كتاب(العقل الرعوي) للنور حمد(2) *عامر محمد أحمد حسين.

كتاب(العقل الرعوي) للنور حمد(2) *عامر محمد أحمد حسين.

كتاب(العقل الرعوي) للنور حمد(2)
*عامر محمد أحمد حسين.
 .يقول الدكتور النور حمد"اجتاحت الثقافة البدوية الرعوية ،الوافدة ثقافة حضرية قديمة ،مستقرة عمرها أكثر من5آلاف غام،ويزيد،قطعت عليها في تلك الحقبة التاريخية الطويلة المتصلة التي سبقت البدو بأعداد كبيرة إلى سهول السودان ،بحثا عن الكلأ والماء مارس إنسان وادي النيل في السودان الزراعة والاستقرار،كما بنى عبرها حضارة زراعية صناعية وثقتها بصورة جيدة كتب التاريخ القديمة والحديثة.كما شيد انسان هذه المنطقة صروحا معمارية ضخمة ،لاتزال شواهدها الأثرية الدالة على عظمتها وعلى المعرفة المنضوية فيها قائمة إلى يومنا هذا .خلاصة القول ،إن هذه العلة المقعدة علة طارئة ،لايتعدى عمرها أكثر من 700 عام"..وخلاصة القول عن قول (حمد) .. هذه القراءة البائسة لهوية الشعوب وتاريخها إذ لاتأثير للزمان والمكان وعدد السنين وتطور هذه الشعوب في إرتصاء هوية تمثلها بين الأمم ،ولكن عليها إنتظار إبنها النور ،يسفه أحلامها وتاريخها ويحدد لها المسار والمسير والصحيح أنه ينظر بمنظار المستشرق والمستغرب معا.. و الدكتور النور حمد،يرى في الوجود العربي المسلم في السودان(علة طارئة) عمرها(700) عام.ويرى في هذه الثقافة الراكزة (ثقافة بدوية رعوية،اجتاحت ثقافة حضرية قديمة مستقرة).ولا ادري كيف يقرأ الدكتور حمد ،هذه الحقبة التاريخية السودانية،فإذا كان هذا الانسان السوداني القديم،قد إنطوى داخل ثقافة مكتملة واصبحت شخصيته الحضارية وعنوانه ولسانه وصوته في العالمين،طارئة ووافدة،فإن سؤال المارينز،لايقل عنه سؤال الفرعونية والشعوبية،وقد طرح سؤال التاريخ الفرعوني،نخبة مصرية،ارادت الإنكفاء على الذات المصرية الفرعونية خدمة لحاكم أوفرعون أو تطبيع مع كيان عنصري.أما الشعوبية فإن القول الفصل ماقاله المرحوم (محمد كردعلي) في كتابه(ألإسلام والحضارة العربية--الجزء الأول)."تعريف الشعوبية ومراميهم: الشعوبية قوم متعصبون على العرب.ومن أغرب ماقرأنا ونحن نكتب هذا،دعوى أحد هؤلاء الشعوبيين أن(رينان) لما لم يكن متمكنا من العربية ،وأن (تين ولامارتين وليون) لما لم يعرفوا كلمة منها كان بحثهم عن العرب غير صحيح،ذلك أنه شق على هذا الشعوبي المتعصب أن يذكر هؤلاء العلماء بشئ من الانصاف العرب.فما وسعه إلا أن ينسب إليهم الجهل بلغة العرب"فإذا كان الدكتور حمد ،نظر وحرك بصره وبصيرته لكي يجد الدواء فإنه وجده في حضارتنا القديمة وهي حضارة نفتخر بها لكن لو تمت إعادتها لأنكرها اهل الدكتور في رفاعة ،ولكن لماذا الاستعجال في إيجاد نافذة طوارئ للدكتور حمد ،وتجواله في الأزمنة والأمكنة وخروجه علينا بأن الأزمة في عقلنا الرعوي ،وثقافتنا العربية الإسلامية..