حَيْثُ أحَدِّقُ فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ

حَيْثُ أحَدِّقُ فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ عادل سعد يوسف – السودان  حَيثُ تُحَرِّكِينَ الصَّبَاحَ النَّادِرَ فِي كأسِ الْحَلِيبِ وَتَأخُذِينَ الشَّرَاشَفَ مِنْ السَّرِيرِ الْخَشَبِيِّ بالانْثِنَائِيَّةِ الطَفِيفَةِ حَيثُ إنِّي فِي الْجِهَةِ الأخْرَى أتَوَكَّأُ الْغِيَابَ الْغِيَابَ الَّذِي يَسْنُدُنِي رَيْثَمَا أبْدَأُ فِي النُّزْهَةِ الصَّبَاحِيَّةِ

حَيْثُ أحَدِّقُ فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ

حَيْثُ أحَدِّقُ فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ
عادل سعد يوسف – السودان 

 

 

 

 


حَيثُ
تُحَرِّكِينَ الصَّبَاحَ النَّادِرَ فِي كأسِ الْحَلِيبِ
وَتَأخُذِينَ الشَّرَاشَفَ مِنْ السَّرِيرِ الْخَشَبِيِّ بالانْثِنَائِيَّةِ الطَفِيفَةِ
حَيثُ إنِّي فِي الْجِهَةِ الأخْرَى أتَوَكَّأُ الْغِيَابَ
الْغِيَابَ الَّذِي يَسْنُدُنِي رَيْثَمَا أبْدَأُ فِي النُّزْهَةِ الصَّبَاحِيَّةِ
فِي الطَّرِيقِ
ألْقِي حَجَرًا فِي بُحْيْرَةِ الْوَقْتِ/ أشْرَبُ مَا يَنْسَكِبُ فِي أصَابِعِي مِنْ مَرَاقَبَةِ الْحَمَامِ/
أشْرَبُ التَّدَرُّجَ الدَّائِرِيَّ لَمَشْهَدِ الأجْنِحَةِ/ التَّمَاثِيلَ الَّتِي تُشَكِّلُ خَلْفِيَّةً مُتَنَاغِمَةً لِنُقْطَةِ
الْجَسَدِ
حَيثُ
أنْتِ هُنَاكَ.

حَيْثُ
تُضِيءُ شَاشَةُ جَوَّالِي
أرَى عَيْنَيْكِ
أذْنَكِ الْيُسْرَى وَهْيَ تَعْبَثُ بِقْرْصِ الألِبَاسْتَرِ الْمُضِيءِ
أُحَدِّقُ
أضْطَرِبُ قَلِيلًا
كَدُعَاءِ يَغْرَقُ فِي الْخَوَارِسِ الْمَلائِكِيَّةِ لِقُدَّاسِ الأحدِ
أضْطَرِبُ كَرَاهِبَةٍ تَشْتَهِي رَجُلًا بِسِرْوَالٍ قَصِيرٍ مِنْ مَاركَةِ بَاتَاغُونْيَا  (PATAGONIA)
لا يُبَالِي بِصَرْخَةِ شَجْرَةٍ عَارِيَةٍ
لا يَقْرِأُ لَوْحَةَ الإعْلانَاتِ الزَّرْقَاءِ فِي مَدْخَلِ السُّوبَرْمَارْكِتْ
لا يَتَفَادَى نَظْرَةَ الْحَارِسِ اللَّيْلِيِّ
لَكِنَّهُ
يَتَلَكَّأُ كَمَنْ يَنْتَظِرُ مَرْكِبَةً عَامَّةً
ويُرَاقِبُ ثُقْبًا فِي الْجِدَارِ الْمُقَابِل تَسِيلُ مِنْهُ نِسَاءٌ يَبْتَكِرْنَ نِصْفَ النَّدَى
أضْطَرِبُ قَلِيلًا
وأحَدِّقُ فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ
الدَّمْعَةِ الَّتِي تَسْقُطُ مِنْ عَيْنِ اِمْرَأةٍ عَاشِقَةٍ
أُحَدِّقُ فِي النِّظَامِ النَّفْسِحَرَكِيٍّ لِفِيزِيَاءِ الْحَنِينِ
فِي اللَّحْظَةِ الْقَاسِيَةِ
كَخَلِيَّةٍ مِنْ النَّحْلِ تَنْهَشُ جِهَازِيَ الْعَصَبِيَّ
أحَدِّقُ فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ
دَمْعَةِ الْحُبِّ الَّتِي
رُبَّمَا
تَحْتَاجُ لِعِنَاقٍ فِي
مَسَاءٍ طَوِيلٍ/
مسَاءٍ كَخَيْطٍ لا يَنْتَهِي مِنَ الْعِنَاقِ/
مسَاءٍ كَشَلَّالٍ لا يَتَوَقَّفُ أبَدًا
مسَاءٍ كَمَصَابِيحَ إلَهِيَّةٍ لا تَنْطَفِئُ
مَسَاءٍ لا يَفْنَى ولا يُخْلَقُ
مِنَ عَدَمٍ.
رُبَّمَا
تَحْتَاجُ أيْضًا
لِظَّهِيرَةِ مِنْ التِّجْوَالِ الرَّقِيقِ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ
لِغَشْوَةِ الحَبَّهَانِ الرَّاقِصِ بالْفَذْلَكَةِ الْعِطْرِيَّةِ عِنْدَ مِسْحَنَةِ التَّوَابِلِ
لِلصُّورِ الإثْنُوغِرَافِيَّةِ
فِي الْحَيِّ الْقَدِيمِ.
الْحَيِّ الَّذِي...


