اسكتشات الحسن بكرى

اسكتشات  الحسن بكرى الضو  سائق حافلة بولمان، من بلدة "شاشينا برة". بولمان الضو به بوق من النوع الذي يصدر أصوات موسيقية حزينة ، الطراز الذي تجهّز به البصات السفرية الكبيرة. يحب الغناء، ويحفظ أغاني الحقيبة كلها عن ظهر قلب، لذا اشترى بوق موسيقي، بصوت خافت قليلا، لحافلته الصغيرة، الخضراء. في شبابه، عزف مطالع أغنيات بحسب نمر مزارع القطن، مطلع لكل نمرة، وأّلف مقاطع موسيقية لحسان القرى من شاشينا برة والدوانيب غربا مرورا بكشامر، شاشينا جوة،

اسكتشات الحسن بكرى

اسكتشات

الحسن بكرى

 الضو 
سائق حافلة بولمان، من بلدة "شاشينا برة". بولمان الضو به بوق من النوع الذي يصدر أصوات موسيقية حزينة ، الطراز الذي تجهّز به البصات السفرية الكبيرة. يحب الغناء، ويحفظ أغاني الحقيبة كلها عن ظهر قلب، لذا اشترى بوق موسيقي، بصوت خافت قليلا، لحافلته الصغيرة، الخضراء. في شبابه، عزف مطالع أغنيات بحسب نمر مزارع القطن، مطلع لكل نمرة، وأّلف مقاطع موسيقية لحسان القرى من شاشينا برة والدوانيب غربا مرورا بكشامر، شاشينا جوة، اللحمداب وكجنة فوق وصولا إلى المسلمية: لحن لحسناء احدة من كل بلدة. في الستينيات، أضاف أغنيات جديدة: جمال دنيانا ونور العين والى مسافرة وأغنيات أخرى عديدة. وبعد ثورة أكتوبر استطاع ترديد موسيقى كّرسها لأحمد القرشى طه وبابكر عبد الحفيظ. لكن قبيل موت الضو بأيام كان البولمان يترنم بلحن قال الضو إنه" مخصوص للشفيع أحمد الشيخ". 

تارنيمو 
في سنوات فتوته، كان بوسع تارنيمو، تعلو وجهه ابتسامة ناصعة، حمل كيسي ذرة يزنان مائتي كيلوجرام دفعة واحدة. ما أن يرمي الكيسين حتى ينتفض زاعقا: 
- تارنيمو قوي! 
أنجبت زوجة تارنيمو لهما سبع فتيات جميلات واربعة فتيان وسيمين. يهتف دائما، يغطي وجهه الحبور، مشيرا إلى بناته: 
- تارنيمو قوي! 
وإلى أولاده: 
- تارنيمو قوي! 
هاجر تارنيمو من بلدتنا بأعقاب إغتصاب أجمل بناته، ماريا، في الغيط جهارا، نهارا. اغتصبها علوب أبور نار، رئيس اللجنة الشعبية. آخر كلمات تارنيمو في بلدتنا كانت: 
_ أرررررررررررب! 
إلى أين هاجر تارنيمو ياترى؟ يقال إنه أقام آخر عمره في مايرنو وإن أولاده وبناته يسكنون الآن أتبرة. 

حسين 
لأنه يعشق التاريخ، تخصص في دراسته بالجامعة. كنا نلتقي في النشاط فيناديني صائحا: موجيك. لماذا أسماني حسين موجيك؟ هو ألطف أصدقائي كافة والآن حين أتذكره لا أشك مطلقا أنه كان ألطف رجل في العالم. بعد التخرج تفرقت بنا السبل فضربت أنا في المنافي وبقى حسين يعمل إداريا لا أعلم أين. قبل شهور صادفت أحد زملائنا فقال مغتما: 
- حسين عذبوه في بيوت الأشباح. 
كيف يعذب أي غول شخصا برقة حسين؟ 
- عذبوه. والله عذبوه. 
حسين عنده قرحة معدة فظيعة. 
- يا خي عذبوه. 
في المؤتمر الأخير كان غائبا. زمان، أيام الجامعة، لا يترك حسين تظاهرة حزبية تمر دون أن يكون حاضرا، فسلام عليك، صديقنا، في الأولين وفي الآخربن.