يقول (محمد كرد علي)"يطعن الشعوبيون بكتب العرب،وقد كتب أحدهم مؤخرا يقول:فطر الإسلام على الفناء  فهو يبني ولايعرف بما بنى ،وشعوره متحرك  متحول،ومع هذا يحتفظ بتقاليده البدوية وينكر المدنية ،لكنه يقبل الانتفاع من الآلات والأدوات الجديدة" يقول المفكر والمؤرخ الراحل الفرنسي فرنان برودل ،في كتابه( هوية فرنسا .المجلد الثاني:الناس والأشياء) "وأخيرا منذ الألف السابعة قبل الميلاد ،تبدأ في الظهور في فرنسا العلامات الأولى للثورة الزراعية التي سوف تؤدي،في ألفي أو ثلاث آلاف سنة،إلى تحويل الصيادين قبل التاريخيين إلى فلاحين.والعلامة الثانية ،والأكثر وضوحا بكثير ،هي ظهور رعي الأغنام ،الذي يبدو أنه جاء إلى فرنسا من الشرق الأوسط البعيد ،حيث كان قد تسنى تدجين الأغنام بحلول الألف العاشرة أو التاسعة قبل الميلاد .كما كانت تلك فترة الملاحة المبكرة في بحر إيجه ،ولذا فلبس من الغريب أن الأغنام (التي لايوجد أي من أسلافها في المملكة الحيوانية الأوروبية)تظهر في الألف السابعة في أوروبا الشرقية وبحلول نحو عام6000  قبل الميلاد على شواطئ غربي البحر المتوسط (بما في ذلك شواطئ جنوبي فرنسا) وبعد ذلك بألف عام كانت تجري تربية الأغنام في أكيتين ،وبحلول عام4500 قبل الميلاد كانت قد وصلت إلى ساحل بريتانيا.وهكذا في غربي البحر المتوسط ،سبقت تربية الأغنام التحول العظبم الذي نسميه بخلق الاقتصاد النيوليتي ،بعبارة  أخرى ذلك التدريب الثوري على الزراعة والذي دشن ميلاد غاليا،أو ماسوف يصبح يوما ما فرنسا،بل ومجمل أوروبا،بمساعدة الحقول المحروثة والمراعي والبيوت والقرى وجماعات السكان الفلاحين المستقرة.وهذه الثورة الزراعية -المهمة أهمية الثورة الصناعية الإنجليزية في القرن الثامن عشر بعد الميلاد --جاءت من الشرق الأوسط ،موطن الحبوب البرية .والحال أن ممارسة فلاحة الأرض ،والتي كانت الابتكار الحاسم،قد رافقت أو تلت ابتكارات أخرى:الاستقرار في مكان ثابت،تربية الحيوانات الداجنة ،اختراع أدوات زراعية كالمنجل وحجر الرحى(وهو حجر يجري الآن تشذيبه وصقله لانحته) وأخيرا ابتكار صناعة الفخار .والحال أن هذه السلسلة من المكتسبات الحضارية قد استغرقت عدة آلاف من السنين حتى تصبح منتشرة :فقدم وصلت إلى أوروبا عن طريقين محددين بوضوح:الوادي الطويل لنهر الدانوب،من الشرق إلى الغرب ،والطرق البحرية للبحر المتوسط،وقد ساعد تحديد الأزمنة 

بالراديو--كربون على رصد المراحل المختلفة لهذا الانتشار بشئ من الدقة.والآن يمكننا أن نرى بالفعل شطري فرنسا:شطر في الجنوب وشطر في الشمال"--هوية فرنسا-فرنان برودل- ترجمة بشير السباعي)
-الإستعصاء ..
