فى حوار غير مسبوق أشرقت الفيتوري فى بوح خاص ل(كليك توبرس)

فى حوار غير مسبوق      أشرقت الفيتوري فى بوح خاص ل(كليك توبرس)

فى حوار غير مسبوق

 

 

أشرقت الفيتوري فى بوح خاص ل(كليك توبرس)

 

 

_ إبتسم والدي وهو يستمع إلى شعري وقال لي معقول!!! وإبتسم وشجعني على كتابة أكثر

 

 

 

. _ كان أبي يستيقظ باكرا منفعلا مهموما كأنه لم ينم الليل كله حين تجيؤه حالة الشعر يكتب ويعيد الكتابة ويمزق بعض الأوراق

 

 

_ آخر قصائده (هو ذا انت) و(لماذا) وهنالك بعض المسودات التي لم تنشر.

 

 

 

_تحدث الوالد كثيرا عن السودان بحب كبير واشتياق.. تمنيت أن ازوره فى حضوره. وكان هذا حلمه

 

_ كانت والدتي تشجع الوالد على كتابة سيرته الذاتية وكان يقول لها لو كتبتها سأكون انتهيت من كتابة الشعر لذلك لم يكتبها.

 

_ آخر كلماته قبل رحيله بدقيقة إبتسامة عميقة على وجهه. ربما كان يبتسم مع الملائكة.

 

_حلمي ان اصبح محامية او دبلوماسية كما أراد ابي.. أو أستاذة جامعية للفلسغة والقانون

 

.. القاهرة أبوظبي.. حوار محمد نجيب محمد علي

 

١ / نبدأ بملامح من السيرة الذاتية.

 

 

 لقد و لدت في الرباط في ٤ مارس ١٩٩٧. انتقلنا الى القاهرة من اجل عمل والدي  كدبلماسي،، و نشأت هناك الى ان انتقلنا الى بيروت لنفس السبب. لطالما عشنا محاطين بالشعراء، الادباء، الفنانين، ديبلماسيين، etc. رجعنا الى الرباط حيث التحقت بالبعثة الفرنسية، بثانوية Descartes. كنت اكتب الشعر بالفرنسي حيث تم نشر قصاءدي في مجلة الثانوية. كنت اعشق الادب، الفلسفة، اللغات، الفن، التاريخ و 'humanities'.

بدات الرسم و painting  و درست الرسم مع الفنانة الالمانية-المغربية سعاد گسوس (Guessous) و شاركت باول معرض فني لي في الرباط. بدات ايضا العزف على آلة الHarp. تخرجت من الثانوية في و حصلت على أعلى درجة  في الشعبة الادبية. حصلت على جائزة امتياز و تفوق من طرف وزارة التربية و التعليم الفرنسية و التحقت بافضل prep school program بثانوية Henri IV التاريخية بباريس. بعد سنة بالثانوية التحقت بافضل كلية حقوق بفرنسا، ب Pantheon-Sorbonne Assas حيث درست سنة. لم اكمل دراسة الحقوق هناك لانني لطالما اردت ان ادرش ضمن جامعة امريكية، فالتحقت بجامعة New York University ابو ظبي و نيو يورك. درست الفلسفه و القانون (Dual Bachelor in Philosophy and Legal Studies) و درست بابو ظبي و نيويورك.

 

 

٢/ أشرقت اسمك وهو فعل...  ما قصته.. لابد أن الوالدة والوالد قد رووا لك.

 

 

 

كان الوالدان يعيشان في القاهرة و امي تابعت بصدفة مسلسل تركي كانت فيه شخصية تاريخية اسمها الاميرة اشرقت.. سمع ابي اسمها بصدفة و اعجب به كتيرا و ربما كان يبحث عن اسم فريد...

 

 

٣/ قصتك مع كتابة الشعر. اعرف انك شاعرة... هل قرأ الوالد بعض نصوصك وماذا قال لك.

