الشاعر محمد خير عوض

الشاعر محمد خير عوض (*) أنا  شاعر محاصر من جهات أربعة _ البطالة _العزلة _التسكع ،  والفقر قاتله الله  (*) الشعر لا يورث صاحبه إلا الفقر  حوار : محمد نجيب محمد علي  محمد خير عوض شاعر من جيل الستينات ، يعرفه الكثيرون والكثيرون لا يعرفونه ، في وسط ثقافي يضج بالكثير من المواجع ، وتغيب عنه الذاكرة ...  وتسقط عصا النقاد عن يدها فيختلط ( الحابل والنابل ) ..... والساحة الثقافية تحتاج لإشعال نار الفكر والإبداع 

الشاعر محمد خير عوض

الشاعر محمد خير عوض

(*) أنا  شاعر محاصر من جهات أربعة _ البطالة _العزلة _التسكع ،  والفقر قاتله الله 

(*) الشعر لا يورث صاحبه إلا الفقر 


حوار : محمد نجيب محمد علي 

 

 

 


 
محمد خير عوض شاعر من جيل الستينات ، يعرفه الكثيرون والكثيرون لا يعرفونه ، في وسط ثقافي يضج بالكثير من المواجع ، وتغيب عنه الذاكرة ...  وتسقط عصا النقاد عن يدها فيختلط ( الحابل والنابل ) ..... والساحة الثقافية تحتاج لإشعال نار الفكر والإبداع 
حتي يعود لها طعمها ولونها ورائحتها ... ونحن نسعي من خلال الحوار أن نرمي بما نستطيع أملا ورجاءا .. لعل وعسي 
ومحمد خير له إسهامات عديدة ما بين القصيدة العمودية والتفعيلة وكتابة الأغنية .. التي تشهد بها مكتبة الإذاعة (الساكتة ) عن البث .. مابين محمد أحمد عوض وثنائي الجزيرة والعميري  .. الخ .. ورغم كل ماكتبه الشاعر والعمر يعدو إلي مشارف الإقتراب من السبعين إلا أنه حتي الآن لا يملك ( مجموعة مطبوعة واحدة ) .. رغم أنه يملك مجموعات.. 
جلست إليه  وكان صراخ الحوار يعلو يد الصدي 

 

 

 

 

(*) نبدأ بحكاية السيرة الذاتية ؟

(_) سيرتي سيرة إنسان تخرج من الثانوية العليا ، وعمل بالبريد والبرق والهاتف ، ثم بعدها سوداتل ، وقرأ كثيرا وكتب كثيرا .إنسان مسكون بعوالم متجددة / مثقل بهمومه وهموم الآخرين ، بسمع ويشاهد ، مشدوه بما يري وبما لايري ، محاصر من جهات أربعة ، البطالة ،العزلة ، التسكع والفقر قاتله الله ، يحاول الإنفلات وياليته يستطيع ،أكل الشعر لحمه وأبقي عظمه وما وهنت قواه 

(*) لماذا كانت القصيدة .. هل كانت خيارا أم رؤيا .. وماذا عن القصيدة الأولي ؟

(_) الشعر حالات فيه من المس ما فيه عندها يكون خيالات ، وفيه من الروحانية ما فيه .. عندها يكون رؤية .أما قصيدتي الأولي فهي نتاج تجربة وجدانية منها توالدت قصائدي الأخري ،بعضها متناثر في الملفات الثقافية والمجلات وبعضها سمعته المنتديات وبعضها وبعضها ينتظر شارة الخروج 

(*) كان ظهور محمد خير في عهد مايو وهنالك مقولة تذهب إلي أن الإبداع ينتشر ويتطور في عهد الشمولية .. ما رأيك ؟

(_) هذا صحيح ، الشمولية تفتح نوافذ الحريات في بداياتها ولكنها تعيد فتغلقها ، هذا الإغراء والمنع يحرض أصوات المبدعين ، تتناثر وتتآذر منها ما هو متملق وزائف ومنها مالا يهادن ، تتقد شرارة الإبداع ويصمد من يصمد ويسقط من يسقط .. ولحن الإبداع يجرف السدود ويهشم الصخور 

