أدباء العرب يحيون يوم الشعر العالمي

أدباء العرب يحيون يوم الشعر العالمي إستطلاع كليك توبرس -محمد نجيب محمد على – عامر محمد أحمد واسيني : الشعر موجود فى أرواح الناس . شنوف: بدأ بالشعر التاريخ الإنساني .

أدباء العرب يحيون يوم الشعر العالمي

أدباء العرب يحيون يوم الشعر العالمي


إستطلاع كليك توبرس -محمد نجيب محمد على  – عامر محمد أحمد

 

واسيني : الشعر موجود فى أرواح الناس .
شنوف: بدأ بالشعر التاريخ الإنساني .
الموسوي : الشعر نشرب به شاينا ونلتحف خائفين من قادم ، هاربين من الحاضر .
الكتيابي: فساد التعليم ساهم فى غياب القصيدة وتأثيرها .
بكرية :لا وجود لفكر خال من الشعر ولا لشعر خال من الفكر .
النواب: الشعر العربي يجلس فى الصفوف الخلفية
إبن حلام: راهن الشعر يعيش تشظيا على مستوى الشكل والمضمون واللغة

 

يستظل الشعر بتاريخه القديم ،ويمشي بهذا التاريخ إلى حاضره ومستقبله مستشرقا المتغيرات والتبدلات التي أحاطت بالعالم ، يقول البعض أن الشعر قد غاب وغابت شمسه وأإن كانت شمس الحقيقة لا تغيب . إذ تقول المنابر أن ديوان العرب الشعر قد أخلى مقعده للسرد ، وأن دمه تفرق بين الأجناس الأدبية . إلا أن الشعر ظل فى مكانه تماما مثل الحلم الجميل كما يقول الشاعر السوداني عبد الله شابو أن الشعر ينمو ولا يخفت بريقه . وفى يوم الشعر العالمي الذى إختارته اليونسكو بمبادرة مغربية ، فإن هذا اليوم يعود إلى الساحة متسربلا بأسئلة الشعر والحداثة وما بعدها ورالهن القصيدة تفعيلة ونثرا وعروضيا . قامت " كليك توبرس  " بجولة واسعة فى الوطن العربي وهى تحمل سؤال الشعر والحداثة والثقافة والتغيير والمتغيرات وكانت هذه الحصيلة .

محمد شنوف_المغرب

 

سوق الشعر

يقول الروائي الجزائري واسينى الأعرج كل يقول بموت الشعر ، وأنا لا أؤمن بهذه المقولة ، فالذى مات هو سوق الشعر إذ يعانى من الكساد وطغيان الرواية على كل الأجناس الأدبية ، طغيان يكاد أن يصبح إمبرياليا . ولتجربتى فى بداياتي بكتابة الشعر والتى جعلتني الأكثر إهتماما به رغم أني لم أواصل فيه حين إكتشفت أن ما كتبته مجرد أحاسيس عاطفية لم تصل إلى المعنى العميق للشعر ، وكثيرون غيري لهم مثل هذه التجربة . وأرى أن الشعر موجود فى أرواح الناس وتعبيراتهم وفى حياتهم اليومية . والشعر هو شعور الإنسان بأن هنالك ما يستحق أن نحبه ونقف عنده . بينما يذهب الشاعر المغربي محمد شنوف إلى أن سؤال الشعر يطرح كل عام حول راهنه عالميا والشعر العربي على وجه الخصوص . والسؤال دائما حول ما إذا كان الشعر فى أزمة أو إنتهت صلاحيته ، أمام ما يشهده العالم من تشظي ومكننة وعولمة ، والواقع يقول أن الشعر فى حد ذاته بخير ومتدفق أبدا كالنهر فى كل مكان ، وما أظن أن يكبح جماحه ، وهو أصل لغة التواصل الإنساني ، وبالشعر بدأ التاريخ الإنساني صاحب الحضارة منذ طفولتها إلى اليوم . الشعر هو الوعاء الفني الراقي الذى وسع التجربة الإنسانية بكل أبعادها وامدائها ، وفى كل اشكالها وأعماقها واعاليها ، ويشير شنوف إلى أن الأزمة ليست من الشعر أو فى قدرته على التأثير فى الجمهور ، وإنما من أسباب وأخطار عدة تجوس كالعدوى خلال مجاريه تكاد تعكرها ، وهى تتمثل فى أزمة القيم وتدنى مستوى التربية والتعليم بسبب فشل المناهج الرسمية منذ إستقلال العالم العربي إلى اليوم . ويضيف محمد شنوف أن اللغة العربية حامل وعاء الثقافة والأدب تحارب فى مواطنها من الإستعمار ، ونحن صرنا قاب قوس وأدنى من منفى داخل أرضنا ولغتنا وثقافتنا أصبحت على هامش دائرة التاريخ والحضارة ، ويمضي الشاعر المغربي شنوف إلى أن تجفيف منابع الشعر مقصود لذاته حتى يتبوأ الشعارير والجهال من كتبة النثعرة وقصائد المسخ التى لا تعرف لها معنى ولا مبنى ولا روح ولا ماء يروجون له بأن هذا قمة ما وصل إليه الشعر ، فى حين أن هذه المسوخات هى نتاج محاولات تلحفت بشعار النهضة والتجديد والحداثة وظلت تسير فى مغامرة نحو المجهول تتخبط فى جهل بشروط الشعر ودعامات معناه ومبناه قرابة قرن من الزمان ، مما جعل الشاعر والقارىء الحقيقي درويشا يصيح بأعلى جنون " أنقذونا من هذا الشعر "

