" في المرة الآتية التي سأحب فيها"

" في المرة الآتية التي سأحب فيها" رؤي حسن تعريف : ( الحب عندي أبغض الحقائق، إن كان قائماً على جسر الخيال لا المحال.)

" في المرة الآتية التي سأحب فيها"

رؤي حسن

 

 

 

تعريف :
( الحب عندي أبغض الحقائق، إن كان قائماً على جسر الخيال لا المحال.)
الساعة التي بقربي تشير إلى أني مازلت نائما، وأن الكوابيس تحلق خارج نافذتي تنظر لثقب لا تدثره صورتك أو بعض من ثيابك أو حتى صوتكِ الذي يُدير مسجلات الموسيقى عند كل ركن من منزلي، لتنفذ من خلاله.
إذن عليّ أن أستمر في الحلم، وألا أعاند الظلام بصحوي، ربما يوافيني بكِ عند شروقٍ ما، وأنا الآن أحلم دعيني أقصّ عليكِ بعض من الحلم المزيّن بالتباشير البهيّة.
لايهمني إن كنتِ جالسة أم واققة، تحيكين مناديل صوفية لغائب ما أم تدللين قطتكِ الوحيدة، تلعبين بضفائركِ تحت ضوء القمر أم تنسجين من الليالي غطاءً يواري بغيض صباحاتكِ بدوني.
ما يهمني أن تسمعين جيّداً ما أرى وتشاهدينه معي، فإني الآن تحت إمرة فتاة أخرى، أحببتها كثيراً ولكني لا أعلم كيف / ومتى/ ولم..؟!
أرجوكِ لا تمنعي عنّا الهواء، هيّا أفتحي نافذة ضوءك لنستريح قليلاً من العتمة، فقد سئمت هذا الحلم الذي لا يواتيني إلا ليلاً، هل يعلم بأنه قد أدمن هذا الوقت الذي يأتي فيه أم هي محض أشياء تتشابه فتتوافق بلا إتفاق..؟!
أرأيتِ..!! كم هي جميلة وتحبني كثيراً
وأنا قد تركتُ كل شيء كنتِ تمنعينه عني ولا أستجيب، حاربتُ الدخان، وصرتُ أعرف كيف أهذب شعري وذقني لأبدو أكثر وسامة، أوووو لقد نسيت، ألا ترين أني حرقتُ كل ملابسي التي لا تعجبكِ وارتديتُ الألوان التي تحبينها وكنتِ تقولين دائماً بصوتكِ الذي إشتقته كثيراً : ( ليست كل الألوان تليق بكَ، يجب أن تعلم أن الفن موجود في كل خطوة نخطوها يا لكَ من رجل عنيد لا تأبه بشيء)
هذا الصوت لم يفارقني أبداً، وأنا أحلم الآن اغتنمتُ فرصة وجود أنثى بقربي غيركِ، فأحببتكِ كثيراً ونظرتُ إلى صورتنا في إنعكاسات مقلتيها، فعرفتُ كم كان محظوظ بنا من يشهد علينا، ثم تلوتُ عليها كل نبراتكِ، الغاضبة، الحالمة، الحنونة، الخائفة، الحزينة، الباعثة للأمل، وتلكَ التي لا أجد لها مسمى بعد..!!
فرأيتُ في عينيها غيرة أوشكت أن تنفجر، وأصابها الحزن قليلا، وما زلتُ أحكي عنكِ لها، وهي تشتعل حتى صار الحلم قريباً للصحو.
لا تخافي يا إمرأة من عناقيد الأمنيات، ما زلتِ حبيبتي ، وكوخ صوتكِ وحده من يقيني شرّ خيبات الصمم، ولكني الآن أحلم، وليس في الأحلام ذنب إن تجاوزنا قلوب وتطاولنا قليلاً.
عسى أن أرى ما سيحدث إن لم أجدكِ، أو إن سرقني العمر دون حقيبتي الوردية، وقبل أن تشرقين يا صباحي لأضمم إليكِ جناحي المهموم بأرض المستحيل .. سأخبركِ أن كل الذي تعلمته من ليلة البارحة أني لا أجيد مغازلة سواكِ، وإن كنت لا بد فاعلاً، سأغازلكِ أنتِ على مسمع منها ومرأى تؤرخه القرون الباقيات.