الشاعر التونسي خير الدين الشابي ..ل "كليك توبرس*
الشاعر التونسي خير الدين الشابي ..ل "كليك توبرس* لا أزال مصرا على تغيير" النشيد الوطن" أجرى الجوار من الجزائر : جمال بوثلجة هو شاعر تونسي من مواليد 1957 بالشابية توزر ، له العديد من الدواوين الشعرية آخرها ديوانه الشعري " قصائد من الزمن المفاجئ " كما له دراسات شعرية
الشاعر التونسي خير الدين الشابي ..ل "كليك توبرس*
لا أزال مصرا على تغيير" النشيد الوطن"
أجرى الجوار من الجزائر : جمال بوثلجة
هو شاعر تونسي من مواليد 1957 بالشابية توزر ، له العديد من الدواوين الشعرية آخرها ديوانه الشعري " قصائد من الزمن المفاجئ " كما له دراسات شعرية ، هو عضو باتحاد الكتاب التونسيين وأيضا اتحاد الكتاب العرب ، أحدث ومنذ فترة ضجة كبيرة امتد صداها الى خارج تونس ولقيت ردودا متباينة بين مؤيد ومعارض ،حيث طالب بتغيير النشيد الوطني التونسي لأسباب سنتناولها في هذا الحوار الذي اجريناه معه ، إلى جانب قضايا شعرية أخرى .
س : بداية أول شيء يتبادر الى ذهن القارئ ، هو هذا التقاطع في الأسماء بينك وبين أبو القاسم ، هل هي مجرد صدفة التشابه أم أن هناك أشياء أخرى تجمعكما؟
خير الدين الشابي : الشابي شاعر كبير وقد تأثر الكثيرون به ونحن من نفس العائلة ،لكننا لا نكتب بنفس الطريقة ،فلكل أسلوبه الخاص ، كما انني ابحث عن التميز ولا اريد ان اشبه بأي شاعر آخر ،فلي أسلوبي وطريقتي في التعامل مع النص الشعري .
س: ما أعرفه عنك أنك كنت قبل الثورة من المغضوب عليهم وعانيت من الإهمال والتهميش بسبب أشعارك ومواقفك ،ما الذي تغير بعد الثورة بالنسبة لك ؟
خير الدين الشابي : بالفعل لقد عانيت الكثير من النظام السابق بسبب موقفه من شعري وما اعبر عنه من آراء التي هي خارج المداهنة وخارج حدود الطمع والانتفاع ، والى حد الان مازلت أناضل وسأظل أناضل الى آخر قطرة من دمي ، ومن بين هذه النضالات أنني أحاول تغيير النشيد الوطني وما زلت مصمما ومصرا على ذلك .
س: قبل الخوض في هذا الموضوع دعنا نعرج على الشعر في تونس ،هل أثثت ثورة الياسمين لثورة ياسمين شعرية ؟
خير الدين الشابي : لقد كنت أحلم أن يكون الإنسان العربي حرا بكرامته التي تضمن له العيش الكريم أينما حل ، وبالنسبة لي لست مع كلمة ثورة الياسمين في تونس فهي ولدت يتيمة في تقديري ،إن الثورة الحقيقية تولد بمواقفها وبمواقف المثقفين والمبدعين الحقيقيين الذين وقع تهميشهم وأصبحوا في عزلة تامة وبالتالي ستظل مهمشة والله اعلم بمصيرها ولست متفائلا .
س:هل يعني هذا أن المبدع والمثقف التونسي بشكل عام لا يزال يعاني الإهمال والاقصاء كما عاناهما قبل الثورة ؟
خير الدين الشابي :فعلا المثقف التونسي والمبدع الشاعر خاصة ،مغيب تماما ومقصى في أن يلعب دوره الفعال في إرساء ثقافة التسامح والانخراط ضمن منظومة ترفض التهميش والاقصاء ،ونبذ العنف ،ولقد تم دحرنا عنوة منذ اندلاع هذه الثورة المشؤومة والتي اسميتها انتفاضة مؤطرة نسج الكيان الصهيوني خيوطها منذ سنوات خلت وبالتالي لم نكن في وضعنا المفروض أن نكون عليه.
س : لماذا يبقى دائما المثقف العربي بشكل عام إما خانع للسياسي يسير تحت مظلته ويستظل بظله ، أومعارض معتزل لا نسمع له صوتا؟
خير الدين الشابي : بالفعل وللأسف هناك بعض المحسوبين على الثقافة والفاعلين في المشهد الثقافي الإبداعي ،ومازالوا تحت عباءة السياسي تجرهم يد الطمع والانتفاع دون التفكير في مصالح الآخرين الرامية إلى دفع مسيرة المبدع إلى أسمى مراتب السمو الإنساني باعتبار أن المثقف الحق والشاعر المبدع بالخصوص تراه مستعصيا على كل ما ينسجونه من عراقيل وخطط جهنمية تشوه سحر الحياة ،وتشوش آفاق الخيال الرحب لدى المفكرين الذين لا هم لهم إلا بما يتعلق بحرية الإنسان أينما كان والرفع من مستواه الى أسمى درجات التألق والرفاه ، إذ لا مجال لفرد أو مجموعة أو شعبا أو حكومة أن تتطور إلا بالفكر والإبداع والتسلح بالعلم والمعرفة ،وقد عرفنا على مر السنين العديد من الشخصيات التي مثلت بلدانها أحسن تمثيل ،فالشاعر واحد يستطيع أن يحرر أمة كاملة والعالم بأسره لا يمكن أن يحرر شاعرا واحدا من أفكاره وما يدعو إليه .
