الحوار الأخير مع الملحن الراحل ناجي القدسي
الحوار الأخير مع الملحن الراحل ناجي القدسي _تزوج أبي اليمني أمي السودانية فأنجبا "ساقية ناجي اللحنية"!! _لهذا السبب سكبت كوب الشاي علي رأسي وكسرت العود وعبرت النيل سباحة لتوتي _رفضت أن ألحن لوردي حتي لا أكون ظلا له _هذه هي طقوس ميلاد اللحن لدي _أنا الملحن الوحيد الذي ذكر إسمه قبل الشاعر والمغني في الوطن العربي _كنت أشهر حارس مرمي في سنار المدينة ،وكنت مشهورا ب(القط ) حوار/ محمد نجيب محمد علي
الحوار الأخير مع الملحن الراحل ناجي القدسي
_تزوج أبي اليمني أمي السودانية فأنجبا "ساقية ناجي اللحنية"!!
_لهذا السبب سكبت كوب الشاي علي رأسي وكسرت العود وعبرت النيل سباحة لتوتي
_رفضت أن ألحن لوردي حتي لا أكون ظلا له
_هذه هي طقوس ميلاد اللحن لدي
_أنا الملحن الوحيد الذي ذكر إسمه قبل الشاعر والمغني في الوطن العربي
_كنت أشهر حارس مرمي في سنار المدينة ،وكنت مشهورا ب(القط )
حوار/ محمد نجيب محمد علي
ناجي القدسي أو ناجي محمد عبدالله الهيثمي, سوماني الجنسية و"السومانية" لفظ أطلقه الشاعر الراحل سيد أحمد الحردلو على السودانيين اليمنيين, واليمنيين السودانيين, وقام بتأصيله الشاعر الملحن الدكتور نزار غانم في بحوثه وكتبه, جاء والد ناجي من شرق اليمن من قبيلة نهم الى السودان, حيث التقى بفاطمة محمد سعيد حفيدة السيد الحسن الميرغني, وقامت شجرة الحب لترمي بظلالها ولتجمع ما بين الخرطوم وصنعاء, على أوتار ناجي القدسي, البذرة اللحن, والموسيقى النيل, ولتدور الساقية.. وليصبح ناجي أحد أعمدة الموسيقى اللحنية الحديثة في السودان والعالم العربي ,و التي جرت بين الناس منذ ستينات القرن الماضي ويأتي حوارنامع ناجي القدسي وهو يتوكأ ريشته على أوتار القلب, ألماً وحلماً, بسيمفونية النيل الخالد من المنبع الى المصب.. من ذاكرة الخرطوم ومناجاة صنعاء..! في انتظار وعد العافية.. وعد نأمل أن يدوزن إيقاعات قلبه بنداء رد الجميل.. كنت في صحبة الصحفي عادل السعيد والشاعر حسين.حمزة اللذان يسرا اكمال الحوار والسعي معي .
(×) نبدأ من محطة الذاكرة الأولى الطفولة وريشة العود؟
(=) كان مولدي في عطبرة(مدينة الحديد والنار) عام 1944م وفي السادسة من عمري التحقت بخلوة الفكي حسين المجاورة لدكاكين أوشوش قرب الجامع الكبير , كنت حينها مغرماًوحافظا لأغنيات سرور وكرومة, والكاشف,والأغاني الشعبية وأغاني السيرة والبنات ، كثيراً ما كنت أتغنى بها في مشاويري تلك.وأنا في طريقي من وإلي الخلوة . وحين تم التحاقي بمدرسة الكمبوني اسكول.. وجدت ضالتي المنشودة في آلة البيانو على يد الأستاذة السستر وتعرفت على عوالم جوزيبي فردي صاحب اوبرا عايدة وبتهوفن وموزارت وباخ وهايدن وفاقنر ومندل واشتراوس ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وبدأت اتحسس ريشتي..
