قصة كتاب
قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز الألم و النشوة (The Agony and the Ecstasy) تدور القصة حول فنان عصر النهضة الفلورنسي (مايكل أنجلو) و تعكس لمحة عامة عن الأوقات المضطربة التي عاش فيها .
قصة كتاب
بقلم : زين العابدين الحجّاز
الألم و النشوة (The Agony and the Ecstasy)
تدور القصة حول فنان عصر النهضة الفلورنسي (مايكل أنجلو) و تعكس لمحة عامة عن الأوقات المضطربة التي عاش فيها .
ولد (مايكل أنجلو بوناروتي) عام 1475 في إيطاليا بقرية كابريس في توسكانا وكان والده رئيس بلدية القرية . درس (مايكل أنجلو) تقنية النحت في مدينة ستيقنانو ولكن كان هدفه مدينة فلورنسا التي كانت في عام 1469 تحت سيطرة (لورنزو) العظيم . خلافًا لرغبة والده تلقى (مايكل أنجلو) تدريبا مهنيا مع الرسام (قيرلانديو) حيث تعلم طرق رسم اللوحات الجدارية . كان (مايكل أنجلو) رساما ماهرا للغاية و يرسم بسهولة وقوة لكنه كان يشعر بأنه ليس لديه رغبة في الألوان والرسم . إستمر في تعلم حرفة الرسم . حتى في وقت مبكر من حياته أكد (مايكل أنجلو) على جمال جسم الإنسان في تماثيله و رسوماته . على عكس معاصريه فقد نحت و رسم جسم الانسان عاريا بدلاً من استخدام الملابس التي تمحو كل إحساس بالجسد الذي تحتها . جسم الإنسان شيء يجب تمجيده لا تبخيسه . (لورنزو) زعيم فلورنسا وأغنى رجل في أوروبا تعرف على قدرة (مايكل أنجلو) الفنية في وقت مبكر . (لورنزو) هو راعي التعليم والفنون فتولى توجيه (مايكل أنجلو) بشكل مباشر . تحت رعاية (لورنزو) درس (مايكل أنجلو) نحت التماثيل من الرخام . عندما كان عمره 15 عاما فقط نحت تمثاله الأول الكامل (مادونا والطفل) الذي تم الإعتراف به على أنه اندماج فريد بين اليونانية الكلاسيكية والروح المسيحية . (مايكل أنجلو) صور مريم العذراء في ذلك التمثال وهي ممزقة بين الاستجابة لواجبها تجاه الله أو حماية طفلها من الأذى . بوفاة (لورنزو) لم يفقد (مايكل أنجلو) فاعل خير فحسب بل فقد أيضا صديقا ومعلما . غادر (مايكل أنجلو) القلعة وأصبح في حالة من الفوضى ولم يظهر إلا عندما طرأت له فكرة نحت تمثال (هرقل) وهو تمثال يمثل قوة (لورنزو) الأخلاقية والفكرية و في نفس الوقت يمثل أيضا قوة (هرقل) الجسدية . لكنه كان يحتاج إلى معرفة ما يكمن تحت جلد جسم الإنسان من أجل نحته بدقة . قام بتشريح الجثث سرا و عندما مات الرسام (قيرلانديو) شعر (مايكل أنجلو) بأنه قد رأى ما يكفي من الموت . (بييرو) نجل (لورنزو) وزعيم فلورنسا الجديد طلب من (مايكل أنجلو) العودة إلى القلعة حيث كان يعيش في السابق تحت رعاية والده (لورنزو) . أكمل (مايكل) أنجلو نحت تمثال (هرقل) و باعه . أسلوب حكم (بييرو) المتشدد لم يتوافق جيدا مع سكان فلورنسا فقاموا بمهاجمة واقتحام القلعة. هرب (بييرو) و وقف (مايكل أنجلو) أمام حشود المهاجمين محاولا حماية أعماله الفنية لكن لا يوجد الكثير مما يمكنه فعله فهرب إلى بولونيا . قضى هناك عاما ثم عاد و وجد فلورنسا في حالة اضطراب أكثر حيث كان الراديكالي (سافونارولا) يوعظ الناس بأن كل الفنون هي غرور شهواني ويجب تدميرها . تلقى (مايكل أنجلو) عرضا من الكاردينال (رياريو) للانتقال إلى روما فاستجاب له و ذهب الى هناك . في روما أثبت الكاردينال بأنه غير قادر على اتخاذ قرار بشأن ما يود أن ينحته له (مايكل أنجلو) . بدون مال وبدون عمل أخيرا ترك (مايكل أنجلو) الكاردينال بعد عام من الانتظار . قام بنحت تمثال كيوبيد صغير وتمثال