التشكيلي الجزائري العالمي شمس الدين بلعربي ..السينما تحتاج امكانيات..وهوليوود وظفت سياسيا اكثر من فنيا..

التشكيلي الجزائري العالمي شمس الدين بلعربي

..السينما تحتاج امكانيات..وهوليوود وظفت سياسيا اكثر من فنيا..

*رحلتي طويلة وقاسية ووصفت بالجنون ووصلت الي ما اريد

تختلف تجربة الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي عن غيرها من التجارب لفنانين ومخرجين عرب عملوا في هوليوود وكانت تجاربهم تختلف من فنان لآخر.الفنان الجزائري دخل من بوابة البوستر-لافلام عالمية وقصته تتلخص في الموهبة والذكاء والاصرار على هزيمة المستحيل.

.كليك توبرس /محمد نجيب----عامر محمد احمد             .. ملامح من السيرة الذاتية. والمصاعب التي واجهتك في بداية الطريق...؟

إفي البداية كنت اعيش في قرية صغيرة في مستغانم غرب الجزائر

  كنت ارعي الغنم مع خالي رحمه الله و بينما كنت امارس مهنة رعي الغنم في سن الخامسة كانت تمر بجانبي صفحات الجرائد و كانت تجذبني الصور البراقة لنجوم السينما فالتقط هذه الجرائد من علي الارض و اتمعن فيها و ارسمها بالعود في الرمال و عندما بلغت سن السادسة انتقلت الي المدينة لكي ادخل الي المدرسة و في المدرسة بدأ المعلمون يكتشفون موهبتي و بدات اعطي الأهمية لمادة الرسم اكثر من باقي المواد مث الرياضيات والفيزياء

و لكن انا من عائلة جد فقيرة و اضطريت الي التوقف عن الدراسة و الخروج الي الشارع لامتهان الرسم كحرفة مثل تزيين المحلات التجارية و الديكور لكن الشارع قاسي جدا

و تعرضت للاستغلال من قبل عديمي الضمير الذين امتصوا طاقتي الفنية و في بعض الأحيان كنت اعمل عند أشخاص و عندما اطلب اجر مقابل عملي كنت اتعرض التهديد و كنت صغير انا ذاك فكنت اعمل تحت أشعة الشمس الحارقة و احمل السلالم الحديدية و انا ضعيف الجسد حيث أن الشمس كانت تسخن السلالم الحديدية فاحملها بحروق في يدي

و عندما كنت اريد ان اخبر الشرطة يهددونني ، و العكس صحيح كنت التقي مع ناس اعتنو بي و قدموا لي يد المساعدة 

و كنت امر بجانب قاعات السينما اشاهد الافيشات و صور الضخمة لنجوم السينما  عند ابواب القاعة

و عندما اعود الي البيت ارسم كل ما شاهدته علي اوراق الرسم .

و المشكلة اننا كنا نعيش في بيت واحد نطبخ فيه و ننام فيه و أكنت ارسم في وسط هذا الضيق و ارسم بصبر

زد علي ذلك البيت كان مكسور السقف جزئيا و كنا نعاني في فصل الشتاء

و أتلفت الكثير من رسوماتي بسبب المطر

*/ تعريف البوستر الفني؟

يعد البوستر الفني من الفنون المرئية، وهي الفنون التي نطلق عليها في عالمنا العربي اسم الفنون التشكيلية، أي تلك الفنون التي يتم تلقيها عن طريق حاسة البصر

مكن تعريف ملصق الفيلم بأنه مساحة من الورق مطبوعة تعلن عن فيلم.

ورغم تعدد أنماط الفيلم إلى ثلاثة أنماط أساسية، هي: الروائي، والتسجيلي، والتحريكي؛ إلا أنها تحتاج جميعاً إلى التعريف بها والترويج لها من أجل أن يسترد المنتجون، على الأقل، أموالهم التي صرفوها لإتمام جميع خطوات تنفيذ الأفلام، بل من المفروض أن يحققوا أرباحاً تشجعهم على خوض تجربة إنتاج أفلام جديدة، حتى تستمر صناعة عمل الأفلام. لذا فإن ملصقات الأفلام تعتبر هي أهم وسائل الدعاية للأفلام.

هذا الفن كانت بدايته في الغرب

أصبح تصميم الملصقات شائعا عند الفنانين الأوروبيين في القرن التاسع عشر. ففي حوالي عام 1866، بدأ الفنان الفرنسي جول شيريه بإنتاج أكثر من ألف ملصق ملون كبير الحجم، باستخدام الطباعة الحجرية الملونة التي كانت حديثة الاختراع. وفي التسعينات من القرن التاسع عشر، اكتسب الفنان الفرنسي هنري دو ـ تولوز لوتريك شهرة بسبب تصميماته الجميلة الواضحة للملصقات التي صممها للمسارح وقاعات الرقص. وصمم عدد من الفنانين في القرن العشرين ملصقات تم جمعها على أنها أعمال فنية.

