زمن الديم.
زمن الديم. مأمون "ابسلكة" وصلاة التراويح. عامر محمد أحمد حسين لم ار فى حياتي من يحتف بالناس وبخاف على صغيرهم ويحنو على كبيرهم مثل مأمون ابسلكة تترافق الكلمات فئ لسانه مترادفات وكأنه في سباق،
زمن الديم.
مأمون "ابسلكة" وصلاة التراويح.
عامر محمد أحمد حسين
لم ار فى حياتي من يحتف بالناس وبخاف على صغيرهم ويحنو على كبيرهم مثل مأمون ابسلكة تترافق الكلمات فئ لسانه مترادفات وكأنه في سباق، إذا رأي طفلة أمها مشغولة عنها بالجدال مع بائع، وينتهرها بشدة حتى تخاف. شفافة روحه وبهية نفسه فى متاهات حزنه المقيم . وبمشيته المميزة وصوته خفيض النبرة يقف بسخرية على تخوم عالمه المحيط به ويتذكر ايام" الهجانة" الاخيرة فى الإسكندرية وهو الذي عمل بها سنواتها الاخيرة قبل ثورة يوليو 1952 م في مصر يوم كانت الدولة واحدة رغم الاستعمار البغيض. وانتهت مرحلة الهجانة، بمعاش ظل يأتيه شهريا و كان يتحدت دائما عن كيفية الحياة هناك و دنيا الصبا والشباب . يعود بالذاكرة الى محطة العودة، وفيلم الأرض لعبدالرحمن الشرقاوي وكانت له ذاكرة حديدية ومن ينظر إلى وجهه يعطيه عمرا أقل من عمره ب"20عام" لاتنتهى الحكاية فى داخله يستدعي السخرية وفجأة يقطع حكايته ويرحل دون استئذان وأنت في شوق لمتابعة حكاياته الأنيقة. ولا ادرى سر لقب ابسلكة ولكنه لاينتعل إلا "سفنجة" وأحيانا يربطها بسلك من أجود أنواع أسلاك الكهرباء
طقس اليوم..
يأتي صباحا، كل يوم قهوة احمد عمر بالسوق الشعبي يشرب قهوته بعيدا عن ضجيج الناس ويجلس هناك وكان قليل الكلام.
وحتى إذا رأى من يعرفهم ضحكت روحه ونادي عليهم بانتهاء طقس القهوة، يبدو صامتا و فى لجة الصمت تراه ضاحكا ومناجيا نفسه بلغة خاصة فيها السر، والجهر، والتفكير بصوت عال، كأنه يخاطب الكون وأناس لاتراهم. وكانت ليالي الإسكندرية ومقالب الصعايدة وزملاؤه فى الهجانة الذين غدر بهم الزمن عقب العودة وإعلان استقلال السودان هى سلواه. يطوف مأمون شوارع السوق الشعبي الخرطوم ولايقف إلا امام دكاكين من يراهم أهلا للوقوف.
طقس رمضاني..
من عاداته التى يداوم عليها كل عام ذهابه إلى مسجد الشيخ سيف الدين محمد أحمد ابوالعزائم (المايقوما الخرطوم) وحضور صلاة التراويح من خارج المسجد وسماع ترتيل شيخ سيف الدين ، وكان من اجمل الأصوات في ترتيل القرآن. . ويقول من رآه ان الدموع تنهمر من عينيه ومع انتهاء آخر ركعة ينفض جلبابه ويخرج مع المصلين فى خشوع .
قبل سنوات قابلته صدفة بالقرب من فندق الحرمين ، وسط الخرطوم وجدته اناخ عليه الزمن و جسده النحيل يزداد "نحول "، وأن ظلت الروح شفيفة كما هى في ضحك دائم. وقد كان خفيف على الروح عاش حزنه الخاص ولم يكلف احدا عناء معرفة سر هذا الحزن. وفي ذات يوم اختفى في متاهات الخرطوم، مثل كل الأولياء الصالحين الذين يمرون على الناس ولايتركون إلا جميل السيرة والكلمات. .