ستيلا قيتانو .. شجرة على حدود بلدين
ستيلا قيتانو .. شجرة على حدود بلدين نفيسة زين العابدين.. امريكا مقال مميز على صحفية نيويورك تايمز عن الاديبة الجنوب سودانية ستيلا قيتانو كتبه اسماعيل كشكش في مثل هذه الايام من العام الماضي القي فيه الضوء على ستيلا الانسانة والكاتبة .. التي يتنازعها حبين .. حب وطن تحمل ملامحه وجنسيته وآخرا سقطت عنها صفته لكنه لا زال يحمل حياتها وقلبها وطفليها وزوجها ، تكتب وتعبر بلغته ،وتتنفس حبه. كتب اسماعيل عن ستيلا ذات الثالثة والثلاثون عاما وكيف أنها وفي وقت قصير إستطاعت ان تصنع اسمها وتكتب عن تجارب مواطنيها من الجنوبيين الذين تحملوا ويلات الحرب والشتات مستخدمة اللغة العربية في كتاباتها .. وعن ذلك تقول ستيلا انها تحب اللغة العربية وأنها مثلها واولئك الذين يكتبون بلغة هي لهم وتخصهم دونما اختلاف.
ستيلا قيتانو .. شجرة على حدود بلدين
نفيسة زين العابدين.. امريكا
مقال مميز على صحفية نيويورك تايمز عن الاديبة الجنوب سودانية ستيلا قيتانو كتبه اسماعيل كشكش في مثل هذه الايام من العام الماضي القي فيه الضوء على ستيلا الانسانة والكاتبة .. التي يتنازعها حبين .. حب وطن تحمل ملامحه وجنسيته وآخرا سقطت عنها صفته لكنه لا زال يحمل حياتها وقلبها وطفليها وزوجها ، تكتب وتعبر بلغته ،وتتنفس حبه.
كتب اسماعيل عن ستيلا ذات الثالثة والثلاثون عاما وكيف أنها وفي وقت قصير إستطاعت ان تصنع اسمها وتكتب عن تجارب مواطنيها من الجنوبيين الذين تحملوا ويلات الحرب والشتات مستخدمة اللغة العربية في كتاباتها .. وعن ذلك تقول ستيلا انها تحب اللغة العربية وأنها مثلها واولئك الذين يكتبون بلغة هي لهم وتخصهم دونما اختلاف.
ينتمى والديً السيدة قيتانو الى قبيلة اللاتوكا في جنوب السودان وكانوا قد فروا من بلدة توريت في عام 1960 نتيجة اشتعال الحرب الاهلية آنذاك ليستقروا بمدينة الخرطوم حيث ولدت ستيلا ونشأت ، وقد جمعت بين عدة لغات، تتحدث اللاتوكا في المنزل مع والديها وعربي جوبا مع مواطنيها من جنوب السودان من القبائل الاخري ، واللغة العربية التى يتحدث بها المجتمع السودانى ، ثم تعلمت الفصحى من المدرسة وكانت دراستها في كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم باللغة الانجليزية.
نشأت السيدة قيتانو بحى الحاج يوسف وترتيبها الثالث بين سبعة اطفال . جذبتها القصص التى تسمعها من جدتها ووالدتها ونساء العائلة مما شكل خيالها واثراه. تذكر ستيلا الجنوب بأنه لم يكن بالنسبة لها سوى مكانا وهميا لا وجود له تمثل لها في قصص اولئك الذين ذهبوا الى هناك ثم ما لبثوا أن عادوا مرة اخرى الى الخرطوم.
عن موهبتها الادبية، كما تقول هى إن الكتابة هى الابن الشرعي للقراءة وأن حبها للكتابة جاء نتيجة لقراءاتها المتعددة والمختلفة والتى جمعت بين كتابات الطيب صالح والاعمال المترجمة لجابرييل غارسيا ماركيز وايزابيل الليندى. وكانت اولى كتاباتها كما تقول عن نفسها وعائلتها وقومها ، ثم كانت قصتها القصيرة "بحيرة بحجم فاكهة البابايا" والتى كتبتها في خلال نصف ساعة فقط وحصلت عليها على جائزة ادبية في عام 2003.
في مجموعتها القصصية "زهور ذابلة" تناولت السيدة قيتانو التحديات التى واجهت الناس الذين هربوا من الصراعات الدموية في جنوب السودان ودارفور وجبال النوبة، و أولئك الذين يعيشون على هامش مدينة الخرطوم واحيائها الفقيرة.
قصتها "كل شيء هنا يغلي" إستمدت أحداثها وشخصياتها من الامهات المكافحات والاباء السكاري ، والمراهقات الحوامل، هؤلاء الذين يعيشون في فقر مدقع بعيدا عن موطنهم الاصلي وقد تساعدهم الحكومة او لا تساعدهم. تقول السيدة قيتانوحول هذا الموضوع: " كنت احاول تسليط الضوء على هكذا قضايا وارسل تحذيرا كون تجاهل هؤلاء الناس بهذه الطريقة انما سيجعلهم يشعرون بانهم لا ينتمون الى هذه البلاد" ثم تضيف : "لكن الرسالة وصلت متأخرة جدا."
في آخر اعمالها والتى بعنوان "العودة" كتبت ستيلا عن آمال وخيبات الاسر العائدة من بعد استقلال الجنوب ، وفي قصتها "الهروب من الاعتياد" ركزت السيدة قيتانو علي تلاقي الاسر ولم شملهم بعد الاستقلال، والاشتباكات بين السكان المحليين والعائدين من الشتات ، ومدى قوة وسخرية عبارة كثر استخدامها وجمعت بين الرثاء والبحث عن الاعذار معا " الا تعلمون أننا المقاتلون لأجل الحرية؟"
تقول السيدة قيتانو أن بعض من زملاءها في جنوب السودان ممن هم يكتبون باللغة الانجليزية قد انتقدوها فيما بينهم لاستخدامها اللغة العربية، اللغة التى يعتبرونها "اداة استعمارية" ، والمعروف ان اللغة الرسمية لدولة جنوب السودان هى الانجليزية. فيكتور لقالا الكاتب الجنوبي والذي يكتب باللغة الانجليزية تكهن بان تكون ستيلا هى أخر جيل في حنوب السودان قد يكتب باللغة العربية. كما يري لو أن أعمالها قد ترجمت الى الانجليزية لنالت ترويجا افضل من قبل الناشرين. أما السيدة قيتانوا فقالت أنها تسعى لتجويد مهارة الكتابة بالانجليزية كى تترجم أعمالها ، كما أعربت عن املها بأن يكون للغة العربية مكان في بلادها لأنها وكما تقول تحب اللغة العربية وتعشق الكتابة بها.