النقد بين الرؤية وإشكاليات الشخصنة
النقد بين الرؤية وإشكاليات الشخصنة محمد نجيب محمد على – عامر محمد أحمد سيطر سؤال "النقد" على الساحة الابداعية بين اتهام الغياب واتهام اقصاء كتاب لأسباب لا علاقة لها بالابداع, وظل سوء التفاهم بين الكاتب المبدع والناقد متكرراً مع غياب الموضوعية أحياناً في نقاش سؤال النقد
النقد بين الرؤية وإشكاليات الشخصنة
محمد نجيب محمد على – عامر محمد أحمد
سيطر سؤال "النقد" على الساحة الابداعية بين اتهام الغياب واتهام اقصاء كتاب لأسباب لا علاقة لها بالابداع, وظل سوء التفاهم بين الكاتب المبدع والناقد متكرراً مع غياب الموضوعية أحياناً في نقاش سؤال النقد اذ أن النص الجيد يساهم في تحفيز النقد على الكشف هذه الأهمية القصوى التي يمثلها النقد تستبطن رفض كتاب للنقد لإكتمال رؤاهم حسب اعتقادهم وأن النقد لا قيمة له إلا عن طريق ابداعهم ويكثر كذلك سؤال الغياب نسبة للإنفجار الكبير في الكتابة روائياً وقصصياً وشعرياً, كما ظهر على السطح وانتشر النشر الالكتروني, وهو نشر لا معايير له فنية تحكم سياقه العام ولذلك انحصر النقد في مقالات وكتب تتناول قضايا مع نماذج لكتاب أو تناول لعمل ابداعي بشروطه الفنية, واختفى أو كاد النقد الاضافة المرتبط بالكشف عن جوهر الكتابة وتميزها أو تخثرها اذ ان التميز والتخثر من اهتمامات النقد في مسيرته. وهناك غياب المدرسة النقدية المرتبطة بفلسفة الكتابة كرأسمال رمزي للنقاد يحدد هوياتهم على مستوى الكتابة. ان النقد مرآة للمشهد الثقافي وأداة من أهم أدوات تطور الكتابة في السودان والعالم العربي. خرجت من المدارس النقدية في العالم المفاهيم التي تقرأ المجتمع وتعطيه مناعة عقلية من قلة الوعي السائدة فينا..
الدكتورة لمياء شمت
الإبداع الأصيل
تقول الدكتورة أستاذة الأدب الإنجليزي بالجامعات السعودية ليمياء شمت أن السجالات النقدية عبر العالم أو في مشهدنا المحلي يفترض أن تحمل روح المناظرة والطرح الموضوعي، وأن تكون ذات طبيعة جدلية لاقحة للرؤى والأفكار، لتتحول إلى كسب إبداعي ومعرفي. لكن كلما ابتعدت المناظرة عن "الموضوعي" واتجهت نحو "الشخصي"، كلما تغيرت كيميائها من" تحاورية" إلى "تصادمية". وافتقرت بالتالي للقيمة والحجة والمنطق السليم، لتتحول إلى محض تنازع قادح باخس لا يتوخى سوى الخصومة الفجة وتصفية الحسابات وأضافت شمت بأن هناك وجود نقدي محدود يجهد ليضيء بعض من جوانب من المشهد الإبداعي. ولكن لكي يحقق النقد حضوراً مؤثراً ومتصلاً فيجب أن يصبح من المفردات اليومية في الحقل الإبداعي، أي أن تحايث الاشتغالات النقدية المنجز الإبداعي، وتواكبه كممارسة إبداعية ومعرفية وذوقية منتظمة تستبصرجماليات النصوص وأضافت الدكتورة ليمياء أن النقد ليس ظلاً لشجرة الإبداع يميل حيث تميل، بل هو حقل معرفي له فلسفته ومناهجه ومرجعياته، وكذلك له منظوماته المفهومية والإجرائية، دون أن نتجاهل جانب الموهبة ببعدها الجمالي التذوقي المقرون بالخبرة والتبصر وسعة الاطلاع والذائقة المواكبة للحساسيات الإبداعية المتجددة.وأن يظل النقد كخطاب وممارسة مفتوحاً على التحاور والترافد دون أن يدعي أي حصانةوحول سؤال وجود نظرية نقدية عربية قالت ليمياء شمت أن النقد خطاب وممارسة إبداعية ومعرفية لا يجوز تأطيرها بالزمان أو المكان. فهي تملك أن تتغذى من ثمارحقول المنجز الإنساني على إطلاقه طالما أن ذلك يتم بتريث وتدبر، دون انخطاف بالواجهات اللامعة للنظريات. ومع ضرورة استخدام العدة النقدية التي تناسب طبيعة النص وليس العكس الذي قد يتحرى بلا طائل إخضاع النص للنظرية وقصمه. وأكد الناقد الدكتور عزالدين ميرغني أن النقد الحقيقي الجاد ذو التحليل العميق للنصوص يعتبر إضافة حقيقية للإبداع وإذا تعدي ذلك يصبح مجاملة فارغة أو محاولة فعلا لتصفية الحسابات ، عندها ينكشف النقد ويتعري ويصبح ثرثرة وجمل متراصة فارغة وهذا ما صار يحدث كثيرا والنقد هو جنس ادبي قائم بذاته فيه الناقد المبدع وغير المبدع مثل كل الاجناس الأدبية الأخري والناقد المبدع هو الذي يخلق نصا موازيا للنص الذي يكتب عنه بل قد يفوقه إبداعا فالكثير من النصوص النقدية فاقت وتجاوزت ما كتبت عنه وأضاف ميرغني أن مهمة النقد كشف محاسن النص وعيوبه حتي يكون نموذجا للكتابة في غيره والمدارس الادبية الكبري انتجها وأطر لها وأسس لها النقاد الكبار .