(×) ناجي سوداني الأم, يماني الأب, هل كان لهذا التمازج أثر في موسيقى ناجي.. وألحانه؟
(=) دون شك, كان لهذا التمازج أثره, التنغيم العربي على عدة موازير, التعملق الفني, التركيب الجذاب للأغاني العاطفية, الأغنية البيور, وذلك ما دفع زملائي ليثنوا على ألحاني, وكان على رأسهم الدكتور يوسف الموصلي الذي سمى طريقتي المميزة بالمدرسة القدسية, والتي لجأ اليها الدكتور محمد وردي في بداية الثمانينات في تنفيذ أعماله الجديدة والقديمة بالتوزيع الجديد..ودعني أذكر لك هنا شيخنا طارق محمد البشير ، شيخ المكاشفية باليمن أواخر الثمانينات ،كنا نلتقي في زاويته ونستمع إلي محمد وردي ،وكان يقول للجميع هذه هي طريقة المدرسة القدسية مشيرا إلي بعض المقاطع ،والشيخ طارق رجل فنان وشاعر مميز لحنت له أكثر من (40) عمل شعري من أغاني نبويه وصوفيه وفكريه
(×) ورغم ذلك أستاذ ناجي لم يكن لك تعاوناً مع وردي؟
(=) لم أتعاون مع وردي, رغم انه طلب مني ذلك عند ظهور أغنية "جسمي انتحل" للشاعر حسين حمزة والتي تغنى بها ابوعركي البخيت قال لي وردي "ياناجي أنا عايز منك لحن فيروزي زيها".. ولكني لم أفعل, ولم أكن أرغب,وحين إلتقيت بزملائي الملحنين أحمد زاهر وخليل اسماعيل وعبد اللطيف خضر إستغربوا لعدم قبولي لعرض وردي ، وشرحت لهم وجهة نظري فأنا اعتقد ان وردي فنان ذكي وهو ليس بحاجة الى ألحاني, وأنا لا أود أن أكون ظلا للآخرين.. علماً بأن لوردي تجربة جميلة ورائعة..
(×)وهناك روايات حول أغنية الساقية يقال أن شاعرها عمر الدوش كان يرغب في أن يؤديها محمد وردي ؟
(=) أذكر أن عمر الدوش قدم لي أغنية الساقية ،وخص بها الفنان محمد وردي ، ولكن ظروف وردي السياسية حالت دون ذلك ، والأغنية محظورة ، وكان علي أن أخرج الأغنية وأن تصل الفكرة للجمهور بأي طريقة ،وفي ذلك الوقت كان لحمد الريح حضوره في الساحة فأعجبني صوته ،ولعب منصور أحمد سعد (منصفون )دورا في اقناعي بذلك وكانت هذه بداية تعاوني مع حمد الذي لحنت له ست أغنيات هي حمام الوادي وأحلي منك وانتو في وادي وسلم بعيونك ،وأغنية الساقيةالتي كتبت عام 1967واجريت بروفاتها عام 67 و68 وتم تسجيلها لشركة منصفون وكان انتشارها بعد ذلك
(×) أستاذ ناجي هل لنا أن نتحدث عن طقوس ميلاد اللحن لديك؟
(=) عادة ما أقوم بحفظ الكلمات أولاً, ولكي أحفظها لدى طقوس خاصة, بعد الحفظ أجلس لقراءة النص من الورقة المكتوبة وتكون معي سبعة ألوان واكتب النص كل سطر بلون.. الى آخره.. ثم بعد ذلك تأتي مرحلة السياحة والتمشي والتأمل في الكون, ومناجاة الخيال, والذهاب الى ضفاف النيل والعبور سباحة الى الضفة الأخرى ثم العودة الى الضفة الأولى والجلوس بصحبة العود على ورق الرمل حتى يكتمل سيناريو اللحن ما بين الموهبة وثقافة الموسيقى واكتشاف الرؤى اللحنية للنص..
