.......... أقنعة الليل ........

.......... أقنعة الليل ........ عبد العزيز موسى ليلي تسربلْ من إهابك ما تشاء خذْ ما يُباح إليكَ من خَدِرِ المآلاتِ القديمةِ والكلاح

.......... أقنعة الليل  ........

.......... أقنعة الليل  ........

عبد العزيز موسى

 

 

 

ليلي
تسربلْ من إهابك ما تشاء
خذْ ما يُباح إليكَ
من خَدِرِ المآلاتِ القديمةِ
 والكلاح
مهلاً
توسّدْ بردتيك فإنّني
من قد تشرّبَ
واشرأبَّ إلي الصباح
يا ليلُ
إنّي لا أُطيقُ حُداءَ قافلةٍ
تولولُ حيثما
جدّ المسيرِ إلي البطاح
سايرتُ منك نجومَك الحُبلي
وشاطئَ ما تُصِمُّ
من الجنونِ
إلي الظنونِ
إلي النُّواح
أفإن صحبتُكَ مرّةً
ورسمتُ في ثوبيك كفَّ تواثقي
ما ذاك إلّا
أنّ خبئي في عيونِك لا يُباح
ألفيتَ غيبَك في غياهبَ
فانتبه
ما عدتَ تُدركُ من طلولِ البُهمِ
مغدًي أو مَراح
ولبستَ من كَحَلِ العيونِ عباءةً
وصبغت فيها
ما يُوائم بردتيكَ
خلعتَ قوهيَّ الفصولِ
الزاحفاتِ إلي البَراح
وقرأتَ فنجاني علي ما ترتئيهِ
أبَيتَ إلّا
أن أكون مواتياً
أرجوزةَ اللحنِ الموقَّعِ
كي أساومَك امتداح
يا ليلُ
أنت تبيعني الأشياءَ
دون وديعةٍ
فخرقتَ عاداتٍ تواري بثُّها
إذ لا تكفّ عن المُزاح
فالشّوفُ يقصُرُ عن مدي الأشياءِ
لا يُغرِي بها
وأراك تستجدي المهامهَ
كي تظلّ بلا افتضاح
الشّوفُ أقنعةُ الحياري الساكبين
ضجيجَهم
الحالمين بأن تعُب ّعيونُهم
من صكّ أرصدةِ الرياح
يا ليلُ
صرتَ تخيفني
إذ ما خلعتَ علي القصورِ الصُّمِّ
ملفحةَ الرؤي
وجعلتَ للأشياءِ أجنحةً
وأخري قد تطيرُ بلا جَناح
أتُعيدُ فينا أخطبوطَ القرنِ نهجَ
مسيلمةَ الدّعيّ
وتعودُ ماثلةً علي غُلُوائها غِلّاً سُجاح
هذي الهواجسُ قارعتني
أذهلتني
إنّني مصلوبُ ذاك الليلِ
لا خِدنٌ يرخص لي
مساحة ما يخبُّ الفجرُ
يُعلمني
بأنَّ الآنَ
حيّ علي الفلاح