يقول الدكتور النور حمد" تحت عنوان جائحة القبائل العربية الرعوية--ومن هذه الجوائح التي خلقت حاجزا كثيفا بين السودانيين  وجذورهم الثقافية تدفق الأعراب البدو في القرن الثالث عشر الميلادي وهو ما اشار إليه ابن خلدون ونسب إليه التسبب في ضياع ملك النوبة .جاء مع ذلك الزحف البدوي إلى السودان ،عنف البادية ،والتدين البدوي الطقسي ،المظهري  وقد أستطاع السودانيون بعون عدد من المتصوفة الذين أتوا إلى السودان للدعوة بعيد الزحف البدوي أن يستعيدوا بعضا من روحانيتهم الكوشية القديمة بأنخراطهم في الطرق الصوفية "..مايحير في كل كتابات النور حمد،هذا اليقين الثابت لديه في قدرته على تمرير ،اقاويله  وتزويره للتاريخ والواقع الحاضر، والمثال في التاريخ والقرن الثالث عشر وابن خلدون،والسؤال متى جاءت جوائح وجحافل العرب في مجموعات وتسببت في ضياع (ملك النوبة) ومكونات هذه الجحافل،أن هذا التأريخ معروف ومنشور ومبذول للكافة وليس سرا من الأسرار والرجوع إليه يبدأ من غزو عبدالله ابن ابي السرح واتفاقية البقط،أما إذا أردت بالجوائح والجحافل تحالف العرب والفونج،فهو تحالف سوداني خالص، ولم يكن من الخارج او كان من البدو .والملاحظ تحامل الدكتور حمد ،على المكون العربي السوداني ودمغه بالبداوة والعنف،وهذ (القول الجزاف المحل )يكذبه التاريخ والواقع المعاصر،والقيم والاخلاق التي غرسها في أنحاء السودان،ولازال السؤال مطروحا عن السبب في الروح الأستشراقية والذكاء الشديد في دس الدكتور حمد،وتغليفه أشتطاطه، في قالب يحاول به تزوير التاريخ ،ومن بعد ذلك أستنطاقه لتبيان علمية وصدق مايطرح ويكذبه الواقع والتأريخ..يقول المفكر والمؤرخ الفرنسي العظيم(فرنان برودل) في كتابه(هوية فرنسا--الناس والأشياء) "يقول الباحث الانثروبولجي ريمون ريكيه-إن الزيجات المختلطة قد اتخذت أبعادا ضخمة في فرنسا ،بحيث إنه بحلول الأزمنة النيوليتية كان السكان"قد أصبحوا حديثين ببساطة تامة" متخذين"مظهرا فرنسيا أكثر وضوحا بالمعنى الحالي للمصطلح"أي مظهرا دالا على التنوعات العرقية المميزة للشعب الفرنسي اليوم- الجماعات الألبية والشمالية والمتوسطية واللورينية .وهذا الكلام يدعم ملاحظة( فردينان لو ) الاستفزازية "إذا كان فرنسي معاصر يريد أن يعرف الشكل الذي كان عليه أسلافه،فما عليه إلا أن ينظر حوله أو في المرآة"


-مرآة النور..
يقول الأستاذ محمد عوض عبوش ،في كتابه(السودان الحديث -البحث عن طريق--فبراير2012م--مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي "ولعل المنشآت المعمارية الوحيدة القائمة حتى الآن في السودان كشواهد على تفوق أو إنجاز حضاري ملموس،هي تلك التي خلفتها الممالك القديمة في عصر نبتة ومروي في شمال السودان،وهي الممالك التي سجل لها التاريخ انفتاحا على الحضارة المصرية القديمة والتي بلغت أوج ازدهارها في عصر الأسر الفرعونية واقتبست منها مملكتا نبتة ومروي الكثير من الإبتكارات الجديدة بل كون ملوكها الأسرة الخامسة والعشرين في سلسلة ملوك الأسر الفرعونية ولذلك كانت لها إنجازات مشهودة في التاريخ القديم .