قال النَّهْرُ؟!
قال النَّهْرُ؟! ابراهيم جعفر... لندن قال: - "النَّهْرُ"؟!
قال النَّهْرُ؟!
ابراهيم جعفر... لندن
قال: - "النَّهْرُ"؟!
ثمَّ تفرَّق الجمع الكئيبُ إلى المنازل
حيثُ يقبعنَ انتفاءاً للفراغِ
المُرِّ بالجُّثثِ العتيقةِ واللِّصوصْ
قال: - "النهرُ"، حيثُ ترادفوا للطُّعْمِ
فماً للسِّماكِ الغرِّ مفتوحاً على شدقيِّ
صوتِ البحرِ إذ يتململُ الزَّبدُ/الحرارةُ
والنهارُ الفجُّ بالعرقِ/الجماهيرِ– انكفاءِ البصِّ
بالحشدِ "المُرَصَّصِ" بالسَّآمةِ، خوفِ سُمِّ الجوعِ
والنّار التي في خافقِ الأحشاءِ
تنبهمُ اشتهاءاً للخلاص ..
قال: - "الخلاصُ"!
تفرَّقَ الجَّمعُ الرًّتيبُ.. كُلٌّ إلى التٍّذكارِ
وطائرُ الشًّوقِ الذي قد مات عنهُ الانتظار
ورفرفت أنحاؤُهُ غُبُراً تُحَلِّقُ باتِّجاهِ
"عجينةِ" الشمسِ العصيَّةِ إذ تُخبِّؤُها
سحائبُ من رماد الرِّيح والموتِ الذي
ما كان يعرفُ غير هجرِ الرِّيح والتِّجوالِ
في بُهَمِ الخرائبِ لا تني
تتسلَّقُ الرُّوحَ العريقةَ
في جذورِ منابتِ العصفورِ
في الغابِ القديمْ..
لا بحرُ لا أنحاءُ رابيةٍ تُوَهِّجُ في النَّهارِ
سَوَادَهَا المُخضَرَّ بالنَّجمِ/المياهِ اندفاعِ السَّهلِ
نحو خاتَمَةِ [لا ليس خاتَمَةُ!] النَّهارْ....
قال: - "الغيابْ"
ثُمَّ تلولبَ الدربُ المُهَفْهَفُ بالطِّيوبِ الذِّكرِ
آناء الذِّهُولِ "طيرةَ جنَّةٍ" غابت وما بَرُحَتْ
تُوقِّدُ في النَّسيجِ/الرِّمثِ والـ
عَينينِ شيئاً غيرَ دمعاتِ الأُفولْ.
لندن/ بركستون
نهار الأربعاء 23/10/1996م
* من مسودّة مجموعتي الشعريّة المسمّاة أشباح الرّؤيا الشّعوريّة.