الشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة فى حوار ساخن

الشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة فى حوار ساخن -الأعمال الأدبية الجادة تصل العالمية -العرب اليوم لاديوان ولاقصيدة لهم تحمل رسالة -التخطيط الثقافى العربي.. فرقعات ساسة -ارشح التجاني يوسف بشير (رحمه الله) لجائزة نوبل

الشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة فى حوار ساخن

الشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة فى حوار ساخن

-الأعمال الأدبية الجادة تصل العالمية
 
-العرب اليوم لاديوان ولاقصيدة لهم تحمل رسالة

-التخطيط الثقافى العربي.. فرقعات ساسة
 
-ارشح التجاني يوسف بشير (رحمه الله) لجائزة نوبل

 

 

لايقتصر اهتمام الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة على الشعر بل يتعدى ذلك إلى توثيقه في موسوعة عربية من مراكش إلى البحرين. هذه الوحدة الثقافية العربية يقابلها اشتغال بوهراكة في إدارة العمل الثقافي وكانت سباقة في مجالات عديدة ترتبط بالشعر والكتابة الشعرية . وأصدرت دواوين شعرية وترجمت اشعارها إلى الفرنسية والانجليزية والإسبانية ولغات أخرى ، إلتقينا بها وكانت الحصيلة تناول محاور عديدة ترتبط بالإبداع والتجربة والراهن


حوار : محمد نجيب محمد على – عامر محمد أحمد


-كتبت الشعر ووثقت له، ما هو موقع الشعر في الراهن وخاصة أن هناك من ينعي الشعر ودوره في الثقافة العربية؟
 
قبل الحديث عن موقع الشعر لا بد لنا من الحديث  عن موقع الشاعر نفسه هذا الكائن البشري  الذي تخلى عن شاعريته و أخلاقياته التي يفترض أنها سامية وراقية   فبدل أن يؤثر في المجتمع كما كان يفعل سابقا أصبح المجتمع السيئ مؤثرا فيه نتيجة ركضه خلف الماديات مما جعل الشاعر إنسان مثله مثل بقية البشر ما يميزه عنهم نظمه لبعض الكلمات يقال عنها أنها شعرا دون روح حقيقة للشعر ورسالته .
-بغياب القضايا العربية الكبرى عن محور الحياة العامة يغيب الشعر وهل الشعر مربوط بالسياسة والقضايا الوطنية  فقط؟
 
قديما كان الشاعر من خلال شعره القائد و المسير لبقية القضايا الحياتية وصانع المشهد السياسي في قبيلته أو شعبه لكنه تحول اليوم لكلمات تقال في مناسبات هنا أو هناك دون وجود متلقي أو جمهور والسبب في نظري هو غياب رسالة الشاعر الحقيقية سواء  كانت وطنية أو قومية

 


  .
-توثيق الشعر العربى عمل ثقافي وفكري ضخم من أين نبعث الفكرة؟
 
خلال دراستي بالمرحلة الثانوية كنا نواجه صعوبات كبيرة في الحصول على سير وأشعار العديد من الشعراء فتولدت لدي مع الوقت فكرة التوثيق للشعراء الذين كتبوا الفصيح بالعالم العربي .
-ببليوغرافية  الشعرية العربية كيف تنظرين للخطاب الشعري العربي وتحولات وتبدلات العالم. مقياس النهوض والانسحاب عن التأثير؟
هل الهدف من توثيق الشعر والشعراء العرب، فقط حصري للأسماء؟
 
حسب نظري أن جل شعراء العالم العربي لم يتخلصوا من فكرة الشعر كموروث شعبي قديم شكلا ومضمونا مع وجود اختلاف بسيط أن شاعر الأمس كانت له قضية يدافع عنها حد الموت بخلاف شعراء اليوم لا قضايا ولا مباديء  (إلا من رحم ربي ) فهناك مثلا من يكتب الشعر الصوفي وهو على أرض الواقع أكبر أناني وعاشق للحياة ومن يرسم نفسه في قصائده العاشق الولهان  قيس بن الملوح وهو زير نساء بامتياز إلخ  ...
أما التوثيق الشعري وغيره ليس الغاية منه حصر أسماء شعراء كما ذكرت ولكن الغاية منه تسليط الضوء على هذه الأسماء وتاريخها الشعري مع نماذج منه بغية التعريف بالشاعر و كتاباته في هذا العصر والعصور التي بعده

 


 .
-شغلت مناصب مرتبطة بالعمل الثقافي ء، ما مدى تأثيره على الحياة العامة وفق معادلة النخبة والعامة؟
 