باخوس كبير كلاهما لصديقه الجديد وراعيه (جاكوبو جالي) . كما أنه حصل على عمولة لنحت تمثال القديس بطرس . عندما كان عمره 23 عاما قام بنحت تمثال لمريم العذراء وهي تحمل جثة ابنها على حجرها لكن الكاردينال الذي كلفه بذلك قد مات قبل أن يتم تثبيت التمثال . بدلا من الحصول على إذن من البابا (ألكسندر) السادس عدو كل شيء في فلورنسا قام (مايكل أنجلو) بتثبيت التمثال ليلاً في تكتم . بعد أيام سمع الذين شاهدوا التمثال وهم يتساءلون عمن نحته . لقد استبعدوا (مايكل أنجلو) كاحتمال بأنه هو من قام بنحته لذلك عاد ليلًا وحفر اسمه في حزام عبر صدر مريم العذراء . رجع (مايكل أنجلو) إلى فلورنسا للمشاركة في منافسة لنحت الكتلة الرخامية الضخمة المسماة " ايل دوشيو " . فاز في المنافسة و في 18 شهرا نحت تمثالا عملاقا للملك داؤود رشيقا وقويا وهو يواجه جالوت قبل المعركة . حصل التمثال على إشادة عالمية و شرع (مايكل أنجلو) في نحت العديد من الأعمال الأخرى ولكن بعد ذلك (يوليوس) البابا الجديد طلب منه الحضور الى روما . كان (يوليوس) يريد منه أن ينحت له مقبرة فاقترح عليه (مايكل أنجلو) نحت مقبرة كبيرة بها أربعين تمثالا. أعجب البابا (يوليوس) باقتراحه لكنه لم يوقع أي عقد معه وتوقف على ما يبدو مقتنعا بأن العمل في المقبرة سيسرع نحته في اليوم الذي يحتاجه فيه . تعب (مايكل أنجلو) من الإنتظار وغادر روما . البابا طلب منه البابا العودة لكنه تردد لعدة أشهر ثم انضم اليه أخيرا . البابا لا يريده أن ينحت تماثيل من الرخام بل أن يرسم سقفا لكنيسة سيستين . (مايكل أنجلو) رسم السقف بشكل رائع و تمت مكافأته بأموال و أخيرا تم له السماح بالبدء في نحت التماثيل الرخامية للمقبرته . توفى البابا (يوليوس) وخلفه الكاردينال (جيوفاني ميديشي) وأصبح البابا (ليو) العاشر . لا يريد البابا (ليو) أن ينحت (مايكل أنجلو) أي شيء لأعدائه السياسيين وهم عائلة البابا (يوليوس) لذلك أرسله للحصول على رخام لنحت واجهة جديدة لكنيسة ميديشي في فلورنسا . سنوات من التأخير والاضطراب السياسي أدت إلى إلغاء مشروع نحت الواجهة . بدأ (مايكل أنجلو) في نحت المزيد من التماثيل لمقبرة البابا (يوليوس) وهذه المرة في الاستوديو الخاص به في فلورنسا . البابا (ليو) لم يعجبه ذلك فبدأ في تشييد كنيسة لوالده وعمه . أدت الحرب بين فلورنسا والقوات البابوية إلى تأخير العمل لكنه اكتمل أخيرا . تم ذلك في فلورنسا التي أصبحت الآن تحت السيطرة الاستبدادية ولم يحمل العمل اسم (مايكل أنجلو) . غادر (مايكل أنجلو) إلى روما وفي خضم النضال مع العديد من الباباوات والتعامل مع الضغط مع تغير الوضع السياسي رسم لوحة يوم القيامة على جدار كنيسة سيستين وعلى اثنين من جدارين في كنيسة بولين وكمهندس معماري رسمي للفاتيكان قام (مايكل أنجلو) بتصميم كاتدرائية القديس بطرس . توفي (مايكل أنجلو) في اليوم الثامن عشر من شهر فبراير عام 1564 عن عمر يناهز 89 عاما تاركا وراءه إرثا من الجمال .
( الألم و النشوة ) هي رواية للكاتب (ايرفنق ستون) تم نشرها عام 1961 . قدمت الرواية قصة التنافس بين المدن الإيطالية والاقتتال السياسي داخل الكنيسة الكاثوليكية وحولها والنضال المحيط بالإصلاح الديني حيث استجابت الكنيسة لصعود فلسفة الإنسانية . الجزء الأخير من الرواية هو قصة الرجل الرائع (مايكل أنجلو) وكيف استطاع أن يتكيف مع ضغوط الأسرة والمجتمع و دواخل نفسه مما أدى إلى ولادة بعض أعماله الفنية الأكثر ديمومة على الإطلاق .