ويرى احد المختصيين العرب في هذا الفن أن الفضل في صناعة الأفيش في الدول العربية و  مصر  و العراق و سوريا بالتحديد بحيث أن هذه الدول اعطت الكثير لهذا الفن و بالنسبة لهذا الفن في الغرب يعد اليونانيين هم قامو بتطوير فن الأفيش إلى مستويات عالية، إضافة الى أن هؤلاء حملوا تلك الصناعة من بلادهم، وكانت لهم علاقة قوية بفني التصوير الفوتوغرافي والرسم. ومن هذا المنطلق بدأ هؤلاء الذين كانوا في البداية يتمركزون في الإسكندرية بمواكبة ذلك الفن الجديد

و مع مرور الزمن طغت التكنولوجيا الرقمية علي السينما في ايامنا بقي المتحف هو مكان الافيش المرسوم بالطريقة التقليدية

*/كيف وصلت الي هوليوود؟

عندما  أتلفت الكثير من رسوماتي بسبب المطر

  بدأت أفكر ارسال أعمالي الفنية الي الخارج

و فعلاً ارسلت كل الرسومات الي شركات الانتاج السينمائية عن طريق البريد

و بدأ الناس ينعتونني بالمجنون و لكن اتكلت علي الله لانه هو من اعطاني هذه الموهبة و واصلت المثابرة و العمل و لكن مرت السنوات و  لم اتلقي اي رد

و واصلت العمل في الشارع لكن بسبب المشاكل تأثرت صحتي

و  دخلت في مرحلة صعبة جدا و بدات اعمل في المعامل و تاثرت صحتي و دخلت المستشفي مدت ثلاثة أشهر.

و بعدها بدأت حالتي في التحسن

حتي جاء يوم تلقيت فيه رسالة من منتج ارجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود و عرف بأعمالي في الأوساط السينمائية و بدأت اتلقي الطلبات من المخرجين و المنتجين و عملت الكثير من ملصقات الأفلام العالمية

أذكر منها

The News.. و Honor و Garra Mortal و Bucks of America

 و الفيلم الوثائقي الكبير Chinese Hercules The BOLO YEUNG Story

 شاهد أعمالي الممثل   JIMMY GOURAD فاتصل بي و وعدني بتكريم خاص

و دعاني الممثل الهوليودي الشهير  TONG POO الذي يعتبر من أساطير هوليود و له افلام شهيرة رفقة روجي مور و آخرين و اتفقنا علي مشروع عمل

و بعدها جاء وفد من خبراء سينمائيين  الي الجزائر و كان رئيس الوفد الممثل العالمي   RAMDAN GOURAD RAMDAN حيث كرموني في حفل كبير علي أساس  اخر  افريقي و مازال يصمم

 ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق الرسم و الفن التشكيلي

و تم تسجيل إسمي في القاموس العالمي للسينما العالمية IMDB

كما  تم تسجيل قصة حياتي الي جانب عمالقة السينما العالمية  في كتاب أصدرته مؤسسة هوليود         العالمية .*/ هوليوود ظلت عصية على العالم العربي ،بل هناك كتاب ونقاد ومفكرين يضعونها في خانة الاعداء لماذا؟

السينما هي صناعة قبل ان تكون فن  و أقصد هنا ديناميكية الإنتاج من أجل المال و الاستثمارات التي ضخها أعداء العالم العربي في هوليود هي من جعلتهم يتحكمون في مواضيع و سيناريوهات الأفلام المعادية للعالم العربي و من هنا أقول أن يجب علينا استثمار حقيقي في السينما الترويج لثقافتنا العربية و الإسلامية لكي تبرز فكرنا العربي و الاسلامي الذي يحمل المحبة و السلام الي كل العالم و افضل دليل علي ما اقول هو فيلم الرسالة للمخرج مصطفى العقاد رحمه الله

*/ هناك افلام عديدة يمكن تصنيفها في خانة للضد لثقافة وقضايا العالم الثالث لماذا تنحاز هوليوود ضد الانسان غير الاوروبي لسيطرة جهات محددة ايدلوجيا ضد العرب ام انها صناعة السينما ومطلوبات الجمهور..صورة الشرق في عيون الغرب ؟

هنا أقول بحكم تجربتي أن هوليوود وظفت سياسيا واقتصاديا أكثر من توظيفها فنيا لأن الأفلام التي تعادي قضايا العالم الثالث و العرب بشكل خاص ، من الناحية الفنية نجدها مذهلة و من ناحية المضمون نجدها مزورة و مشوهة الحقيقة ، بهدف غسل الأدمغة و السيطرة على عقول الشعوب .

*/ لديك تجربة مختلفة في الوصول الي هوليوود والآن هناك مخرجين وممثلين عرب وافارقة  وآسيويين في صناعة السينما الامريكية كيف ترى مساهمة هؤلاء في خلق واقع مغاير لما هو سائد عن بلادهم وقاراتهم ؟

هناك من الممثلين و المخرجين  العرب و الأفارقة من قبلوا بالكذب و التزوير ضد ثقافتهم و مجتمعهم من أجل المال و المصلحة الشخصية و هناك من رفضوا ادوار تشوه الصورة الحقيقية و هناك من استثمروا في إنتاج خاص و كانوا أحرار و قدموا الحقيقة و قدموا اروع نماذج العرب في افلام هوليوودية و عالمية

*/ هل توجد صناعة سينما عربية او افريقية؟

يوجد الطاقات الهائلة و الأفكار المذهلة في افريقيا و العالم العربي تنتظر الفرصة فقط و الاستثمار الجاد

 *السينما تحتاج الي امكانيات وكادر مؤهل اين موقع سينما العالم الثالث  والسينما الجزائرية خاصة في هذا المبدان الفني المهم والمؤثر كأداة من ادوات المعرفة والتثقيف؟

السينما العربية و الجزائرية قطعت أشواط كبيرة جداً من النضال لإخراج ما لا تستطيع التعبير عنه إلا بالتكاتف و تضافر الجهود التي هي نادرة لإنتاج افلام بسبب بعض الذهنيات التي يجب علي القائمين على الثقافة في هذه البلدان أن تعمل علي ندوات ومؤتمرات لتهيئة الأجواء و المناخ لكي يؤمن المستثمر بأهمية السينما للإنتاج و التطوير و تقدم و الازدهار و جلب السياح و نعش شبكة الاقتصاد