رحيل حسن منصور… وانهيار طود المديح المليح* *بقلم : حاتم السر سكينجو المحامي*
*رحيل حسن منصور… وانهيار طود المديح المليح*
*بقلم : حاتم السر سكينجو المحامي*
بوفاة الخليفة حسن أحمد التوم منصور انهد ركن من اركان الطريقة الختمية ... وانهار طود الْمديح المليح والفصيح ….وتوقف صوت السفينة الصداح …….،غاب ضوء الشمس واظلمت حلة خوجلي... وتناثرت في سمائها النجوم …. انه الموعد المحتوم ليرحل الخليفة بعيدًا عن الخرطوم … لقد كان يرحمه الله ثالث ثلاثة من الخلفاء النجباء الأنقياء الاتقياء ، هم الخليفة عبدالوهاب عبدالغني والخليفة حسن محجوب الحسن ويتوسطهم الخليفة حسن منصور رحمهم الله رحمة واسعة.لقد شكلوا حركة تجديدية في مدرسة المديح والانشاد الختمي الذي كان طابعه الغالب قصائد السادة المراغنة التوحيدية والنبوية . والممدوح عند السادة المراغنة هو سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وتكون سيرته ودعوته وشمائله هي مدار المدح والثناء . الي أن ظهرت مع هذا الثلاثي مدرسة حديثة في الانشاد والمديح حيث عمدوا الي انشاد قصائد ومقاطع شعرية ليست من دواوين السادة المراغنة ولكنها من كلمات وابداع ونفحات خلفائهم ومحبيهم ومريديهم وكان الممدوح هذه المرة هم السادة المراغنة أنفسهم والشعراء هم خليفة الخلفاء عبدالعزيز محمد الحسن الدباغ والخليفة عبدالمحمود حسين والخليفة أحمد سمباي عليهم رحمة الله وكان المؤدي هو المثلث زاهي الاضلاع (عبدالوهاب عبدالغني،حسن منصور وحسن محجوب) ينشدون باصوات فخيمة وروايات جميلة وكان أداؤهم حفظا وانشادا وابداعا تجتمع حوله القلوب وترتاح به النفوس وكنا ننتظره بفارغ الصبر مساء كل جمعة في حلقتهم المشهودة والمحشودة في سوح مسجد السيد علي الميرغني الجامع بالخرطوم بحري وذلك قبل ان يتم افتتاح المسجد ليشنفوا آذان السامعين بمدائح السادة المراغنة ويخلقوا لنا أجواء روحية عامرة بالفرح والتفاؤل كانت تخفف عنا ونحن طلاب نكسة مايو السياسية وما خلفته من أحزان متراكمة واحوال سياسية مضطربة واوضاع اجتماعية بائسة .
الخليفة عبدالوهاب عبدالغني والخليفة حسن محجوب الحسن و الخليفة حسن منصور كانوا عليهم رحمة الله ورضوانه يشكلون مثالاً وقدوة لغيرهم في الأخوة والحب في الله والتعاون على التقوى، ومن المعلوم أجر الأخوة ومنزلتها في الإسلام فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: (قالَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- المتحابُّونَ في جلالي لَهُم مَنابرُ مِن نورٍ يغبطُهُمُ النَّبيُّونَ والشُّهداءُ) نسأل الله تعالي أن يمدد لهم في قبورهم مد بصرهم اللهم أنزل على قبورهم الضياء، والنور، والفسحة، والسرور اللهم أفسح لهم في قبورهم، وأملأها لهم نوراً برحمة منك يا رحمن يا رحيم واختم قولي بالصلاة معظما ايا ربنا صلي وبارك وسلم علي المصطفي والآل والصحب دائما صلاة تفوق المسك عطرا مفخما يطيب بها كل الوجود ويتلالا اللهم صلي وسلم علي حبيب الله .
ختامًا رحم الله عمنا الخليفة حسن أحمد التوم منصور رحمة واسعة وتقبله قبولا حسنا واسكنه الفردوس الاعلى الي جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا واحسن الله عزاء أسرته وأهله وعشيرته وإخوانه في الطريق .(انا لله وانا اليه راجعون )