(×) وهنالك من يقولون بتمرد الفنان وغضبه المختلف.. أين ناجي من ذاك.. أو أين ذاك منه؟
(=) أذكر قصة حدثت لي مع صديقي الراحل محمد خوجلي صالحين – حين كان مديراً للاذاعة, عقب ظهور أغنية "الساقية" التي تغنى بها حمد الريح, كانت الاذاعة لا تذكر اسمي مع الأغنيات التي من ألحاني, أذكر انني ذهبت لقسم التنسيق بالاذاعة وسألتهم عن ذلك ولم أجد اجابة لديهم, فدخلت الى مكتب صالحين وبيدي "كباية شاي" وشكوت له بمرارة ما لحق بي.. فكان رده "قسم التنسيق عمل معاك شنو؟" فأنفجرت غاضباً – لأنني كنت قادماً له من قسم التنسيق.. وسكبت كوب الشاي على رأسي, وتناولت العود بيدي الأخرى ضارباً به طاولة المكتب فتطاير قطعاً وخرجت من الاذاعة عن طريق بوابة المسرح القومي وكنت "مفلساً" كالعادة وقفزت الى النيل معتمداً على مهارتي في السباحة متجهاً الى توتي ومنها الى بحري عبر النيل الأزرق وكان ذلك بعض من ثقافة غضب الفنان وتمرده..
(×) وجرت العادة – أستاذ أن بعض المستمعين دائماً يركزون على ذكر المغني أكثر من الشاعر والمغني؟
(=) أعتقد أنني الملحن الوحيد في السودان والوطن العربي الذي ذكر اسمه قبل الشاعر والمغني وذلك على اسطوانة الساقية وجاءت الصيغة كالآتي "الساقية, الحان وموسيقى الأستاذ ناجي القدسي, كلمات الشاعر الأستاذ عمر الدوش, غناء الفنان حمد الريح"..وأذكر أنني في مجلسنا الثقافي في منزل محمود محمد مدني ،وكان المجلس يضم كمال الجزولي وعيسي الحلو وعمر الدوش ،كنت أقول أن بعض المستمعين من شريحة الشعب السوداني يركزون علي المغني أكثر من الشاعر والملحن ،برغم أنهما صناع الأغنية وأهم عنصرين لوجودها أما العنصر الثالث (المغني ) فهو طرف لتكملة أضلاع الهرم
(×) أستاذ ناجي, لك العديد من التجارب اللحنية مع المجددين من شعراء السودان عمر الطيب الدوش, محمود محمد مدني, كمال الجزولي, ماذا تقول عن تلك التجارب؟
(=) دائماً كنت أجد في أدواتهم الشعرية تمرد على تكنيك الماضي, الذي يختص بالحب المزعج والهجران والصدود والإغراق في وصف المفاتن, تجربتي الأولى مع عمر الدوش جاءت في أغنية "الساقية" ومن غير أمل, ومع كمال الجزولي في "غنيوة للوطن الجميل" أما تجربتي مع محمود محمد مدني فهي تجربة متميزة على مستوى أدوات التجديد, لحنت له أربع أغنيات "أمشي وتعال يا شوق" و"زي عيونك" و"ياسكة مشاية" و"بشتاق ليك" اما تجربتي في تلحين النصوص المكتوبة بالفصحى فكان مع قيام ثورة اكتوبر بنشيد يابلادي لفنان بهاءالدين من كلمات الأمين محمد بلة والذي يقول مطلعه:
يابلادي
هزني صوت ينادي
ومشى في كل درب
يبعث الثورة في وجدان شعبي
يابلادي..
(×) يقال ان ناجي وضع أطول مقطوعة سودانية عن النيل مداها أربعة وعشرون ساعة؟
(=) أجل, وأنا الآن أحلم باخراج سيمفونية النهر الخالد للوجود أسأل الله أن يسخر لي من يدعم هذا المشروع الذي سيكون جديداً على المشهد الثقافي العربي والعالمي..