(*) هنالك من يقولون أن الشعر يورث الفقر .. وأن الشعراء يحلمون ؟

(_) الشعر يورث الفقر هذه حقيقة تنطبق علي أنا شخصيا لا أنكرها وقد ينكرها الآخرون ، هون عليك وجفف دمعك الغالي لا يجمع الله بين الشعر والمال شوقي يآسي حافظ . أما عن الحلم فلماذا لا نحلم 
أقول في قصيدة لي :
سمت جذوة الشعر بي مذ رقاني 
ومد الجناحين يحنو علي 
ودثرني في الفراش الوثير 
وإن قلت أغفو 
وأرتاح طفلا 
رؤي الحلم دنياي 
ماذا يضير ؟

 

(*) أعرف أن لك تجارب في كتابة الأغنية ( العميري ثنائي الجزيرة محمد أحمد عوض وحياة طلسم ) ؟

(_) الشاعر الغنائي يكتب تجربته في حالة إنفعال عاطفي لكنه يعود إلي ما كتبه ليشذبه ويهذبه وهنا تدخل الصنعة 

(*) كيف تري المشهد الثقافي الآن ؟

(_) لا شك يوجد هناك حراك ثقافي ملموس ، كثرة المنتديات ونشطت الإتحادات ، وأتاحت الإذاعات والقنوات الفضائية الجديدة منابر تحمد عليها وكذلك المراكز الثقافية ، أروقة ، عبد الكريم ميرغني ، راشد دياب .. كلها تسعي لإعادة روح الإبداع 

 (*) ما رأيك في المسابقات الأدبية هل تعطي أدبا أم تعطي أديبا ؟
(_)قد تعطي أدبا ولكنها لا تعطي أديبا الإستمرارية الواثقة والمتحدية دوما هي التي تعطي الأديب 

(*) البريد والبرق له علاقة وثيقة بالإبداع السوداني ما
 السبب وماذا عن ذكرياتك ؟

(_) خليل فرح وصالح عبد القادر الإثنان كانا من ثوار 24 شعرهم كان صوت النضال الشعبي ضد المستعمر المستبد والأجيال التي تلتهم مارسوا النضال النقابي وسجنوابسببه ( مصطفي سند سجن عامين  ) والآخرون كانوا نبضا جديدا لروح الأغنية السودانية /محمد يوسف / النعمان / ابراهيم الرشيد / عبدالله شرفي / عبد  الله النجيب وغيرهم .. هؤلاء تفرقت بهم سبل الحياة بعد الخصخصة ولكن إلفة الزمالة الإنسانية التي تتدفق بدواخلهم ما زال حبلها موصولا .. هذه الإلفة الأنسانية هي سر إبداعهم 
    
(*) الشعراء دائما هم زوار المصحات النفسية لماذا ؟

(_) هم معذورون لأنهم أصحاب شواهد ومواجد يتسامون علي أنفسهم .. تتناثر بهم جاذبية الأرض وفضاءات السماء .. أليس هذه مواجع نفسية يستعصي علاجها وأسألك يا أخي محمد نجيب هل عيادات الأمراض النفسية تنجيهم مما هم فيه ( جماع ) ضحية هذه المعاناة والأوجاع وكفي 
(*) الشعر كان يوما ديوان العرب والآن ...؟

(_) الشعر ما يزال هو الشعر وسيظل ديوان العرب .. والرواية أخذت من الشعر ما أخذت التكثيف وتراكيب الجمل وتقطيع الجمل وغيرها من فنون الشعر .. هي الآن يعلو صوتها لأن هذا زمانها أعطت بقدر ما أخذت وللشعر زمانه الذي حتما سيجيء .ولماذا لا يتلاومان ؟  كل يسهم حسب قدرته .. يلدان لنا أ طفالا جميليين يمنحوننا الدفء والبراءة .. 

 


(*) كيف تنظر إلي واقع المبدع ومستقبله ؟

(_) سيظل كما هو مر ولذته في مرارته .. أما المستقبل فعلينا أن نسعي إليه لا أن يسعي إلينا 

(*) ماذا عن النقد ؟
(_) للأسف النقاد المتمرسون توقفوا عن الكتابة لا أدري بسبب ما ....(رحل  عبد القدوس الخاتم /وغاب  عيدروس /و نبيل غالي ) والنقد الحالي فيه (إنحيازية )