 

 

كتبت الشعر في سن مبكرة باللغة الفرنسية و نشر في صحيفة الثانوية التي كنت ادرس فيها باقتراح من استاذة الفرنسية انذاك.. كانت انذاك كتابة الشعر هوايتي المفضلة حيث ساعدتني على التعبير على أشياء لم يكن بالسهل ان اعبر عنها، كازمة هوية و الاحاسيس المرتبطة بكوني متعددة الاصول، الجنسيات و الهويات.. كتبت أيضا عن تيمات تتمحور حول النستلجيا، صعوبة الحياة، الظلم، و الميثولوجيا الاغريقية و الرومانية...

بالنسبة لابي، قبل مرضه، في البداية، اندهش و قال 'معقول؟'و ابتسم... ترجمت شعري له و شجعني على كتابة اكثر...

 

 

٤/ ما أكثر الذكريات التي تعاودك وحياتك مع الوالد الاب والوالد الشاعر.

 

 

بالنسبه للوالد الاب، و بحكم عمله الديبلماسي، كنا لا نفترق و كنت داءما معه... اما الوالد الشاعر، فعرفته حين كان يكتب قصاءدة و انا بجانبه معي ورقة و انقل ما يكتبه بدون فهم كل كلمة، و كان ابي، الذي لطالما سميته  'Papito', يبتسم و احيانا يبعدني من مكتبه حتى يستطيع النركيز كليا على كتابة شعره... نشأت و انا ارى منزلنا عامر بالشعراء و الفنانون و شخصيات اخرى، و لاحظت ان الكل كانوا يحترمونه و يقدرونه...

 

٥/ هل لك ان تروين لنا تفاصيل يوم من حياة الوالد.

 

 

اتذكر ان بالنسبة للايام التي كان يكون فيهاا بحالة شعر، كان يستيقظ باكرا، منفعلا، مهموما، و كانه لم ينم الليل كله، و يكتب و يعيد الكتابة ثم يمزق بعض الاوراق على طاولة بجانب فراشه.. تم ينزل المطبخ لياخذ فنجان قهوة، تم يتوجه الى مكتبه و يبقى فية لمدة ساعات... حينما يعود، كنت الاحظ انه مضطرب و قلق... لطالما لاحظت انه قلق الشعر.... ثم نتعشى معا في المساء...

 

٦/ ما آخر قصيدة كتبها الوالد.. وهل هناك أعمال له لم تنشر.

 

 

اخر قصيدة كتبها كانت 'هو ذا انت' و قصيدة 'لماذا'، تم نشرهما في ديوان 'عريانا يرقص في الشمس'.

هناك بعد المسودات التي لم تنشر...

 

٧/ انت سودانية الاب ومغربية الام... بجانب انتماءات أخرى لوالدك ماذا عن تعدد الهويات.

 

 

موضوع تعدد الهويات لطالما كان صعبا و مؤلما بعض الشيء بالنسبة لي... وعيت بتعدد هوياتي حين كنت صغيرة السن.. بعد ان عشنا بالقاهرة و بيروت، انتقلنا الى الرباط بالمغرب، و لم احس بالانتماء حتى ارتدت مدرسة البعثة الفرنسية  و التقيت بتلاميذ اخرين كانوا ايضا متعددي الجنسيات و الاصول، فاستطعت ان ان اتواصل معهم على مستوى نفسي عميق و ان اربط صداقات جميلة جدا ساعدتني على تخطي ذلك الstigma الشخصي اامرتبط بتعدد هوياتي. اظن بان الناس ذات الاصول المتعددة داءما ما يعيشون تجربة الانتماء لبلدانهم بطريقة مختلفة عن بقية الناس.

 

 

٨/ أشرقت.. لم تزر السودان بعد.. كيف ترينه على البعد واحساسك به ورؤيتك.

 

 

لطالما تحدث الوالد عن السودان بحب و اشتياق، فكنت اتمنى ان ازوره في حضوره، و مازلت اتمنى ذلك، و سازوره حين تتاح لي الفرصة ان شاء الله...

 

٩/ هل ترك الوالد وصية قبل رحيله.

 

لم يترك الوالد وصية.

 

١٠ / ماذا عن مكتبة الوالد في المغرب.. ما اغلب قراءاته.. وما اكثر عناوين الكتب.

 

 

ترك مكتبة ضخمة و متنوعة.. كان يقرا كثيرا لشعراء اجانب، خاصة انه تأثر كثيرا بشعر Baudelaire و Rimbaud و روايات Dostoeivski. بالنسبة لشعراء العرب، كان يعشق المتنبي.

