قصة كتاب 

قصة كتاب 

بقلم : زين العابدين الحجّاز 

الشمس المحتضرة    (The Dying Sun) 

تدور أحداث القصة في منتصف عصر جليدي جديد خلال القرن الحادي والعشرين حيث لم تعد معظم الولايات المتحدة وكندا صالحتان للسكن . من خلال تتبع مغامرات مراهق يحاول اجتياز ذلك الوضع الخطير بالتنقل بين المكسيك وولاية ميسوري الأمريكية عكست القصة التحولات والصراعات الجيوسياسية التي يمكن أن تحدثها كارثة بيئية مثل هذه . القصة يحكيها (جيمس) البالغ من العمر ستة عشر عاما وهو ينظر إلى الوراء الى الفترة الأخيرة من حياته ويفكر في ما حدث له خلال تلك الفترة . 

بدأت أحداث القصة في منتصف القرن الحادي والعشرين حيث تضاءل ببطء ضوء الشمس وتأثيراته على الأرض . تسبب ذلك في انخفاض كبير لدرجة حرارة الأرض مما أدى إلى حدوث تغير مناخي على عكس ظاهرة الاحتباس الحراري ولكن ليس أقل تدميرا . كانت هناك هجرة جماعية حيث انتقل سكان الولايات المتحدة  وخاصة في الولايات الشمالية جنوبا نحو المكسيك . الولايات المتحدة  نقلت عاصمتها من واشنطن العاصمة إلى هيوستن التي لم تعد مدينة بسيطة  ولكنها بدلاً من ذلك أصبحت مدينة ضخمة ومتداخلة تمتد على طول الحدود المكسيكية. العديد من المواطنين الأمريكيين كانوا يحاولون بشكل قانوني وغير قانوني عبور الحدود إلى المكسيك مما أجج المواطنين المكسيكيين تجاه العداء . تجمع بعض المكسيكيين في ميليشيات لحرسة الحدود  وأطلقوا على أنفسهم اسم جيش التحرير المكسيكي واستخدموا الإرهاب لشن حرب عصابات ضد أي شخص من الولايات المتحدة يعثرون عليه . كان أفراد عائلة الفتى (جيمس) يعانون في مدينة هيوستن الكبرى . الجريمة المتفشية والظروف المعيشية الرهيبة والشعور العام بالنزوح الذي كانوا يعانون منه كلاجئين كانت قد طغت عليهم . قررأفراد العائلة التوجه عكس التيار والسفر شمالا إلى مزرعتهم المهجورة في وسط ولاية ميسوري لمحاولة كسب العيش هناك . بقى (جيمس) في المكسيك  لأنه كان غير راغب في التخلي عن وسائل الراحة في الحياة العصرية من أجل العيش القاسي  في الغابات الخلفية . إنتقل إلى منزل (روبرت) أقرب أصدقائه الذي تيتم مؤخرا و سكن مع جدته . بعد فترة وجيزة  فقد (روبرت) إحدى ساقيه في هجوم إرهابي  وأعدت حكومة المكسيك مشروعا عسكريا عالميا للتجنيد يشمل جميع المهاجرين بغض النظر عن حالتهم البدنية. انطلق (جيمس) و (روبرت) في قلق  نحو الشمال على أمل أن يكون التغلب على مخاطر الرحلة أسهل من التغلب على مخاطر البقاء في المكسيك . كان الطريق طويلا وخطيرا و متهالكا فمشياه عبر الريف المدمر. على الطريق التقيا مع (صني) و هو شاب مهاجر ومضحك يبحث عن الإثارة . أساليب (صني) الشيطانية غالبا ما كانت تضعهما في طريق الأذى  أحيانًا لدرجة تكاد أن تنتهي بهما الى الموت . أخيرا وصل (جيمس) و (روبرت) إلى ميسوري  لكنهما أصيابا بخيبة أمل شديدة لما وجدوه هناك . كان الطقس باردا باستمرار ولا توجد وسائل تجعل الحياة مريحة على الإطلاق وكل ما هو موجود هو العمل الشاق طوال اليوم لإنعاش المزرعة . لم يكن (روبرت) قادرا على التكيف مع طريقة تلك الحياة الجديدة وفي النهاية اتخذ قرارا بالعودة جنوبا الى جدته. ومع ذلك بعد أن عاش (جيمس) في شتاء لا يطاق تقريبا وشاهد الكلاب البرية وهي تهاجم وتلتهم (صني) وجد نفسه ينضج وأصبح أكثر قدرة على تحمل المعاناة . انتهت القصة عندما بدأ (جيمس) في الاقتراب من ابنة عمه (جوديث) التي كانت تبدو غير ودية في البداية . برواقة و رزانة بدأ (جيمس) في مواجهة مستقبل غامض . 

(الشمس المحتضرة) رواية بؤس خيالية تم نشرها عام 1989 وهي من تأليف الكاتب (قاري بلاكوود) المؤلف المشهور بتأليف روايات خيالية وواقعية ومسرحيات للشباب .  أثني النقاد على الرواية لإثارتها  لمستقبل بائس محتمل ولكنهم كانوا قلقين من أن حبكتها كانت تعمل ضدها . يتم إبطاء حركة الحبكة في الرواية بسبب  كلمات الصبي (جيمس) الباردة وهو يرويها . على الرغم من القضايا السياسية والاجتماعية والشخصية المهمة التي أثيرت فيها فقد افتقرت الرواية إلى النار التي  كان من شأنها أن تذوب الجليد بكلمات (جيمس) اذا كانت ملتهبة .