العمل الثقافي يحتضر لسببين رئيسيين :
أولا دخول هذا المجال لشخصيات بلا كفاءة .
ثانيا : غلبة الجانب المالي على الشأن الثقافي ولصوصية بعض المسؤولين عليه
 .
-الترجمة لم تستطع توصيل الصوت الشعري العربى للعالم؟
ترجمت أشعارك إلى الفرنسية والإسبانية، كيف تنظرين لهذه  التجربة؟
 
الأعمال الجادة و المسؤولة تصل إلى العالمية عن طريق الترجمة سواء من العربية إلى غيرها أو من لغات أخرى للعربية هذا أكيد وقد حظيت أشعاري بترجمات متنوعة  فقد  ترجمت إلى الانجليزية والكردية والتركية والعبرية وغيرها من لغات العالم وهي تجارب مثمرة توصل الصوت الشعري للشعوب الناطقة بهذه اللغات لكن مشكلتي أنني لم أهتم  بمتابعة إبداعي الخاص عكس الكتب التي تشمل أشخاصا آخرين فلم أروج لهذه الدواوين المترجمة ما تستحقه من ترويج لكني سأفعل لاحقا بعد اعتزالي مجال التوثيق بحول الله تعالى .
-الشعر ديوان العرب مقولة عاشت حقبة طويلة ولكن هل لازال الشعر ديوان العرب؟
 
شتان بين الأمس واليوم ...
العرب اليوم ليس لهم لا ديوان ولا قصيدة تحمل رسالة حقيقة خالية من الكذب والنفاق .
-ببليوغرافيا الشعر السوداني؟
عملية (انتحارية) بامتياز كدت أفقد حياتي بسببها ( بمجرد الانتهاء منها دخلت المشفى بسبب هبوط حاد ) ,  قدمت جهدا جهيدا واستثنائيا أتحدى المؤسسات الثقافية أن تقوم بمثله و النتيجة صفر .... الموسوعة مركونة بدار النشر لجامعة الخرطوم تنتظر الإفراج لطباعتها منذ شهر غشت المنصرم دون أي اهتمام من قبل  الجهات الرسمية السودانية .
-موقع الشعر المغربي في الخارطة الشعرية العربية؟
 على الرغم من وجود عدة أشكال شعرية لغوية بالمغرب منها الشعر الأمازيغي وشعر الزجل والشعر الحساني والشعر المكتوب بلغات عالمية كالفرنسية والاسبانية والإنجليزية إلا أن الشعر الفصيح داخل الوطن حي يرزق ويمتد نحو بقية أرجاء الدول الناطقة بالعربية بشكل جيد من خلال حصد شعرائه مجموعة جوائز أو مشاركاتهم في عدة محافل شعرية .
-التخطيط الثقافي العربي في مجابهة التحديات غير مواكب للعولمة؟
في الشأن الثقافي ليس هناك تخطيط بمفهومه الصحيح هناك فرقعات يقودها بعض الساسة من هنا وهناك لإثارة الانتباه عندما يحتاجون لهذه الثقافة كمسحوق للتجميل لا أقل ولا أكثر

 


 .
-كل الواقع العربي ضد المبدع العربي من غياب الحرية إلى ضعف الإهتمام الرسمي والشعبي بالمنتج الثقافى؟

هو واقع مر نشهده يوميا ولا يمكننا كسر امتداداته القاتلة بسبب وجود مافيات اقتصادية دولية خلقت لنا مافيات ثقافية محلية هدفها دعم الرديء ومواجهة الجيد  لخلخلة القيم والفكر السليم
 .
-ديوان جنون الصمت عنوان فلسفي ولكن شعريا كيف تقرأ فاطمة جنون الصمت في أزمنة الضجيج؟

لوجود هذا الضجيج القاتل وضعت جنوني في هذا الصمت الشعري الذي حاول تكسير جداري الداخلي فتحول لصمت ناطق ..
-توثيق  حياة وشعراء العرب من انتحر أو كانت حياته مأساة هل الشعر مرادف المأساوية الحياتية؟
 
الانتحار نهاية كل شخص لا يؤمن بقضائه الذي رسمه له الخالق وقد يكون من بين هؤلاء الشعراء أيضا ولا أرى أن الشعر له شيطان الجريمة  بقدرما له ملاك الإبداع والجمال .

 

 

-من خلال التوثيق الذي قمت به لشعراء العالم العربي.. ترى من ترشحين لجائزة نوبل؟
..
جائزة نوبل تقدم لفرد من جنسية معينة لا من عدة دول. وبما أنك سوداني سأرشح  شاعرا سودانيا أراه يستحقها رحمه الله :
التيجاني يوسف بشير