي اُلنَّهْرِ يَغتَمِرُ
فِي اُلظِّلِّ أَكْتُبُ مَوْجَاتٍ تُرَافِقُنِي
بَيْنَ اُلْغَمَامَةِ وَاُلصَّدْرَيْنِ تَنْهَمِرُ
تَشُقُّ قَلْباً عَلَى نَهْرٍ تُحَاوِرُهُ
خُذْ هَاتِ نَايَكَ فَاُلْأَلْحَانُ تَفْتَقِرُ
أَطُوفُ نَحْوَ دِيَارِ اُلشِّعْرِ أَسْأَلُهَا
أَمَا دَهَاكِ دَهَانِي، سَامَنَا اُلْحَجَرُ
وَاُللهُ يَتَّشِحُ اُلْأَنْوَارَ فِي كُتُبٍ
مَا أَنْ تَسَلْ فَاُلْقَوَافِي وَحْيُهَا عِبَرُ
أَوْحَى اُلْعِبَادَ بِذِكْرِ اُلْغَيْبِ فَانْفَطَرُوا
هُوجاً عَلَى سَاحِلِ اُلْمَمْشَى بِهِمْ خَفَرُ
لَوْ فِي مُعَجِّلَةٍ رُوحَانِ أُبْكِرُهَا
كَاُلرِّيحِ مِنْ جِهَةِ اُلْهَوْجَاءِ أَنْتَصِرُ
أَرُدُّ لِلْبَحْرِ مَاءَ اُللهِ يَشْرَبُهُ
عَلَى اُلْأَمَاسِي، وَمَوْجُ اُللَّيْلِ يَغْتَفِرُ
أَتْلُو لَهُ صَفَحَاتِ اُلْمَدِّ نَبِيذَ دَمِي
وَأَرْتَدِي مَا يَخِيطُ اُلْفَجْرُ وَاُلْوَبَرُ
أَقُولُ يَا هَلْ أَتَى مَا كُنْتُ أَأْلَفُهُ
أَمْ هَكَذَا جَاءَنِي لَوْ أَنَّ مُفْتَقِرُ
أَنَا اُلضَّعِيفُ وَضَعْفُ اُلْعَيْنِ يَلْسَعُنِي
يَجْرِي عَلَى أَثَرِ اُلْأَمْيَالِ يَعْتَصِرُ
مَاءٌ زُلاَلٌ وَأَعْنَابٌ تُحَدِّقُهُ
عَيْنُ اُلْمَلاَمَةِ لاَ يَجْلُو لَهَا اُلْحَوَرُ
قَالَتْ لَنَا: اُلدَّاءُ خُذْ مِنْ سِرِّهِ مَدَداً
ثُمَّ اُنْتَفَى بِدَوَاءِ اُلسِّرِّ مَا خَبَرُوا
..
* باريس - 15 مايو 2020