الملفات الثقافية والمنابر العامة مابين الشمولية

الملفات الثقافية والمنابر العامة مابين الشمولية

*الملفات الثقافية والمنابر العامة مابين الشمولية "١"
والانتقالية١٩٨٩_ ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م....
*عامر محمد أحمد حسين..
"كان من المفترض تقديم هذه المساهمة في منتدى ابناء كوستي بعد غدٍ السبت إلا لظروف تتعلق بهم و لمشغوليات الاستاذ صلاح النعمان فإن المساهمة لن تجد طريقها  لذلك فقد رايت نشرها، وفيها قراءة للمشهد ذاتياً وموضوعياً، لتجربة في الملفات ،والعمل العام متمثل في المنابر الثقافية.. كان العنوان من جانبهم عن "الملفات والمنابر" واضفت له  "الشمولية والانتقالية"ولابد من تقديم .الشكر لمنتدى ابناء كوستي وللصديق القاص والناقد صلاح عوض الله النعمان على حسن ظنه بمساهماتنا القليلة في هذا المجال  .و مانراه من تغولات السياسي "قديماً وحديثاً"   يجد مساحة و احداث اقعدت بكل دعوة صادقة للنهوض ..
تبدو المفارقة في مقاربة العنوان ،واضحة جلية إذ تدخل سنوات اخيرة داخل سنوات الإنقاذ ،وبالتالي تبدا ارهاصات السؤال ماقيمة السنوات مابين ٢٠١٩_٢٠٢١م؟؟..وهل يمكن اعتبارها سنوات انتقال من حالة الشمولية إلى بدايات نسيم الحرية والتغيير وتحقيق احلام اجيال ،صبرت الصبر كله، وجاهدت الجهاد كله ،من اجل بزوغ شمس التغيير الديمقراطي، والدولة المدنية؟ ومن نافلة القول التأكيد بأن جيل مابعد الاستقلال، كانت نفس الاسئلة مطروحة عليه وحاول الاجابة عنها ،وتمت  هزيمته وتحول من بعد ذلك إلى التعرف على "ذاته وهويته " على خفيف خوف الفتنة، ولكن اجيال مرحلة الإنقاذ ومابعدها اي مرحلة السقوط للمشروع الحضاري كانت في مواجهتهم اعاصير، وزلازل، وبراكين سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وتحولت كل مساهماتهم  خارج السياق السلطوي إلى  درجة مقاومة ووعي مبكر بان السودان يستحق الافضل ، ومع قسوة الواقع استثمر، هذا الجيل الوقت في القراءة ،والكتابة، وزيادة المعرفة ،وانفتاح على العالم، في ظل حركة تغيير شاملة شملت كل اركان الدنيا،،وتسببت في ظهور تيارات كتابة جديدة  وحركة نقدية، حاولت تلمس الطريق، و واقامة بناء  مختلف، وكان لابد من وجود نقد ادبي، يحتاج مع التراكم الى التمحيص والفحص، من اجل ان لاتصبح الساحة بوابة" استسهال" الكتابة وتغبيب الوعي، من خلال كتابة ضعيفة لاتضيف للتراكم، بل تتحول الى خصم عنيد، يسعى لابعاد كل كتابة جادة لصالح ماهو ضعيف وهش..
*الملفات الثقافية..
كانت فترة الإنقاذ الابلغ في وصول مسار الانسان السوداني إلى مرحلة ليس بعدها من شئ ماعدا العودة الى باحات التذكر والذكريات مماخلق حالة" النواح الطويل " والقول: كنا وكنا وكنا. ولكن الصحيح اننا مثل كل المجتمعات الخارجة من الشفاهية الى التدوين ،وهي مجتمعات ساهم الاستعمار في هشاشتها ،والدولة الوطنية في تهديم الهشاشة وتحويل الحالة الهامشية الى" هامش ومركز "وبدلا من السباق نحو الحداثة تحولنا الى صراع حول التحديث، وقضايا الكهرباء ،والمياه ،والصناعات الصغيرة، فأغتربت ارواحنا واقتربنا من حافة المعرفة وليس المعرفة..
الاعزاء والعزيزات ..
الحالة الثقافية هي انعكاس للحياة الاجتماعية والسياسية ،والاقتصادية ،ولذلك لابد من قراءة الفترة الماضية، بروح تسامح كبير، وعدم الركون إلى حالة التشظي الراهنة ،فاصل الداء يكمن في غياب سؤال الكتابة ،وليس سؤال النقد، ولكن هل كل هذه الاسئلة التي  طرحناها في نقاشاتنا الماضية والراهنة والمستقبلية من نشاط ومشاركة في الصحف السياسية والملاحق الثقافية والمنتديات الثقافية لمايقارب او يزيد عن عقدين من الزمان خرجت بالآتي:
١/النشر الصحفي ظل يمثل التاريخ ،والذاكرة للأجيال المتعاقبة، منذ بداية عصر الصحافة الورقية، المرتبط تاريخيا بعشرينيات القرن العشرين، وجثوم المستعمر على ارض الوطن. ومحاولاته العديدة من اجل خلق جيل موالي ،وهي محاولات تجد بصمتها في ارشيف الصحف وهناك بصمة واشراقات هناك وهنا ذات علاقة بالكتابة الادبية، ولم يكن سؤال النقد مطروحاً كما يطرح اليوم .هذه الفترة ظهرت فيها ملامح للكتابة احتضنتها الصحف، ومجلات متخصصة لم يكتب لها الاستمرار، ولكنها تحولت إلى حالة تأسيسية يقاس بها الكتابة احيانا، واحيانا اخرى تاريخ النشر، وبداية التعرف على الكتابة الجادة. ومن هنا يمكن التأكيد على ان آفة كل المؤسسات الصحفية والدوريات في عدم الاستمرارية والتدخلات السياسية، ويجتمع قلم الرقيب مع توجسات المستعمر، وهواجس الحكومات الوطنية الشمولية..وللتعرف اكثر على هذه النقطة الجوهرية تتمثل في النظر للمؤسسات، التي نشأت خارج سقف السلطة، وقاومت.وهي محاولات ورغم تعثر تجربة منبر نادي القصة القصيرة السودانية مثلاً :إلا انها كانت من انجح التجارب الشبابية، واكثرها عمقاً وكان يمكن ان يتحول النادي إلى مؤسسة ثقافية، ولكن بنية التأسيس، ومحاصرة الواقع، وازمات الاعضاء واختلاف منهج التفكير، ومغالبة الحياة العامة مابين لقمة العيش، والتفرغ للمؤسسة، ساهمت بشكل كبير في تغييب التجربة، وان كان هناك من يسعى لأعادة التاسيس من جديد فإن العلة  تكمن في تغيير الاجيال ،والاستعداد الفطري، والمكونات الثقافية لكل فرد من المجموعة الاولى لذلك لست بمتفائل ولانقول الإ بالتوفيق ولكل مجتهد ثواب التجربة..
*نواصل..