وشهدت مملكة مروي انفتاحا ضئيلا على الحضارتين الإغريقية والرومانية عن طريق مصر أيضا ،ولكن عادت مملكة مروي وانكفأت على نفسها في مرحلة لاحقة من تاريخها الذي إمتد لمايقارب الألف عام،إذن فليس غريبا إذا ماكان التراث الحضاري السوداني ضعيفا في إنجازات المادية،وإن كان ثريا في جانبه الروحي والمعنوي المرتبط بالعقيدة والشعور بالذات وتماسك الروابط الأسرية والانتماء إلى جماعة إثنية أو عرقية" وفي كتابه(اغتيال العقل-مصدر سابق)يقول المفكر السوري برهان غليون"خلاصة القول في الحداثة أن أصل التخلف أو اللامعاصرة واللافاعلية لاينبع من استمرار التراث وتأثير التراث علينا وعزلة لنا عن غيرنا ،وإنما من بقاء هذه الحداثة نفسها غريبة ومغربة،وأداة تفكيك وتقسيم،أي نفيا للذات ،ضد هذا النفي يظهر التنكر للآخر كوسيلة معكوسة لتأكيد الذات "
وعقل النور حمد الرعوي،ليس معكوسا لتأكيد الذات ،بل خيارا واحدا لتأكيد اضطراب ليس الدولة إنما الناس والقيم والهوية والدين،ودعوة للأستلاب .يقول الدكتور النور حمد في كتابه(العقل الرعوي) "تحدث محمد أبوالقاسم حمد عن اعتلال ما أسماه (البناء العربي الحديث للسودان فقال: البناء الحديث للسودان قد تم ضمن ظروف تاريخية حملت كل مظاهر الانحطاط بالنسبة للحضارة الإسلامية وعلى مستوى العالم العربي الإسلامي ككل--فالسقوط العربي في الأندلس حدث ضمن مناخ تاريخي مارست فيه الحضارة الأوروبية مدها  العالمي ،في وقت جاء فيه سقوط سوبا(في السودان) ضمن مرحلة تدهور وانهيار عربي..ويضيف النور حمد"غير أنني أرى أن هناك ضرورة لتصحيح مقولة محمد أبوالقاسم حاج حمد،هذه فالذي تسبب في إنهيار سوبا في السودان ،وهي  عاصمة دولة علوة النوبية المسيحية هو الهجمات المتتالية  للبادية  العربية التي احاطت بها وبقيت تناوشها إلى أن قضت عليها .وكان الأثر القيمي لتلك البادية قد امتد إلى المستعربين ذوي الأصل النوبي القاطنين على ضفاف نهر النيل وروافده ،وأعني بذلك نمط العيش الذي يكون الغزو والسلب والنهب جزءا منه" انتهى قول حمد..والصحيح فإنه إذا مارس الراحل أبوالقاسم حاج حمد،عملية قراءة وتحليل تاريخي وثقافي على فردوس مفقود تمثله الأندلس  في العصر الحديث وبالتالي فإن الإشارة في قراءته واضحة إذ لم ينظر إلى الحقب التاريخية في غير الاندلس في مقارنه مع النهضة الاوروبية والصحيح أن الحضارة العربية في تلك الحقبة حافظت على ثقافتها المتوارثة و المتعاقبة على ارض الإسلام من شام ،، وجزيرة عربية، ووداي النيل وأن الغزو التركي ساهم في خنق هذه الثقافة وأيضا احتفظت بالسمات الواضحة في تركيبتها الثقافية والحضارية  .زبمقياس الحاضر فإننا نأخذ قراءة الراحل أبوالقاسم حاج حمد،في إطار ماوصلت إليه   الأمة العربية من هزيمة استعمارية مثلته ولاتزال تمثله رأس حربة الاستعمار الحديث دولة( الكيان الصهيوني)، و الباحث النور حمد،ينظر بغلو وتطرف إلى ماحدث من تغيير ديني وثقافي وحضاري،جراء إرتضاء أهل السودان للدين الإسلامي ،والثقافة العربية الإسلامية، من غير قهر او إعمال للسيف..والسبب في ذلك ان اهل الحضارة النوبية،قد وجدوا ان حضارتهم قد زالت ولم تعد تأتي بجديد وان من صاهروهم وبادلوهم المنافع وارتضوا العيش معهم أهل حضارة وقيم إنسانية ومروءة ونخوة وفرسان ولم يكونوا كما يحاول الباحث النور حمد،أن يشيع بين الناس اهل(الغزو والسلب والنهب) إلا إذا كان النور حمد،ينظر إلى تلك الحقبة  من خلال أشعار (الطيب ودضحوية وطه الضرير)..وكلاهما من شعراء القرن العشرين..