حَيْثُ
تَبْنِي التَّوَارِيخُ أعْشَاشَهَا بِالسَّعَفِ الْمُبَارَكِ لأُمْسِيَّةِ الْمِهْرَجَانِ
حَيْثُ الأنَاشِيدُ الَّتِي تُشْعِلُ الدَّوْرَةَ الدَّمَوِيَّةَ
حَيْثُ الْعَاشِقَاتُ يَمْنَحْنَ الْحَدِيقَةَ أعْوَامًا مِنَ القَيْثَارَاتِ الرَّاعِيّةِ
حَيْثُ الْمَارَةُ يُفَكِّرُونَ فِي الْمَاءِ عَلى طَرِيقَةِ رِيتْشَاردْ رَايِتْ
حَيْثُ الْمُنَّمْنَمَاتُ المسْكُونَةُ بِالظِّلالِ.

حَيْثُ
إنِّي مَعَكِ
أُحَدِّقُ فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ.
حَيْثُ
إنِّي مَعَكِ
كَلَحْظَةٍ مِنْ الألْفَةِ الشَّخْصِيَّةِ
كَطُقُوسٍ عَمِيقَةٍ تَنْمُو فِي الْمِكَانِ وَتَنْثُرُ أسَاوِركِ
كَحَالَةٍ مَخْمُورَةٍ بأنْفَاسِكِ
حَيْث
أكُونُ مَعَكِ
أُحَدِّقُ
فِي دَمْعَةِ الْحُبِّ
أُحَدِّقُ
فِي الزَاوِيةِ الَّتِي تَتَدَرَّجُ فِي الصُّورَةِ كَطَيْرٍ جَارِحٍ بِالرَّغغْبَةِ
فِي النَّاي السَّائِلِ مِنْ غَابَةِ الرُّومِيِّ
فِي اعْتِيَادِ مِقْبَضِ الْبَابِ عَلَى مَسْرَجَةِ التِّيهِ
فِي الْمَرَايَا السَامِقَةِ بَينْ سَاقَيْكِ.


حَيْثُ
إيقَاعيَّةُ الْحَيثِ الْمَشْكُولِ بالنِّعَمِ الْفَرْدَوسِيَّةِ، تُنْشِئُ اسْتِيضَاحَ الْجِهَاتِ لِأقْمِصَةِ النَّوْمِ
الْجَهَاتِ الَّتِي تَكْتَنِزُ بالْعُرْي وتُزْهِرُ بِالْمِسْكِ فِي أرومَةِ الْحَيثْ


حَيْثُ
إنِّي وَحِيدٌ
كَلَحْظَةٍ شَخْصِيَّةٍ
كَعَرَّافَةٍ تَبْكِي فِي الْحَمَّامِ وَتَسْقِي شَجَرَةً لا تَكِلُّ مِنْ مُعَانَقَةِ الرِّيحِ
كَمُعَلَّقَةٍ مِنْ أْخْطَاءِ اللَّيْلِ تُثَرْثِرُ مَا أمْكَنَ بِاللَّغْوِ


حَيْث
أكُونُ وحِيدًا
مِثْلَ
غِيَابٍ
مِثْلَ
بَعِيدٍ
يُحَدِّقُ
فِي الْحُبِّ
وَيَتَبَدَّدُ
فِي الشَّجَنِ الْمَرْئِيِّ.