وَطَنِي أَنَا بَاقٍ هُنَا

وَطَنِي أَنَا بَاقٍ هُنَا الحاج محمد عثمان نقد وَطَنِي أَنَا بَاقٍ فَمِيراثِي هُنا * ولَئِنْ تَلَظّى الوَجْدُ وانتحرَ المُنَى وطني وأحرُفُهُ التي رَقَصَتْ عَلى * شَفَتَيّ صَاغَتْهَا المحافِلُ أَلْحُنَا

وَطَنِي أَنَا بَاقٍ هُنَا

وَطَنِي أَنَا بَاقٍ هُنَا

الحاج محمد عثمان نقد

 

 

 

وَطَنِي أَنَا بَاقٍ فَمِيراثِي هُنا * ولَئِنْ تَلَظّى الوَجْدُ وانتحرَ المُنَى

وطني وأحرُفُهُ التي رَقَصَتْ عَلى * شَفَتَيّ صَاغَتْهَا المحافِلُ أَلْحُنَا

وطني أُرَدِّدُها ولاَ أَمَّلُ وَكَيْفَ لَا * إِنْ كَانَ حُبُّكَ في الفؤادِ تَوَطَّنَا

وطني وأجدادي الذين ثَكَلْتُهُمْ * كَانُوا على الدَرْبِ المُنِيرِ مَآذِنَا

عِوَضاً عن السُقْيَا لأحْلَامٍ لَنَا * فَلَكَمْ سَقَيْنَا بالدمُوعِ الأَعْيُنَا

لا يَزْدَرِي الأقْدَارَ إلا يَائِسٌ * فَمَطَالِبُ الأفذاذِ قِسْراً تُقْتَنَى

كيف استقامَتْ هذه الدنيا لَهُم * وَتَمَايَسَتْ فيها السَّنَابِلُ والسَّنَا ؟

غَنَّى الرياضَ هَزَارَهُ وطيورُهُ * وتَنَاوَحَتْ في وَكْرِنَا وَرِيَاضِنَا

من كان أَوْلَى بالرِّيَادَةِ بَيْنَنَا * من كان ذا مَاضٍ تَوَهَّجَ بالغِنَى ؟

أم ذا الذي أَثْرَى بِلا مَاضٍ لَهُ * أَمْ أنَّه الإِقْدَامُ يَسْخَرُ بِالوَنَى ؟

وَطَنِي أَنَا أَسِفٌ لِمَا آلَتْ إليهِ مِنَ الهَوَانِ المُسْتَفِزِّ ظُرُوفُنَا

هذا الزَّمَانُ المُرُّ جَّرَّعَنَا أَسَىً * صِرْنا كَمَنْ أَلِفَ المِرَارَ فَأَدْمَنَا

وَطَنِي عَشِقْتُكَ مُذْ عَرَفْتُكَ يَافِعاً * والعَهْدُ لِلأَوْطَانِ يَبْقَى دَائِنا

فإذا قَسَوْتُ عليكَ حَسْبِي مُشْفِقاً * أَوَلَيْسَ مَا يُخْزِيكَ يَنْسِفُنِي أَنَا ؟

ماذا يُفِيدُ إذا مَدَحْتُكَ كَاذِباً * وغَدَوْتُ أَهْتِفُ بِاليَبَابِ مُؤَذِّنا ؟

ماذا يُفِيدُكَ إِنْ جَعلتُكَ فِي مَدَارَاتِ الكَوَاكِبِ واقتحَمْتُ بِكَ الدُنَا

ماذا يَنُوبُكَ إِنْ طَرَحْتُكَ فِي الفَضَاءِ مع النُسورِ مُجَالِدأً ومُطَاعِنا ؟

وَمَضَيْتُ للجرحِ القديمِ مُحَاوِلاً * والدَّاءُ كان على الطَبِيبِ تَزَامَنَا

لكنّها الآمالُ تَبْقَى دَائِماً * فَلَعَلَّ فِي العُشْبِ المُبَعْثَرِ سَوْسَنَا

أعْنِي الشَبَابَ سَوَاعِداً وَمَعَاوِلاً * فَخْراً لأمَّتِهِ ذُرَاً وَتَمَدُّنَا

لَوْ أَنَّهُ بِيَدِي صَفَفْتُكَ في مَجَالاتِ الحَضَارَةِ رَائِداً وَمُهَيْمِنَا

لكنما الدُنْيَا تُنَالُ تَدَافُعاً * تَجْثُو لِمَنْ صَنَعَ القَنَابِلَ لَا القَنَا

وطَنِي أَنا باقٍ لِأَرْضِي مُفْلِحٌ * والنِّيلُ يَكْفِينِي غَنَاءً وَغِنَى

وَطَنِي أنَا ثَاوٍ وَأَجْدَادِي هُنا * لاَ أَخْرَسَ اللهُ الحِجَا وَالأَلْسُنَا

هَذَا عِتَابٌ وَالمُعَاتِبُ مُخْلِصٌ * هَذِي عِظَاتٌ لَوْ تُحَرِّكُ سَاكِنا

فَلَرُبَّ صَوْتٍ كانَ أَوْقَعَ فِي النُّفُوسِ إِذَا الْتَقَى مِنْهَا هَوَىً فَتَمَكَّنا

ولأَنْتَ يَا وَطَنِي حَبَبْتُكَ أَوْ سَلَوْتُكَ عِشْتَ أَنْتَ فَلا تَزَالُ المَوْطِنا

فَاسْلَمْ لَنَا أَبَداً أَبِيّاً مُفْتَدَىً * وَلْتَبْقَ يَا وَطَنِي عَزِيزاً آمِنَا

 الحاج محمد عثمان نقد
يونيو 2018