ساجدة الموسوي_العراق

 

 

مرآة الواقع
تقول الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي أن الشعر هو المسكن الوحيد لآلا منا ، والطبيب المجاني والأنيس الصادق والضوء البارق والقوي الملامس لشغاف القلوب ، والمرآة التى تعكس واقعنا ، وشهادة توثق ما يجري لنا ، وتضيف الموسوي أن الشعر هو المحامي في منابر التواصل والفضائيات عن حقوقنا وفداحة مصائبنا ، وبالقصيدة نضمد جراحنا ، وبه نشكو إلى الله خساراتنا . ونحن نحتفل باليوم العالمي للشعر لكى نبكي ليس على أطلال خولة ببرقة ثهمد بل على أطلال الموصل وحلب والغوطة والدم الطازج الذى يسيل بين أبناء الوطن الواحد وما أكثر الشواهد . وأترحم على الشعر فهو من يقف معنا فى هذه المحن والمعضلات ، به نشرب شاينا ونلتحف خائفين من القادم هاربين من الحاضر . بينما يذهب الشاعر السوداني عبد القادر الكتيابي إلى أن الشعر العربي هو من كان يحفظ للإنسان إنسانيته ، وللسلام سلامه ، وللحق صوته ، وللثقافة واللغة صدقهما ، وكان له القدح المعلى فى نشر هذه القيم على مر التاريخ وتعميقها ، حيث تصدر يوما سائر الفنون فيها ، ومن حق الشعر أن تخصص له مساحة وفاء رغما عن فشله اليوم فى القيام برسالته أمام هذا الواقع المرير والوحل الآسن والقيم الإنسانية المهدرة . ويضيف الكتيابي إذا سألنا الشعر عن ريادته قديما وإختلاف العرب حوله فى راهننا لقال لنا العيب فى المختلفين حوله وليس فيه هو . وأمة هذا الشعر إعتلت حليمات لسان ذائقتها الجمعية فانكرت طعوم مفردات لغتها ، وارتخى طبل أذنها فانكرت أصوات حروفها واختل إيقاع الحياة فى حسها ، وما كان لهذا الفيروس الفتاك أن ينتشر فى كافة خلاياها إلا بفساد التعليم وابعاد كنوز التراث وانخفاض قيمة الإنسان ، وقد خرج الإستعمار ماديا وتوارثت السلطات الوطنية منهجه نظاما بعد نظام فاختلت كل المواقع . ويضيف عبد القادر الكتيابي أن أقرب الشواهد فى قضية فلسطين ما اراقه الشعر العربي من مداد على مدى قرن كامل دون جدوى فى شأن قضية العرب المركزية إبتداءا من وعد بلفور وإنتهاءا بوعد ترامب ثم ضياع القدس أو ضياع منتجات العطاء التربوي الإجتماعي والتثقيفي الذى كانت تطلع به الآداب .

