الحرية والتغيير..صراع الكراسي وصراخ الثوار.. -كليك توبرس-عامر محمد احمد

الحرية والتغيير..صراع الكراسي وصراخ الثوار..  -كليك توبرس-عامر محمد احمد

الحرية والتغيير..صراع الكراسي وصراخ الثوار..

-كليك توبرس-عامر محمد احمد

تعاني الساحة السياسية السودانية منذ سقوط النظام المباد من آفات عديدة ومتاهات تتعدد فوهات نيرانها ومابين الإقصاء والإقصاء المضاد،تمضي خطوات تطبيع علاقات مكوناتها  من يدعي قيادة الثورة ومن يتهم المدعي بسرقتها ومابين هؤلاء واولئك الاتهام بالهبوط الناعم لصالح بقاء سياسات النظام المخلوع غير المتعارضة مع سياسات الخارج وخاصة في تطبيق وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتركيع الدول بحجة تنميتها واستلاب قرارها السياسي بحجة إدماجها في السوق العالمي اقتصاديا..يرى مراقبون للشان السياسي السوداني أن ثمة تدخلات خارجية غير حميدة تسعى لإفشال الحراك الثوري ،ويؤكدون على وجود سيناريو تم إعداده في معامل خارجية للوصول الي محطة صراع عنيف لن تبقى من بعده خارطة السودان كماهي الآن !!وإن كانت مثل هذه القراءات لاتملك كثير بيانات سوى مايتم إلتقاطه من حدث هنا او لقاء هناك ،إلا ان شواهد دخول السودان في لعبة الامم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلي يوم الناس هذا شاخصة باصرة في تحليل قيام الدولة الوطنية بدورها في الداخل ومحيطها الإقليمي وتأثيراتها في خارطة العالم..السودان يمر بحالة إضطراب سياسي وحروب أهلية طاحنة منذ إستقلاله،وتفاقمت ازماته بانقلاب جماعة الاسلام السياسي-الجبهة القومية الاسلامية-جناح الدكتور الترابي-على الديمقراطية والإطاحة بنظام الامام الراحل الصادق المهدي المنتخب ديمقراطيا العام 1989م. وكان النظام في كل حراكه سباقا لتمزيق الحركة السياسية ولم يك يعنيه مستقبل وطن او تنمية ،إنما يعنيه كيفية السيطرة وإفراغ الساحة السياسية من كل محتوى فكري او سياسي وكان شعاره -نحن أو الطوفان- وفي سبيل النجاة بالوطن من الغرق يبدأ الصراع والعراك وحرب الكل سياسيا، ومع دخول الجهوية والخطاب العنصري والخطاب العنصري المضاد ،فإن مرحلة سياسية جديدة يتم بناء مداميكها على التفرقة والتعصب وتحيل الي سؤال عن ماذا يجري في السودان؟ والي اين تتجه بوصلة القوى السياسية ؟؟

الأزمة..

ظل سؤال المجلس المركزي للحرية والتغيير مطروحا، بشدة باعتباره المحرك الرئيس للتحالف الحاكم، وسط جهاز الدولة وقد اكتسب هذه الصفة على مراحل حتى وصل الي صورته الحالية ،كجهاز متحكم في قرارات الحرية والتغيير وبأدوات سلطوية الناظر إليها يخيل إليه انها سلطات معنوية لثوار احرار اكتووا بنار الانقاذ ويعملون على تفكيك تمكينها،حتى تحولت الازمة الي إنشقاقات في الصف الثوري ،وكانت البداية إنقسام تجمع المهنيين وإبعاد أغلب صناع الثورة الي الصفوف الخلفية ولعل سؤال الحرية والتغيير كتحالف مغيب عن عمد لايقل عن سؤال من يحكم السودان اليوم ولماذا يعمل بعض دعاة الثورية الي قتل الثورة في قلوب الناس؟؟ تصريحات هنا وهناك واتهامات متجددة،واجتماعات يعقبها بيانات وبيانات في حقيقتها إثبات حضور وسط معمعة الصراعات العدمية بين مختلف القوى السياسبة في الساحة السودانية..

لغة الصراع..

