علي عبد اللطيف وجذور الليبرالية
علي عبد اللطيف وجذور الليبرالية السودانية. د. البشير أحمد محي الدين كتاب قيم استمتعت به ونقلني إلى النقطة الاولي كأنني جاهل بالتاريخ الوطني هو كتاب "علي عبد اللطيف وجذور الليبرالية السودانية " للأستاذ عادل عبدالعاطي والكتاب، علي صغر حجمة وهو بدون دار نشر وسنة نشر الا ان مؤلفه وضع الحقائق علي الطاولة عارية لمن اراد ان يفهم تطور الاوضاع ونشاة الاحزاب وانتهازية الطائفة في السودان..
علي عبد اللطيف وجذور الليبرالية
السودانية.
د. البشير أحمد محي الدين
كتاب قيم استمتعت به ونقلني إلى النقطة الاولي كأنني جاهل بالتاريخ الوطني هو كتاب "علي عبد اللطيف وجذور الليبرالية السودانية " للأستاذ عادل عبدالعاطي والكتاب، علي صغر حجمة وهو بدون دار نشر وسنة نشر الا ان مؤلفه وضع الحقائق علي الطاولة عارية لمن اراد ان يفهم تطور الاوضاع ونشاة الاحزاب وانتهازية الطائفة في السودان..
فهو لا يري عيبا في امه، كانت رقيقا وابوه، كان ضمن الكتائب السودانية، التي حاربت في كرري وانتقل مع ا(بوه )للدويم ثم غادرها الي ام درمان، حيث خاله( ريحان) توافر علي تعليمه مع ابنه الي ان دخل المدرسة الحربية واصبح ضابطا في الجيش.. كان خلال تنقله بين الخرطوم والجنوب والجزيرة يري الطائفة وزعمائها لهم اواصر صداقة وود مع المستعمر فهم من قدموا سفر الولاء للملك البريطاني باسم شعب السودان علي اعتبار انهم الاعيان واولاد البلد ولم ياخذوا راي الاغلبيه الصامتة..
فقد كان (علي افندي عبد اللطيف) و(عبيد حاج الامين) المؤسسين لجمعية اللواء الابيض في العام( ١٩١٩م )منكبين علي القراءة والكتابة في ظاهرة فريدة لاناس من الطبقة الدنيا في المجتمع فاسس علي عبد اللطيف (جمعية ارامل الضباط) واهتم بشان النساء المقهورات وحقوقهن المهضومة ثم انكب والف (جمعية القبائل السودانية المتحدة) دون ان يفرق بين اصول القبائل عربية اوزنجية..
ثم اتجه للعمل وسط الجنود والعمال مقدما تجربة رائدة، في كفاح الطبقة الدنيا، وكتب مقالات لجريدة (حضارة السودان) واتهمه قلم المخابرات بانه اخطر محرض وقتها وحوكم ونزعت اوسمته ورتبته.. واتهمه زعماء الطائفية في السودان بان ثورته ثورة ( ملقطين واولاد شوارع) ويتجني عليه الحزب الشيوعي ليتهمه بأن افكاره اشتراكية، وكان الخائن حاجي قد اوشي باعمال الجمعية ودور علي افندي عبد اللطيف وحاجي معروف بانه شيوعي اعتنق افكاره في الاسنكدريه وانخرط في الجمعية عضوا واصبح عين قلم المخابرات.
ان اعمال وافكار علي افندي عبد اللطيف حوربت من قبل الزعماء اولا والاحتلال ثانيا لانها تعبر عن تطلعات الامه وقتها العودة للتاج المصري وعودة الحقوق الي اهلها وكان يري في الزعماء العملاء لذلك زين صدر غرفته بابيات شعر اوجعت ضمير الزعما ء( الا ليت اللحي كانت علفا .. فتعلفه خيول الانجليز)
لم يكن وقتها للاحزاب صوتا ولا للمثقفين حتي همس في الساحة حينما انبري فرسان اللواء الابيض .. فهم لايرون عودة للمهديه بل قاطعوا فكرها ولا الطائفة الجديدة التي نمت وازدهرت علي يد الاستعمار ولا الاعيان الذين وقعوا علي سفر الولاء فهم لا يمثلوا الا انفسهم ومن تبعهم..
كان فكرهم انقاذ السودان من الاحتلال البغيض واعمالهم تنطوي علي وحدة السودان شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ويرون في الاندماج مع مصر فكاكا من الاحتلال لان التيارات التي نشات في مصر الحديثة كانت تقاوم الاحتلال ايضا .. ونفض اليد عن الاحتلال يعني ان مصالح النخبه التي صنعها الاستعمار ستتضرر بلا شك لذلك توافرات فوي استعمارية تري في الجمعية، خطرا ونخبه مصنوعة لا تريد ان تفت حبال الود حتي لا تنقطع مصالحها وتلك معادلة صفرية المنتصر فيها يفوز بكل شئ والخاسر يخسر كل شئ.. لذلك في فترة نشوء الحركة الوطنية والاحزاب بقي( علي افندي عبد اللطيف) في محبسه مستشفي الامراض العقليه في العباسية بالقاهرة وهو ( أنصح) ما يكون لكن افكاره تهدد النخبه لذلك لم يطالبوا باطلاق سراحه ..
ولعمري تلك العقليه التي حاربت اللواء الابيض لا تزال موجودة بشكل عصري دونما ان تمتلك شجاعة نخبة الاستعمار المصنوعة التي قالت هولاء ( اولاد شوراع) لا تزال ( تردح) في منابر السياسة، وبهذا اعني الاحزاب السياسية السودانيه بامتياز فهي المعوق .. (واياك اعني فاسمعي يا جارة)