قصة كتاب
قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز موت إيفان إيليتش (The Death of Ivan Ilyich) تدور القصة حول حياة (إيفان إيليتش) قاضي المحكمة العليا في روسيا الذي كان يعاني من مرض غامض ومات بسببه . أثناء فترة مرضه كان (إيفان إيليتش) يتأمل في الحياة والموت وطبيعة المعاناة .
قصة كتاب
بقلم : زين العابدين الحجّاز
موت إيفان إيليتش (The Death of Ivan Ilyich)
تدور القصة حول حياة (إيفان إيليتش) قاضي المحكمة العليا في روسيا الذي كان يعاني من مرض غامض ومات بسببه . أثناء فترة مرضه كان (إيفان إيليتش) يتأمل في الحياة والموت وطبيعة المعاناة .
بدأت أحداث القصة في نهاية حياة (إيفان إليتش) . اجتمع زملاء (إيفان) في المحكمة العليا الروسية للحديث عنه وهو مشرفا على الموت فكشف لهم صديق (إيفان) وزميله القاضي (بيتر) بأنه قد مات . تحدث الزملاء وهم شاكرين لأن (إيفان) هو الذي مات وليس هم . تناقشوا في إمكانية الترقيات والتنقل داخل الدائرة الآن بعد أن أصبح منصبه فارغا . حضر (بيتر) جنازة (إيفان) في ذلك المساء لكنه عندما نظر إلى جثة صديقه أصيب بالذهول والإضطرب . بدى له بأن (إيفان) كانت لديه نظرة عدم رضا على وجهه مما جعل (بيتر) منشغلا بفكرة أنه ربما ارتكب شيئا خاطئا في حياته . في الوقت نفسه زوجة (إيفان) سألت (بيتر) حول كيفية الحصول على أكبر قدر ممكن من المال من معاش زوجها بعد رحيله . للتخفيف عن حزنه تحدث (بيتر) مع (قيراسيم) ممرضة (إيفان) التي صدمته عندما أخبرته بأن الجميع يموتون وموت (إيفان) المفاجئ ليس بذلك الشيئ الفظيع .
رجعت أحداث الرواية ثلاثين عاما إلى بداية حياة (إيفان) المريحة والمملة إلى حد ما . كان (إيفان) قد التحق بكلية القانون في الثالثة عشرة من عمره و استوعب الثقافة الروسية العالية . أصبح قاضيا وانتقل إلى مقاطعة جديدة و ارتفعت مرتبته الاجتماعية والمادية . كل شيء سار كما هو مخطط له حتى أصبحت زوجة (إيفان) حاملا . صار محرجا من افتقارها للتصرف الللائق أثناء حملها فابتعد (إيفان) عن عائلته . إتخذ موقفا رسميا للغاية تجاه الأشخاص الذين يحبهم ونأى بنفسه عنهم .استمرارا للتقدم في حياته المهنية توقع (إيفان) أن تتم ترقيته إلى أعلى منصب في المحكمة في البلدة الصغيرة حيث يعيش هو وعائلته ومع ذلك لم يحصل على الترقية كما توقع . غضب (إيفان) وقرر الانتقال إلى منزل شقيق زوجته وأخذ إجازة من عمله لتحديد خطوته التالية . مع علمه بأن راتبه الحالي لن يغطي احتياجات أسرته فقد سافر إلى مدينة سان بطرسبرج للبحث عن وظيفة أعلى أجرا وأعلى مرتبة في وزارة العدل . عند وصوله إلى هناك علم (إيفان) بأن صديقه (بيتر) قد تم تعيينه في وظيفة في الوزارة كمسؤول رفيع المستوى . حصل له صديقه على وظيفة في منصب أعلى أجرا في نفس القسم . بسعادة غامرة دعى (إيفان) عائلته للانضمام إليه في مدينة سان بطرسبرج . بدأ (إيفان) في تجهيز الشقة الجديدة في المدينة ولكن بينما كان يعلق الستائر سقط من سلمه و أصيب على جانبه . كانت الإصابة مؤلمة لكنه لم يهتم بما يكفي لطلب العلاج الطبي . انتقلت عائلته إلى الشقة الجديدة واستقرت في حياة مريحة معا حيث كان (إيفان) يقضي وقته في العمل ولعب الشطرنج . بعد فترة وجيزة من بدء عمله بدأ (إيفان) يعاني من ألم شديد في جانبه بسبب تلك الإصابة. إستمر الألم حتى أصرت عليه زوجته لمقابلة طبيب . لم يستطع الطبيب العثور على أي شيء يمكن أن يسبب ذلك الألم الغامض . تم استدعاء فريق من الأطباء ولم يستطيعوا التوصل إلى استنتاج حول سبب تدهور صحة (إيفان) بتلك السرعة. الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه هو أن وفاة (إيفان) قد أصبحت وشيكة .
حاول (إيفان) العشرات من العلاجات الطبية لمساعدته لكنه اضطر في نهاية المطاف إلى ترك عمله وقضاء أيامه على سرير المرض . أدرك (إيفان) بأن جميع علاقاته كانت مصطنعة باستثناء علاقته مع ممرضته (قراسيم) وابنه الأصغر . أصبحت لديه سلسلة من الأحلام المظلمة حول نهاة حياته وبدأ في التفكير بعمق في قيمة حياته وماذا فعله لكي يستحقق كل هذه المعاناة الهائلة . تصالح (إيفان) مع حقيقة أن معاناته من المحتمل أن تكون نتيجة لحياة غير ملائمة وغير حقيقية كان قد عاشها وحزن لإبتعاده عن زوجته وأطفاله في السابق . بعد أن حلم برؤية كيس داكن أدرك (إيفان) بأنه لم يعش حياته بشكل صحيح . خلال ذلك الإدراك بدأت قوة غير معروفة في ضربه على جانبه المصاب فسالت دموعه . بدأت زوجته وابنه في البكاء أيضا فوضع يده على رأس ابنه في راحة. انتهت أحداث الرواية عندما مدّ (إيفان) جسمه قليلا على السرير مرّ خلالها بلحظات من السعادة الغامرة قبل أن يموت أخيرا .
(موت إيفان إيليتش) رواية قصيرة للكاتب الروسي (ليو تولستوي) تم نشرها عام 1886 . قام (تولستوي) بتأليف هذه الرواية في السنوات الأخيرة من حياته و من المحتمل أنه كان متأثرا بمناقشاته الدينية الخاصة في سبعينيات القرن التاسع عشر وانعكاساتها حول معنى الحياة و أن تعيش حياة تكون ذات أهمية فلسفية وعاطفية . (ليو تولستوي) هو مؤلف كلاسيكي للأدب الروسي الذي تعتبر مؤلفاته من أهم الإسهامات في الأدب الغربي . تم تصنيف رواية (موت إيفان إيليتش) من بين الروايات الأكثر نجاحا وتأثيرا في الأدب الغربي . تم انتاج هذه الرواية و تحويلها الى ثلاثة أفلام سينمائية