 

 

 

١١ / قراءتك للفلسفة والقانون.. هل هي رغبة خاصة ام ماذا.. ولماذا الفلسفة والقانون. هل من علاقة بينهما.

 

 

 تعرفت على الفلسفة حين كنت في اجازة في باريز حيث كنت اقضي كثير من وقتي بالمكتبات. لفت نظري كتاب عن الفلسفة الاغريقية القديمة فاشتريته عن فضول.  عندما قراته، احسست و كان عالم جديد كان ينتظرني و لم اغادر ذلك العالم الى يومنا هذا. دراسة الفلسفة تساعدني ليس فقط على تكوين منطقي، طريقة تفكيري، بل و ساهمت كثيرا على توسيع افقي الفكري و وعيي بان العلم لا حد له و ان هناك اكثر من شيء قد نكتشفه في العالم.. اما بالنسبة للقانون، فلطالما كرهت الظلم، و اردت ان اساهم لتحقيق العدالة، ولو انني اءمن بالعدالة إلاهية. دراسة الفلسفة تساهم على فن الاطروحة و المناقشة التي يحتاجها طالب القانون و الحقوق.

 

 

١٢/ لابد أن وجودك بجوار الوالد في حياته قد اتاح لك لقاد الكثير من المبدعين والشعراء من هم أكثر من تذكرينهم.

 

 

اتذكر الفنان و المبدع الأستاذ منصور الرحباني الذي عزمنا في بيته في لبنان و كاتت امسية مليئة بالشعر و الموسيقى لم تزل في ذاكرتي الى اليوم... اتذكر ايضا الشاعر و المحامي صبري العسكري و الشاعر احمد عبد المعطي حجازي، و الشاعر فاروق شوشة.

 

 

١٣/ ما أكثر قصيدة تحبينها من شعر الوالد.

 

اعشق قصيدة 'معزوفة لدرويش متجول' و حفظتها حيث احب قراءتها من حين لاخر... اعشق انها تناقش الحب الصوفي الاهي، خاصة ان تجربة الوالد الصوفية جزء من كيانه و هي التفاتة اعمق الى الداخل و اشد التصاقا بالروح. فجدي كان خليفة خلفاء الطريقة الصوفية العروسية الشاذلية الاسمرية  و انا درست الفلسفة العربية فربما ذلك ايضا جعلني احب هذه القصيدة اكثر.

 

 

١٤/ هل لك ان تروين لنا تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته... اخر ما قاله لك.

 

 

لحظات والدي الاخيرة تالمني كلما تذكرتها...كنت اقضي معه كل وقتي بعد رجوعي من المدرسة و كنت اقرا له القرآن و كان يشد على يدي و كانه يقول لي ان الله معك و شجعني على الاستمرار في تحقيق احلامي.. قبل موته بدقائق و نحن في المستشفى، ابتسم الوالد، و لن انسى تلك الابتسامة الجميلة، لم استطع تفسيرها، لعله كان ربما يبتسم الى الملائكة، و بعدها بدقيقة توفي، رحمة الله عليه.

 

١٥ / هل حدثتك الوالد عن السودان.. ماذا كان يقول لك.. عنه...

 

 

كان يتحدث عن السودان بشغف و كان جزء من كيانه خاصة الفترة التي عمل فيها كصحفي هناك و كان من احلامه ان ازور السودان معه، لانه لطالما احس بالانتماء لهذا البلد العريق.

 

 

١٦/ السيرة الذاتية للوالد هل من اتجاه لكتابتها... وهل كتب هو شيء فيها.

 

 

فبل مرضه، كانت والدتي تشجع الوالد على كتابة سيرته الذاتية و كان يقول لها دائما '' اذا كتبت سيرتي، ساكون انتهيت من كتابة الشعر''، لذلك لم يستطع كتابتها...

 

 

١٧/ أشرقت ماذا عن أحلامك... ورؤيتك للمستقبل.

 

 

حلمي ان اصبح محامية  و ان شاء الله لم لا دبلماسية كما اراد الوالد. ربما ان اصبح ايضا استاذه جامعية للفلسفة و القانون ان شاء الله.