وأشار ميرغني إلي أنه يمكن للنقاد العرب تأطير وتأسيس مدرسة نقدية عربية إذا إلتفتنا لتراثنا النقدي القديم وحدثناه وإذا إلتفتنا للغة العربية بمصطلحاتها النقدية العظيمة وبنصوصها الإبداعية وتميزها
الاستاذ عز الدين ميرغني
سجال نقدي
. وتذهب الدكتورة نعمات كرم الله استاذة النقد واللغة الفرنسية في الجامعات والمعاهد السودانية أنه في الحقيقة لا توجد سجالات نقدية بالمعنى المراد من كلمة سجالات وهو تقابل الرؤى النقدية بشكل مبدع يصيغ خطابات تعمق المعرفةالعلمية اذا كان على المستوى النظري او التطبيقي ولكن السائد هو صراع بين وجهات النظر المختلفةيخلص لاتهام الاخربالتكلس وعدم المعرفة في محاولة للتمسك والدفاع عن وجهة النظر الخاصة بدلامن ان يضيف. والنتيجة هي الرفض للراي الاخر بشكل غريب وغير موضوعي.وأضافت كرم الله أن الحديث عن نظرية نقدية عربية لابد أن يسبقه.التاكيد على وجود الكثير من الرؤى الجادة والتي شكلت اضاءات واضافات للمعرفة النقدية واستشهد على سبيل المثال وليس الحصر بمساهمات عبد العزيز حمودة و نبيل سليمان وجابر عصفور وعبد الله ابراهيم وسعيد يقطين. أما أستاذ النقد والأدب بالجامعات السودانية الدكتور مصطفي الصاوي فيذهب إلي أنه إذا إنطلقت هذه السجالات من مواقف نقدية ، وتمضي في إتجاه نقاش علمي جاد ورصين فهي تقترب من الانجاز النقدي .
الدكتورة نعمات كرم الله
وفي هذا الإتجاه يمكن الإشارة إلي سجال تم بين النور عثمان أبكر وصلاح أحمد إبراهيم بصدد ( الهوية ) والسجال الذي دار بين الموسيقار جمعة جابر والشاعر التجاني سعيد والأمثلة كثيرة ومتعددة واحتوت النقد الثقافي ( جدل الهوية )والموسيقي والشعر مثل السجال الذي دار بين أبو آمنه حامد وطه الكد . إذن السجال الحقيقي علمي معرف نقدي يتوخي ( المناظرة ) وليس فيه شخصنة وتصفية حسابات . وأوضح الصاوي أن المشهد النقدي بما توفر له من صحف واجهزة اعلام مرئية ومسموعة ومؤتمرات علمية وتأليف كتب إستطاع بحد مقدر ( ولكن ليس المأمول )أن يقرأ مشهد الكتابة عربيا وسودانيا وإن لازالت إجتهادات وتحسر الصاوي علي إفتقار الساحة النقدية في السودان للإصدارة الدورية ومنابر الإعلام المرئي والمسموع و لكن المشهد النقدي بخير وانا اتحدث عن الرواية والقصة والشعر تبقي ازمة النشر ما ثلة والتي حالت دون صدور العديد من الكتب النقدية المهمة . وأكد الدكتور الصاوي علي أن النقد فعالية مستقلة وهو بين العلم والفن وله قواعد واصول وإرثه النظري وأكد الناقد صابر جمعة صابر أن السجالات ظاهرة صحيةلاثراء العوالم. النقدية واظهار الحيوية وعلينا ان لا نقع في شراك الشخصنة واعتقد ان النقد له حقوله وجدواه. لتشكيل العوالم السرديه والقاء الضوء علي مجمل التجارب الابداعية وهناك مساهماتنقدية سودانية رائدة في المشهد النقدي العربي إلا أن الأجيال الصاعدة عليها أن تحاول إبراز قيمة النقد في المشهد الإبداعي ولا اعتقد انه توجد اشكالية في ترسيخ وتوطين النظريات النقدية الغربية في البيئة العربية والوصول إلي مدرسة نقدية عربية تقرأ التراث وتضع مسار منفصل عن الرؤي النقدية الغربية هذا ليس من الامنيات ولكن الثقافة العربية واللغة العربية غنية بسؤال النقد من قديم الازمنة وانت تقرأ إبن جني كأنه إبن اليوم وكذلك الجرجاني وحتي علي مستوي النص الفلسفي النقدي العربي القديم
الاستاذ صابر جمعه