حسن النواب_العراق

 

 

تحولات الشعر
يقول الأستاذ الأكاديمي والشاعر الجزائري ناصر باكرية من بين معاني كلمة الراهن في القواميس معنى الدوام والإستمرارية ، وهذا ما يجعلني مطمئنا للشعر وعليه ، حتى وإن كان الحديث عن الراهن وعن الشعر العربي فى عمومه حديثا فضفاضا وزئبقيا يصعب القبض على أبعاده الكثيفة ، ورصد تحولاته ، لكننى أسجل ببعض الحسرة تنبيها حول الإستمرار الذى ساق – فى شق منه – استمرار الأشكال التقليدية والرؤية الإختزالية للوجود فى الكثير من الأحيان والإستسهال المخل الذى جعل الإدعاء يكاد يخفي الشعر الحقيقي الذى ما زال يسكن الظل

عبد القادر الكتيابي_السودان    

 ولعل الأمر يعود إلى إبتعاد الكثير من الشعراء عن الشعر بما هو تماس مع الفكر والفلسفة اللذان يغذيان ويفتحان أفق الشعر – ليس على العمق فحسب بل وأيضا على محاورة المطلق وتحفيز اليقظة القادرة على ايقاظ الدهشة بعمق بعيدا عن الغنائية الساذجة ، لأن حضور الأشياء عبر اللغة أقوى نت حضورها فى الواقع " كا يقول هايدغر " الذى ينبه إلى القوة الكامنة فى اللغة التى هى بيت الوجود ، فلا وجود خارج اللغة ، ولا وجود إلا باللغة . ووحده الشعر هو ما يعمل على نقل الشىء من العدم إلى الوجود ، فالبحث الذى أخطأه الفكر العربي على مدار قرون ، كان ثاويا فى مكان قريب دون أن ينتبه له ، نتيجة النزوع إلى العقلانية الذى حجب الرؤية ، وجعل الوجود غير مرئي لمن لم ينتبه إلى إمكالنات اللغة الشعرية ، ف" اللغة هي مسكن الوجود ، وبقدر ما يكون الشاعر قادرا على التعبير عن تجربة وجودية – كادراك هشاشة الوضع الإنساني ، أو تجربة الموت – يكون قريبا من الوجود /فالعالم موجود هنا ولا يطلب الظهور ، إظهاره كما هو " لذلك ينبغي الانخراط فى التجربة الشعرية / وبسط ما تتضمنه من فكر وذلك باخراجها من دائرة الدراسات الادبية الجمالية ، لأن الشعر الأصيل بشكل خاص جدير بالتأمل لاقترابه من الفكر وهذا يمكن الفكرة من الإنتشار الحي فى الكلمة الشعرية فلا وجود لفكر خال من الشعر ولا لشعر خال من الفكر . بينمايذهب الشاعر العراقي حسن النواب إلى أن الشعر العربي عموما يهتم بحرفية اللغة على حساب شعرية الصورة ، وربما يتفاجىء القارىء العربي إذا ما قلت أن أكثر الشعراء العرب شهرة لدى الغرب هما جبران خليل جبران ومحمود درويش ، ولن أظلم الشعراء العرب إذا قلت أن أغلب الشعراء العرب لا يعرفهم الجمهور العالمي ، والثابت أن إستيعاب الجمهور الغربي للشعر العربي لا زال متعثرا ، ويضيف النواب أن يوم الشعر العالمي فرصة لإعادة الشعراء العرب نظرهم فيما يكتبون ومن يخاطبون فى ظل هذه الكونية والفضاءات المفتوحة إذ يعانى الشعر العربي من المطولات الشعرية والبلاغة المقصودة ، والتركيز على هذا الجانب يقرب الشعر العربي من منصة الشعر العالمي ومن المؤلم أن الشعر العربي لا زال يجلس فى الصفوف الخلفية من الشعر , ونقول الشاعرة والمترجمة المغربية نعمة ابن حلام إلى أن الكلمة هى المتنفس الباقى فى ظل ما يعانيه الإنسان العربي من ضغوطات نفسية واجتماعية واقتصادية ، والشعر هو الوجه المشرق للحياة ، هو الوجدان والسمو والجمال وتهذيب النفس والارتقاء بالمشاعر والإحساس بالكون من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة وتضيف ابن حلام أن راهن الشعر فى ظل العولمة وما بعد الحداثة نجده فى تراجع وهو يعيش تشظيا على مستوى الشكل والمضمون واللغة ومما زاد من ذلك أزمة النشر والتلقى واللوبيات

نعمة ابن حلام_المغرب