في الحب والحياة
في الحب والحياة نفيسة زين العابدين دراستى لعلم اللغة جعلتنى أتوقف كثيرا عند بعض الكلمات التى لم أعاصرها، بل لم اسمع بها الا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك
في الحب والحياة
نفيسة زين العابدين
دراستى لعلم اللغة جعلتنى أتوقف كثيرا عند بعض الكلمات التى لم أعاصرها، بل لم اسمع بها الا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك .. ولعل أبرز تلك المصطلحات الجديدة والتى بحثت عن اصلها في اللغة فلم اجد ارتباطا بين معناها وموضع استخدامها ..هو مصطلح "شلابة" و يمكنك أيها القارئ الكريم ان تبحث عن كلمة " شَلب" على محركات البحث الآلي. "الشلب" كمصطلح هو يخص الانثي السودانية حصريا .. في بدايته كان يستخدم فقط للتعبير عن التى تسرق رجلا يخص أخرى .. ثم تطور ليشمل الرجل وليكون هو ايضا " شَلاّب " يسرق انثي ليست له . التعبير في معناه واستخداماته طريف جدا .. لكن في حقيقته اصبح هاجسا يؤرق البيوت وينزع عن بعضها نعمتى الامان والثقة.
وعبارة أخرى اصبحت مؤخرا من رعايا المبدأ المكيافللي وخرجت عن ثوبها المحتشم الا وهى عبارة " الشرع حلل أربعة " نجدها دوما حيث توجد كلمة " شلابة " على مائدة التجمعات النسائية السودانية على موقع فيس بوك . وعلى استحياء تتهامس احرف الكيبورد أن هناك أزمة أمان في العلاقات الانسانية بمختلف انواعها.
مما لن نختلف عليه أن هناك ثمة تغيرات كثيرة قد حلت بالمجتمع مؤخرا .. كأن مثلا.. لم تكن سن العنوسة سابقا هى سن العشرين .. ولم يكن الزواج برجل متزوج غاية بل كان نادرا .. ولم يكن البحث عن الحب خارج اسوار الزواج أحد أسباب الطلاق . والضحية الوحيدة لكل هذه التغيرات الاجتماعية هى المرأة الزوجة أو الخطيبة أو الحبيبة . معروف أن المرأة في تكوينها لا تقبل ان تشاركها اخرى في رجلها .. فهي أن أحبت إمتلكت كما يقول الدكتور مصطفي محمود في كتابه "في الحب والحياة " : " “والمرأة تحب.. وحبها يلقي بها في دوامة من القلق ويضعفها ويخضعها ويضيعها .. وهي تكره نفسها لأنها تحب وتضعف وتهون إلى هذه الدرجة .. وحبها وكراهيتها يتحدان معا في سلوكها نحو الرجل فتسعى إلى إمتلاكه لتضمن أن حبها الذي بذلته لن يضيع .. ولتشعر أنها تودع نقودها في خزانه تملك مفتاحها ."
وأكثر ما يوجع المرأة أن الخزانة يٌكسر قفلها وتٌسرق محتوياتها مما يضطرها الي الشكوى لبنات جنسها عن برود رفيقها او هجرانه فتهرع الاخريات الى نصحها لتتقي شر الشلب والشلابات بأن تهتم أكثر به وبنفسها وتتجمل وتتزين .. مرددات ما قاله الدكتور مصطفي محمود حول كيفية إحتفاظ المرأة بزوجها في ذات الكتاب "في الحب والحياة" : " لا توجد الا وسيلة واحدة .. أن تتغير .. و تتحول كل يوم إلى امرأة جديدة .. و لا تعطى نفسها لزوجها للنهاية ، تهرب من يده فى اللحظة التى يظن أنه استحوذ عليها ، و تنام كالكتكوت فى حضنه فى اللحظة التى يظن أنه فقدها .. و تُفاجئه بألوان من العاطفة و الاقبال و الادبار لا يتوقعها .. و تحيط نفسها بجو متغير .. و تُبدل ديكور البيت و تفصيله .. و ألوان الطعام و تقديمها ، على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا. " ويحدث الا يكون الحل في هذه النصيحة ابدا .. التغيير يبقي امر ملح لكن هل هل يكفي التغيير الخارجى فعلا ؟
العلاقات الانسانية جميعها .. إن لم تتوفر فيها الثقة وعنصر الامان فلا فائدة منها .. وكون الغاية تبرر الوسيلة مبدأ يتنافي والعلاقات الانسانية تماما في نظرى.