ولعل أبلغ مافي قول الدكتور حمد من شطط القول: من هذه الحقائق المهمة أن من هجموا على سوبا لم يرثوها وإنما سووها بالأرض  حتى أن (خراب سوبا)أصبح مضربا للأمثال السودانية  من خربوا سوبا خربوها لأنهم أصحاب عقليات بدوية  لا أهتمام لها بالعمران،ودعونا ننظر في وصف ابن سليم الأسواني لسوبا عاصمة دولة علوة في القرن العاشر الميلادي أي قبل خمسة قرون من خرابها على أيدي الفونج والعبدلاب ،وهو  وصف ورد في خطط المقريزي ،وقد جاء فيه أن سوبا كانت مدينة عظيمة بها مباني راقية وحدائق غناء وكنائس مليئة بالذهب.وقد كان السبب الرئيس لهجوم الفونج والعبدلاب على سوبا عاصمة مملكة علوة هو السطو على كنوزها وأموالها التي ذكرها ابن سليم الاسواني"-- إنتهى قول النور حمد..ما أوردت هذا النص الطويل من كتاب النور حمد،حتى يتعرف القارئ على قراءة الدكتور حمد للتأريخ وإرتباط هذه القراءة برؤيته لمسيرات الشعوب،والمثال في ذلك إغفاله(خمسة قرون) بين وصف ابن سليم الأسواني وسقوط سوبا(1504م )وفي رواية أخرى(1505م، )ولعله في هذه القرون يجد ان سوبا،لم تعد كما كانت عليه بمنظار ابن سليم،وان العالم قد تغير وان أي دولة أو حضارة لاتواكب التغيير على مستوى العالم مصيرها إلى الزوال والخراب، وان يخلفها من هو أكثر منها تمدنا وتحضرا وتماسكا .وهذا ماكانت عليه الدولة السنارية وبعد (3) قرون تفككت وكانت الدولة التركية/ العثمانية وحكم الألباني محمد علي باشا..وليس الاستعمار المصري للسودان كمايروج لذلك ( النور حمد) في كل كتاباته ..يقول المفكر والمؤرخ الفرنسي الراحل(فرنان برودل) في كتابه( الحضارة المادية والاقتصاد والرأسمالية  من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر--الجزء الثاني--التبادل التجاري وعملياته--ترجمة مصطفى ماهر) " ويورد برودل ،هذا القول الطريف"ولكن موجة الازدهار والانطلاق لها درجاتها ومن الممكن أن تصل إلى السرف،كان ج ب سي J.B.Say. فد أقام في لندن في عام1796 ثم عاد إليها ورآها بعد عشرين عاما في1815 ،فأنعقد لسانه من فرط دهشته:كانت هناك دكاكين عجيبة تعرض البضائع بالتخفيض،ووجد النصابين في كل مكان ،ووجد لافتات منها،(الثابتة ) ومنها (المتحولة)بين المشاة  يطالعونها دون ان يضيعوا دقيقة في الذهاب إلى اللافتة الثابتة،فقد شهدت لندن قبيل ذلك الوقت اختراع (الرجل السندويتش) وهو الرجل الذي يحمل لافتة على (بطنه) ولافتة على(ظهره) يكتنفانه كالسندويتش ،ويسير بهما بين الناس" -انتهى كلام برودل-ولكن فمابالك بخمسة قرون من ازمنة أنقطاع التواصل وغياب التجديد(نموذج سوبا) الغائب عن معرفة مايدور في العالم  أو العاجز عن الخروج من كهوف القرون الوسطى إلى عصر النهضة حتى في رؤية الكنيسة للعصر وكان الأولى للباحث بدلا من قياس العمران بالطوب ،قياس مساهمة كنيسة (سوبا )في العالم المسيحي الذي تنتمي إليه، وبحساب السنين والجدة والتفاعل فإن الثقافة العربية كانت ذات ابعاد كونية ولم تكن منغلقة او متحجرة أو منطوية على نفسها بل كانت في كل  بقاع العالم من الهند إلى السند إلى الصين وكل قارة آسيا وفي شرق وغرب اوروبا ، موجودة ،وحية وأصيلة ،ومؤثرة.. والدكتور النور حمد ،مغرم بالأستخدامات الخاطئة لحوادث الزمان الماضي وتقويل التاريخ مالم يقله ، للوصول إلى مايعتقده ويروج له ،ولن تغني أستخداماته هذه عن الحق شيئا ..


-نواصل..