الموضوع يتطلب صفحات وصفحات للخوض فيه وفي تشعباته ولكن أردت الاختصار بما يكفي حتى أبرز بعض ملامح هذا المشهد المذكور والمتقلب بتقلب المسؤولين ،الباقون نحن وهم الراحلون .
س: نعود للحديث عن النشيد الوطني التونسي ، ما سر دعوتك لتغييره ؟
خير الدين الشابي : أعتقد أنني على صواب باعتبار أن النشيد الوطني ليس تونسيا بحتا ، ما عدا البيتين من قصيد إرادة الحياة ،لأبي القاسم الشابي ،وماعدا ذلك من النشيد الرسمي التونسي للشاعر المصري مصطفى صادق الرافعي ، فهذا ما حز في نفسي وجعلني قلقا قلق المبدعين الوطنيين الخارجين عن المألوف إيجابا ، فهذا مقطعا من نشيدنا الرسمي الذي يدعونا فيه للموت من أجله ،وأنا أرفض لغة الموت باعتباري أنني ميت في وطن ميت من زمان ،اذ يقول : لقد صرخت في عروقنا الدماء ،نموت نموت ويحيا الوطن وأنا أقول :لماذا نموت ونحن على أرضنا صامدون ولم نحيا بعد ،ليحيا الوطن وفي آخر القصيد أقول : لماذا نموت وماذا اذن سأحيا ونحيا ويحيا الوطن .
س : انت معترض على القصيد ؟ أم على الشاعر لأنه ليس تونسيا ؟
خير الدين الشابي : في كل الدول العربية لهم نشيدا محليا بحتا لشعرائهم وبالتالي أنا رافض في كلا الحالتين نصا وموطنا .
س : ما اعرفه أنك قدمت قصيدتك البديلة لاتحاد الكتاب التونسيين ،أين وصلت القضية ؟
خير الدين الشابي : إلى حد الآن لم اتلق اي شيء ، ولا يمكن أن أظل صامتا رغم كل العراقيل التي مضت والتي مازالت تطبخ في الكواليس ،علما وأني أعلم جيدا أن لكل مغامرة كانت نتائجها لها ثمنا باهظا ،وأنا لا أطلب أي شيء .
س : يعتبر النشيد الوطني لأي دولة من ثوابت الأمة ، هل تعتقد أنهم سيرحبون بتغييره هكذا وبكل بساطة ؟
خير الدين الشاذلي : لعلمك يا صديقي أنني عشت مرحلتين الأولى في حكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بنشيد وطني ،أثثه الشاعر عبد الحميد بنجدو ،والذي كان يمدح فيه خصال هذا الرجل المناضل ومطلعها :نخوض اللهيب بروح الحبيب زعيم الوطن..الخ ،وعندما انقلب بن علي على نظام بورقيبة مباشرة غيّر النشيد الوطني حيث أصبح "حماة الوطن" للرافعي ،إلى حد الآن النشيد الوطني التونسي لم يرق إلى المستوى المأمول والنص قابل للتغيير ، فالشيء المقدس في نظري ولا مجال للخوض فيه هو علمنا المفدى حمرة دماء شهدائنا الأبرار ،فالنص إذن مفتوح على عدة احتمالات يفرضها واقع كل شعب يصبو إلى غد أفضل في تقرير مصيره ،واستشراف مستقبله ،فهذا الأمر موكول للمثقفين والمبدعين منهم خاصة ،حسب الزمن وتطوراته وتقلباته الفكرية والسياسية .
نص لخير الدين الشابي
لماذا نموت
مدخل.
ما اروع أن نموت
ونحن في ارغد العيش
وما اتعس وما أسخف ان نموت
ونحن لم نحي بعد
رغيف
من الخبز في قفتي
وقبري
على كتفي والوطن
وصوتي
تعطل فيه الصدى
ولم ينفع الصمت
بعد الحزن
نموت
نموت
لماذا نموت
ونحن على ارضنا
صامدون
ولم نحي بعد
ليحي الوطن
أما أن للعقل
أن يزدري
بهذا الهراء
وان يفتتن
بحب الحياة
وشدو الحياة
وان لا يبالي
اذا ما سجن
اذا مات فينا
صهيل الشباب
فمن ذا الذي
سيخوض المحن
لذلك قلت
لماذا نموت
وماذا اذن
ساحي
وتحي
ويحي الجميع
ويحي الوطن
Haut du formulaire
Bas du formulaire