لـو..!

لـو..! حسناء بن نويوة... الجزائر لـو كنتِ مسافة جسدكِ الوقت الذي يلهو؛ أنا المطعون بالغياب.

لـو..!

لـو..!

حسناء بن نويوة... الجزائر

 

 

 

لـو كنتِ مسافة
جسدكِ الوقت الذي يلهو؛
أنا المطعون بالغياب.

كفلّين مقطوع
على يدِّ حطّاب
الوقت القلق/ العابر.

لـو كنتِ خريطة
جسدكِ التّضاريس؛
أنا المشغول بالاكتشاف.

لجسدكِ
تاريخ الدّم والنّار
لي الغربة والأسفار.

أسفار:
تشهد المحطات الصلدة كصخرٍ
كم انتظرتكِ!

جسدكِ يُربك الفراغ
أنا فاصلة
بين خرابين!

جسدكِ
المُكابد
ما أعظمه!

جسدكِ
مطلع أغنية
أنا السابح في حنجرة الأنين.

جسدكِ
مدفأة
أنا المُشتعل بالبعيد.

جسدكِ
فناء واسع
أنا الجالس طويلاً.

جسدكِ سمكة
قطرة اللّيمون أنا
والشّوق كأس مُنعش.

جسدكِ أرجوحة
انتهت عندها طفولتي.

تغيبين وأتمادى في استحضاركِ
أتعكّز طيفكِ لأستدل.

لكِ عذر الغياب
لي علبة سجائر
وأسطوانة مغلولة.

أنتِ
العنق
الرأس
والساق.

أنتِ
البهجة
النّشوة
التّجربة
والإخفاق.

أنتِ
العذاب
المغفرة
الدّهشة
والإغراء.

أنتِ
الحضن
الجلد
الحرّ
والبرد.

أنا المعطف المفتوح كوجودٍ
أُرْخِينِي
لشطحة
غيابكِ!

بِكمْ من الغياب
أستعيد حضورك فيَّ!

كنّـا واحدا
انتعلنا الأيّام السوداء
ا فـ تـ ر قـ نـا.

/* اللّوحة للفنان الفلسطيني محمد الركوعي.