أبريل.... أهازيج شباب الثورة وصوت الشارع

11 أبريل.... أهازيج شباب الثورة وصوت الشارع. أبوطالب محمد توج الحراك الثوري في الحادي عشر من أبريل الماضي ثورته المجيدة التي مهرها بدماء شهداء أبرار،

أبريل.... أهازيج شباب الثورة وصوت الشارع

11 أبريل.... أهازيج شباب الثورة وصوت الشارع..

                      أبوطالب محمد

 

 

 توج الحراك الثوري في الحادي عشر من أبريل الماضي ثورته المجيدة التي مهرها بدماء شهداء أبرار، وكانت نتائجه سقوط حكم الأنقاذ الدكتاتوري الذي امتد ثلاثين عاما، ظل فيها يمارس أبشع الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية. في هذا اليوم اجتمعت الحشود من كل فج عميق منادية بالتحول الديمقراطي. ومن مخرجات الحراك  الجماهيري في مسيرته الممتدة من ديسمبر وحتى لحظات التاريخ المحدد أبرز أوجه فنية عدة، شملت أدب مقاوم وهتافات وشعارات جميعها شديدة الصلة بمجريات أحداث الثورة.
   مما دفع بالحراك الثوري ساحة الاعتصام  في جميع مدن السودان ودعمته بأدب جديد ممهور بلغة تواصل شملت سن عمرية متقاربة عبر لغة حديثة ابتكر جيلها مقولات أدبية ثورية مناهضة في تقديري، وهي مقاومة لسلطة النظام الدكتاتوري البائد،  وتوافقت هذه المقولات مع الأحداث التي زامنت فترة الاعتصام ودفعت خطاب صانعيه التوجه صوب قضية واحدة وهي نبذ الجهوية ورفض التفرقة، بخطاب وحدوي يقول به الشعب جراحات الماضي من عنف سلطة الإنقاذ..    انتجت الذهنية الثورية أثناء وجودها في ميدان الاعتصام مفتاح مستحدث من الإرث الشعبي ووظفته نسبة لمتطالبات المرحلة المتغيرة مثل:( الحل في البل)، وهي عبارة تراثية تدل على تعقيد وإلتفاف الحبل بشدة حول عنق أو أرجل الحيوان، وعندما يقرر فك وثاقه يبل الحبل بماء، مما يسهل عملية حله، وقديما في الطب التقليدي يستخدم السعف في جبر الكسور، لانه يساعد في شفاء  الكسر وعند خروجه يستخدم  ماء لفكه ويصير الكسر (مجبورا.) والمعني المستحدث لمقولة (الحل في البل) هي تفكيك النظام الشمولي عبر تكثيف الجهود المقاومة.
      واستحدث من تراكم شعار الثورة في بدايتها كلمة "سقطت"، وأدخلت في هتاف جديد يقول:( سقطت ما سقطت صابنها وحتى لو سقطت صابنها). ونسجت مع وصول قطار عطبرة  أدب مؤجز في ترحيبه:( ناس عطبرة جو جابو الاسمنت جابو ليشنو جابو للصبة صبة تمام مافي كلام وي وي وي وي وي وي وي)،و تداولته بقية الولايات التي جاءت للاعتصام، وانتقل عبرها للقري مع اختلاف ترديد المكان. وأظهرت ساحة الاعتصام  على سبيل المثال عددا كبيرا من الاغنيات بدءا من فترة ما قبل سقوط البشير، ردد الثوار شعار "كبرا كبرا بالباب الورا"، وبعد سقوطه رددوا ( نحن الجيل الراكب رأس ما بحكمنا رئيس رقاص)، وبعدما سقط الدكتاتور وتم القبض عليه ومن معه رددوا أيضا: ( ما بنرجع وما بنتغشي مالم يتحاكم بشة، يتحاكم بشة ونايبو وعلي عثمان وكتايبو وجهاز الأمن ونافع السفكو دم الشافع)، وحينما استولى ابنعوف رئاسة المجلس العسكري انتفضت الثورة ضده وأخرجت شعار: (شالو كديسة وجابو كديسة ودي الحركات المادسيسة)، ورددوا أيضا بطريقة رافضة (نحن الجيل الما بتغشي وما بحكمنا نايب بشة)، وبطريقة تالية: (ابنعوف مالو ابنعوف الجابو منو جابو الكيزان). وعندما سقط ابنعوف انتفضت الثورة بشعارات جديدة تردد: ( الليلة سقطت صاح دم الشهيد ماراح)، وعندما تولى البرهان رئاسة المجلس رددوا ضده بطرق عدة: ( برهن برهن يابرهان وألا ح تسقط أنت كمان). يضاف لهذه الشعارات الهتافات المطولة والفاضحة لهشاشه المرتزقة حينما هتف الثوار: ( بنبان نرجعوا ليك آي والله درقة نكسره ليك آي والله)، ومع حدوث أحداث ثمانية رمضان رددوا  : ( يابرهان ما تعمل نايم ورينا الكوز الكتل الصايم). وعندما تراخي البرهان وعجز عن قبض المليشيات التي نفذت أحداث رمضان ظهرت شعارات مناهضة تردد: ب(الصوت والصورة برهان طلع ماسورة).
    يضاف لهذه الشعارات :( شارعنا دا فيهو الشرا يا المجلس هوي ما بتقدرا) و(ثورتنا دي ما بتقدرا ياكيزان هوي ارجع ورا)و( انت فكر بيت فرشة ومعجون نجهزو ليك وموبايلك نشحنو ليك .....إلخ. وألفت الكثير من الشعارات حينها تماشيا مع أحداث اللحظات، وبعد فض الاعتصام ردد الثوار :( الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية). و(دفعولك كم عشان تقلبه دم).
     استمرت مقولات المقاومة المؤجزة في خطابها بلونية جديدة بعد فض الاعتصام مطالبة بسلطة مدنية، وهو عين المطلب الذي من أجله اشتعلت ثورة ديسمبر المجيدة، (حرية... سلام... وعدالة مدنية خيار الشعب)، (مدنيااااااااااو ... مدنية وي وي وي وي عسكرية لا لا).
    أنتج الجيل الحديث في حراكه الصاعد منذ الحادي عشر من أبريل وما قبله أوجه لمقولات مقاومة انسجمت انسجاما عميقا مع مطالبه  ومواقفه صوب تفكك الدولة الشمولية. ومازال يرفد ميدان النضال بالعديد من الأدب، لأنه جيل هزم عرش الطغيان واستمسك بمبادئه وقضيته حتى تحقق مطالبه وهو ماضيا في تحقيقها.