مسامرات زمن حظر التجوال
مسامرات زمن حظر التجوال عثمان احمد حسن إنسان اسمه حسن يوسف نقور دائما الأقدار تهدي الي روائع ما تحويه كنانتها وأنا أقوم بالتنسيق في إدارات وزارة الخارجية قبيل التحاقي بسفارة السودان بيوغندا في يوليو 2001م التقيت بالدبلوماسي حسن نقور، كان ودودا بساما. غادرت الى مقر عملى وأنا أمني النفس بلقاء جديد.
مسامرات زمن حظر التجوال
عثمان احمد حسن
إنسان اسمه حسن يوسف نقور
دائما الأقدار تهدي الي روائع ما تحويه كنانتها
وأنا أقوم بالتنسيق في إدارات وزارة الخارجية قبيل التحاقي بسفارة السودان بيوغندا في يوليو 2001م التقيت بالدبلوماسي حسن نقور، كان ودودا بساما. غادرت الى مقر عملى وأنا أمني النفس بلقاء جديد.
بعد عام في كمبالا عاصمة يوغندا، قضيناه مع السفير سراج الدين دون أي كادر معاون هاتفني السيد السفير بوصول دبلوماسي منقولا للسفارة، فرحت فذلك يعني تخفيف العمل الموكل الي من ناحية و نافذة للمؤانسة و الرفقة من ناحية أخرى، و يبدو أني لم أحسن التقدير.
فمنذ وصوله تخطى حسن حدود الزمالة و الرفقة لما هو أسمى و أعمق، الصحبة والمحبة.
حسن صاحب حقيقي، فيه الكرم و الوفاء و الإحترام للجميع، كيف لا وهو سليل بيت الزعامة في شمال أعالي النيل، والده الناظر الراحل يوسف نقور، الذي كان مقره في جلهاك مرقد العابر و ملاذ ذوي العشم.
أن تشب في بيت زعامة، يعني Yكتساب صفات لا تتوفر للآخرين، المسؤولية، العدالة، التفاني، الصبر، سعة الصدر، حسن الإستماع، حلو الحديث، النظر في العواقب، كسب قلوب الآخرين، كلها صفات تجمعت فيه قبل أن يلج باب الدبلوماسية.
الأيام التي قضيناها معا اكسبتني ما جعل تلك السنوات الثلاث طيفا او بعض طيف، كانت مليئة بالتحديات الكبيرة و الإنجاز الكبير لوطن كبير إسمه السودان، كان التفاني و التعاون الذي جعل وزير الخارجية يتساءل عن سر التفاهم في السفارة الوحيدة التي لم يجد فيها شكوى.
درس حسن اللغة الإنجليزية بكلية الآداب في جامعة أم درمان الإسلامية، والتحق بوزارة الخارجية من بداية سلمها سكرتيرا ثالثا، عمل في زيمبايوي و بريتوريا و كمبالا ثم برلين أضافة لفترات في إدارت رئاسة وزارة الخارجية.
حين عصف زلزال الإنفصال بين الشمال و الجنوب حزمت سلطات وزارة الخارجية ملفه وارسلته لرصيفتها في الدولة الجديدة، وزارة الخارجية في دولة جنوب السودان القت كنانتها و اختارت من يسد الثغرة في دولة الكويت، الدولة العربية التي وضعت إنسان جنوب السودان نصب عينيها في الفترة التي أعقبت إتفاقية السلام 1972م فبعثت أحد ابنائها ممثلا في جنوب السودان وشيدت المستشفى ومركز الشباب و عدد من المرافق جعلت الكويت في قلب كل من تطأ اقدامه أرض مدينة جوبا.
حسن نقور نسيج وحده، أدلف لمكتبه طالبا العون في أمر، فأخرج بذخيرة من الرؤى و الأفكار و السيناريوهات و الحلول ما يفتح بصيرتي على أمور لن أعرفها و لو إمتد عمري قرونا.
تجده صامتا منكبا على الحاسوب، فإذا رفع وجهه الوضئ الباسم تمنيت الا يسكت وألا يحول عينه من عينك، فكثير من قوله تقوله العين و ليس اللسان.
أزوره في بيته وأنا أمني النفس بالأنس والترويح في بلد مطبات الترويح فيه تدعو للحذر، ننسى الزمن أو ينسانا الزمن فأنتبه الى الوقت الذي مضى فنفترق و أنا أمني النفس بلقاء جديد.
يعود من أسفاره محملا بالمحبة، دائما نصيبي من هداياه أكبر من كل توقع و أغلى من كل ثمن.
أسأل الله له التوفيق في كل خطوة
و السداد في كل مسعى
وأن يحفظ اسرته الكبيرة الممتدة بطول السودان الكبير و عرضه و أسرته الصغيرة، شريكة حياته المتفانية وبناته الآئي يتحلقن حولي في مودة وشغف و ابنه وصديقه محمد و يديم عليهم نعمة العافية.