ويقول الكاتب والباحث السياسي الاستاذ سيف الدولة عطا الشيخ ان"

.. هذه القوى ومن  ظاهر ماتصدره من بيانات ومن تحميل كل طرف للطرف الآخر مسؤولية مايحدث من اخطاء وتعرجات في مسار الفترة الانتقالية، وتنبعث التباينات هذه من انعكاسات  فترة معارضة وقياس درجة الشراسة ضد النظام المخلوع كمعيار وحيد لشرعية قيادة النظام مع نسيان فترات التصالح والتخاصم وهذه نقطة مهمة جدا في معرفة اسباب الصراع بين هذه القوى السياسية وإنعكاس ذلك على الواقع السياسي والاقتصادي،  واضاف الاستاذ عطا الشيخ الي ان كل هذا يشير إلى هذه القوى  بأعتبار ان ما يضمها  جسم واحد تتناغم فيه الأعضاء من كسب أهداف معركة التغيير ولكن آفة الصراعات والتدافع بين القيادات يؤثر على الفترة الانتقالية ويهزم الآمال ، وربما تكون اختلافات  وتباينات وجهة النظر التنظيمية لكل مكون هي من الأسباب الرئيسة لهذا الوضع المتصارع...

وهناك وجهات نظر مختلفة لتحالف فضفاض لم يستطع حتى الآن ان يضع برنامجا متفق عليه وحول الاسباب التي تقعد بهذا التحالف وتعيق طريق اشار الاستاذ سيف الدولة الي عدة اسباب منها:

 اولا :ان معظم هذه المكونات وبالذات التي ظهرت خلال فترة سلطة الحركة الإسلامية، إنها تخرجت من انفعالات أركان الجامعة ولم يتبعها أو يقودها فكر منطقي مقنع. ثانيا، أن مكونات الأحزاب التاريخية قد تشرزمت بفعل الحركة الإسلامية بواسطة انتهازي الأحزاب نفسها.

 ثالثاً ان شعارات الثورة نفسها اي (حرية، عادلة، وسلام) لم تخرج من كتابات ما قبل الثورة وإنما خرجت من الشارع والتروس. مما يعني أن هناك فراغ مابين الجسم الممزق لقوى الحرية والتغيير وبين حقيقة الثورة.. الجبهة الإسلامية اختزلت الوطن كله في تنظيمها الإسلامي الخاص وبالمقابل اختزلت قوى الحرية والتغيير صراعها ضد الاسلاميين، وبهذا يكون ثنائي الصراع الدائمع قد سقط في بركة الاختزال مما أدى إلى توسيع فجوة الفراغ.. هنا تكون ثورة الشارع والتروس قد كشفت عن أزمة الخطاب السياسي الموروثة منذ الاستقلال... فكل الحواضن السياسية لا ترى الوطن إلا من وجهة نظرها هي فقط، أما الآخر فهو عدو ومضاد للشعب.". مساحة غائبة..

يقول الدكتور اسامة خليل الاستاذ الجامعي والمحلل السياسي ل كليك توبرس ،ان حرب البيانات بين مكونات الحرية والتغيير والإنقسام البائن بين قوى سياسية منضوية تحت لواء ميثاق الحرية يشير صراحة الي ازمة مكتومة منذ إعلان حكومة الدكتور حمدوك الاولى وماصاحب ذلك من صراعات ومع بقاء الازمة في الاقتصادية والاجتماعية وتخلق اصطفاف جديد لايعرف المرء ماسيصل إليه في عمله السياسي والناظر الي الخارطة يجد التبدلات الكثيرة وخذ مثلا موقع حزب الامة القومي قبل رحيل الامام الصادق المهدي والآن كذلك موقع وموقف الحزب الشيوعي ماقبل والآن وهذه الرمال السياسية المتحركة لو انها تصب في خانة الخروج من عنف الزجاجة او خلق مساحة جديدة لبناء تحالف وطني عريض يضع مصلحة السودان اولا ويبتعد عن الاصطفافات الجهوية او الحزبية او المناطقية فإن الثورة ستعبر الي التحول الديمقراطي.وحول مستقبل الحرية والتغيير ومركزي الحرية والتغيير اشار الدكتور خليل الي اهمية إستيعاب كل القوى الوطنية صانعة الثورة حقيقة والابتعاد عن التصنيفات الحادة التي تكذبها الوقائع في تاريخ النضال ضد النظام المباد لقوى سياسية جماهيرية يتم ابعادها دون حيثيات حقيقية وكذلك سماع صوت الشارع في محاسبة المفسدين ومحاكمة المجرمين وتعيين مجلس تشريعي يمثل الجماهير دون إقصاء او خلق تكتلات لتكبيل المجلس لصالح دعم الحكومة الانتقالية وليس رقابتها في كل الاتفاقيات والقوانين والعمل التنفيذي الحكومي.."