(×) ناجي ماذا تقول عن اللحن؟
(=) اللحن عندي هو الحياة, هو أطياف الجمال الذي أنهل منه, هو غذائي الروحي, وأحسب ان حياة بلا موسيقى أحسن منها العدم.. الآن أنا أحضن العود حبيبي وصديقي ولا أفارقه أبداً حتى عند النوم..
(×) وما علاقة المزاجية بالألحان في تجربة ناجي القدسي ؟
(=) لا توجد في أعمالي مزاجاتية ،أنا ضدها ، والتأليف عندي عمل مقدس ،التأليف اللحني ،لا للمزاج لا للزهج ، الفنان الحقيقي لا يؤمن بهذا
(×) يقال يا ناجي أنك كنت لاعب كرة قدم ماهر وكنت تعشق حراسة المرمي ؟
(=) كنت أشهر حارس مرمي في سنار المدينة ،وكنت مشهورا ب(القط ) علي مستوي الأقاليم والمدن في حلة البير ،ومارينو ، وسنجه السوكي ،وود العباس وكدباس الخ
(×) دعنا ننتقل معك الي فترة معهد الموسيقي والمسرح ماذا تقول عنها ؟
(=)هي كانت أجمل فترات عمري ،التحقت بالمعهد وزملائي الذين سبقوني بالالتحاق محمد وردي وابوعركي البخيت وخليل اسماعيل والتاج مكي والفنان الصومالي أحمد ربشة وعمر الشاعر وزيدان ابراهيم وفتحي المك وآخرين وإخترت آلة الكمان كآلة أساسية والبيانو كآلة إضافية ،وكان أستاذي في السنة الأولي الكوري مستر أوم والسنة الثانية مستر فاقنر الألماني ،وأنا في السنة الثالثة بالمعهد بدأت أعزف وأتمرن علي سلم دو ميجر الكبير في ركن مكتب الأستاذ فاقنر قرب النافذة ،كان أستاذ الكمان الإيطالي بالدور الثاني ،وكان كلما سمع عزفي علي الكمان ينزل ويأتي ليستمع لي بإعجاب ودهشة وأيضا مستر أوم الكوري كانت الدهشة لا تفارقه ،أذكر أنني انقطعت عن الدراسة لمدة شهرين ثم عدت إليها ووجدت زملائي وقد إنتقلوا للصف الثاني وهم علي ابواب إختبارات الإنتقال إلي السنة الثالثة فخطرت لي فكرة عرضتها علي الأستاذ مكي سيد أحمد فوافقني عليها ،وهي أن أدرس مع زملائي بالسنة الثانية ويتم إمتحاني علي فترتين أولي وثانية ،وتم إمتحاني وانتقلت إلي السنة الثالثة وبعد شهر تركت الدراسة ولم أعد إليها وما زلت طالبا مقيدا بالسنة الثالثة إلي يومنا هذا
(×) وما السبب في ذلك يا ناجي ؟
(=)السبب في ذلك يرجع إلي العيون التي كانت تغازلني حاسدة ،وحاقدة ،دون سبب إلا لأني ناجي القدسي ،ففي فترة الشهرين التي قضيتها بالسنة الأولي لحنت للفنان عبده الصغير أغنية (كيفن كيفن )كلمات عباس الهاشمي وكما قدمت للبلابل أنشودة العلم من كلمات أحمد شوقي لكي تقدم في عيد المعلم بمدينة القضارف بحضور رئيس الجمهورية وقتها المشير جعفر النميري
(×)أستاذ ناجي هنالك من يقولون أن عثمان حسين كان (الجان )من يلحن له أعماله ،ما قولك ؟
