قصر الملك طمبل في قبضة ثعابين النيل

قصر الملك طمبل في قبضة ثعابين النيل محمد نجيب محمد علي يروي أن هذا القصر الذي كانت تحكم منه مملكة أرقو القديمة _ آخر الممالك النيلية في السودان ، قد أسس قبل أكثر من خمسمائة عام ، وكان تأسيسه علي يد الزبير جد ملوك أرقو

قصر الملك طمبل في قبضة ثعابين النيل

قصر الملك طمبل في قبضة ثعابين النيل

محمد نجيب محمد علي

 

 


يروي أن هذا القصر الذي كانت تحكم منه مملكة أرقو القديمة _ آخر الممالك النيلية في السودان ، قد أسس قبل أكثر من خمسمائة عام ، وكان تأسيسه علي يد الزبير جد ملوك أرقو ،ومن بعده تعاقب عليه الكثير من الملوك والعمد .. وكان آخر من سكنه الشاعر السوداني حمزة الملك طمبل الذي رحل عام 1962... ثم من بعده صعدت إليه ثعابين النيل وإستقرت بغرفه وجدرانه التي تشققت مما أصابها ،لتقيم أعراسها في ذاكرة التاريخ .. التي أهملتها هيئة الآثار ، كما قال لنا حفيد الملك أحمد المصطفي الملك ، فأحتمي القصر بظلاله التي تساقطت بعض ظلالها .. وما يزال القصر يمسك ببعض أصابعه  وهو يقف بأنفاسه الأخيرة علي قمة جبل من الطين يعلو الأرض بمقدار نخلتين فارعتين ،وتغازله المياه من جنباته وخصره والخضرة تفرش أثوابها عليه وتمد أياديها وعيونها ، وهناك بقايا سور (عظيم ) .. تتوسطه أربعة طوابي ،كان يقف عليها جيش المملكة يوما ليصد عدوان القبائل الغازية .. وعلي بعد خطوات من القصر ، يوجد جامع المملكة ، والخلوة التي ما تزال تحفظ بقايا بروشها والواحها ومداميك خشبها القديم ، والمئذنة التاريخية بملامحها النوبية الأصيلة وسلالم الصعود


ويبقي هذا القصر  وما حوله من الآثار التاريخية العريقة التي تستوجب التحرك السريع من هيئة الآثار .. قبل أن نقول يوما .. كان هنا قصر تحكم منه مملكة أرقو .. آخر الممالك النيلية .. وفيه  عاش الشاعر حمزه الملك طمبل وكتب ديوان (الطبيعة ) وكتابه النقدي ( الشعر السوداني وما يجب أن يكون عليه ) ...

 


ومملكة أرقو ذاكرة تاريخية سياحية تحتفظ حوائط القصر بالكثير من أسماء من زاروه ودون شك هناك الكثير من الأسرار التي تستوجب البحث وإعادة كتابة تاريخ هذه المملكة من علماء التاريخ ، وحفظ هذه الآثار ورعايتها يجب أن تكون لها الأولوية