(=) عثمان حسين رجل مبدع وفنان مجدد،ومجتهد ومبتكر ،وحكاية أن هناك (جن) يمده بالألحان هذا كلام غير صحيح ،الذي اعرفه أن عثمان حسين يحب معايشة النصوص والتأمل والإحساس الصادق لذا لابد أن تكون ألحانه جميلة ورائعة ، ونحن في المقابل نجد أن لبعض الفنانين طريقة سهلة في التلحين فهم لا يحتاجون للتأمل أو حتي حفظ الكلام ،هو فقط يضعون نص الأغنية علي ظهر العود ويبدأون في عملية التلحين حسب ما يروق لهم ، فيكملون لحن الأغنية في نصف ساعة فسبحان الوهاب العاطي
(×) كان ناجي من ضمن شباب التجديد في الألحان في السبعينات (ناجي عركي وأنس وعمر الشاعر)وأغلبهم توقفوا ..لماذا ،وماذا عن الرؤية اللحتية الجديدة ؟
(=) تماما أنا من ضمن شباب التجديد من أوائل السعينات وإلي الآن ،وسأكون مستمرا حتي في بعدي عن ساقيتي ،أما من توقف من بعض من ذكرتهم فهذا يرجع للظروف التي لم يستطيعوا مواجهتها ،ومثلهم مثل المبلول الذي يخشي الغرق ،وأما الرؤية اللحنية الجديدة عندي أري أن يكون طول الأغنية (4)دقائق لا أكثر ،وإختصار الأغنية الطويلة إلي كوبليه واحد ،نحن في عصر لايريد طول الأغنية ولكن يريد الفكرة ،كأغنية محمود محمد مدني (زي عيونك ) المسجلة لدي مكتبة الأغنية السودانية بصوتي ،وأنا أعتبرها النموزج لأغنية المستقبل البعيد ،ما علي المجتهدين إلا أن يستمعوا إلي أغنية المستقبل ،كونسرفتوار مختصر علي الطريقة القدسية
(×) أعرف أن لناجي تجربة مع مصطفي سيد أحمد ،ماذا تبقي في الخاطر من رؤية ؟
(=)تجربتي مع الفنان مصطفي سيد أحمد كبيرة وعميقة ،كان هو الوحيد الأقرب إلي تلاميذ المدرسة القدسية ،كنت معه ليل نهار ،لذلك أكسبته الحرفة وخصيته بها ولحنت له من أشعار نزار قباني ومحمود درويش ،وأغنيات من أشعار حسن ساتي ،تراتيل المشهورة بليه بتسأل ،وعباد الشمس والبنفسج من شعر اسحق الحلنقي وما تبقي في الخاطر أكثر من كثير لم يقال بعد
(×)ناجي ماذا تفعل الآن ؟
(=)الآن أنا حاضن للعود حبيبي وصديقي ولا أفارقه حتي في النوم
(×)هل أنت راض عن سيرة ناجي القدسي ؟
(=)بصراحة لست راض عنها ،رغم أن الله كرمني بها لأن لدي الكثير الذي اريد أن أعمله ،هذا النقصان يجعلني غير راضي
(×) وماذا عن الألحان القادمة والشعراء ؟
(=)هذه الأيام أعيش مع كلمات العزيز حسين حمزة وأغنية (بالسلامة )يقول فيها
بالسلامه انشاء الله عايده لي ديارك بالسلامه
نحن منتظرين وحاتك وفينا شوق كاتلنا ياما
وهنالك لقاء كبير وبديع ما بيني وبين الشاعر أزهري شرشاب في اربع أغنيات (خطوه خطوه ،وبيني بينك ،وأهوالك ،وفي الدنيا سوي )
(×) وأخيراً.. أستاذ ناجي.. ماذا عن تجربة الابتلاء والداء الذي يمر بك الآن.. وينازع القلب ألحانه؟
(=) الحمد لله, القلب وانسداد الشرايين وبعض الأحلام.. التي ربما وربما.. ولكني على يقين بأن ريشتي لن تتوقف إلا على أنغام الأوتار..