الحاصل علي منحة الصندوق العربي لرعاية الثقافة والفنون الكاتب أيمن بيك

الحاصل علي منحة الصندوق العربي لرعاية الثقافة والفنون الكاتب أيمن بيك إعداد د/إسراء الأمين الريس في الكتابة لا يوجد الكثير من النصائح فقط اقرأ واكتب ولا تستعجل النشر أيمن محمد بيك قارئ وكاتب، وباحث عن ما يرضيه ولا يضر أحد. في اعتقادي ان القارئ الجيد.هو مشروع كاتب .. هل كان للقراءة دور في دفعك نحو التعبير بطريقة الكلمة الساحرة؟

الحاصل علي منحة الصندوق العربي لرعاية الثقافة والفنون الكاتب أيمن بيك

الحاصل علي منحة الصندوق العربي لرعاية الثقافة والفنون الكاتب أيمن بيك
إعداد د/إسراء الأمين الريس

في الكتابة لا يوجد الكثير من النصائح فقط اقرأ واكتب ولا تستعجل النشر

 

 


أيمن محمد بيك قارئ وكاتب، وباحث عن ما يرضيه ولا يضر أحد.

في اعتقادي ان القارئ الجيد.هو مشروع كاتب .. هل كان للقراءة دور في دفعك نحو التعبير بطريقة الكلمة الساحرة؟
لا أعلم إن كانت كلماتي ساحرة فعلاً، لكني بدأت القراءة منذ سن مبكرة، وكما يفعل الجميع، كنت أقرأ مجلات الأطفال المشهورة، ماجد والعربي الصغير وميكي وغيرها من المجلات، كانت تجربة فريدة وممتعة، قبل أن نخرج إلى عالم الكبار، ونشاركهم العمل، وبالفعل لولا ذلك المخزون الذي اكتسبته عبر السنوات، لما كنت قد كتبت شيئاً.


لماذا لم تتجه لعلم السياسة والاجتماع وفضلت دراسة الهندسة؟
ذات يوم، عندما كنت طالباً في الثانوية، سمعت تصريحاً تلفزيونياً لوزير الطاقة يقول: الكهرباء هي بترول السودان القادم، ظلت تلك الكلمات تداعب أذني وقلبي، حتى جاء اليوم الذي كنت أحمل فيه قلمي وأدون اسم كلية الهندسة الكهربية على كراسة الرغبات.
أي أن اختياري للهندسة جاء بدافع الطمع، والبحث عن الثروة التي سيدرها علي بترول السودان القادم، لم يحدث ذلك حتى الآن بالتأكيد، ولست نادماً على اختياري، أعتقد نوعاً ما أن الكهرباء هي بترول السودان القادم، وإلى ذلك الحين..

ماهي الدوافع التي جعلتك تختار طريقة الكتابة الساخرة؟
قرأت الكثير من الكتابات، لكن كلها لم تدخل السرور إلى قلبي، عدا تلك التي تحمل طابع السخرية، والكوميديا اللطيفة، كانت هذه الأشياء لها مفعول السحر عندي.

 

 


حدثنا عن بداياتك الفعلية مع الكتابة.
بدأت الكتابة بصورة جادة في بدايات عام 2012، بدأت بكتابة المقالات الساخرة، نشرت بعضها في مجلة حكايات، وبعضها في الفيس بوك، كانت متواضعة بعض الشيء لكني معجب حتى الآن بتلك المقالات، وأعتبرها إرث أعتز به ما حييت.
ثم انتقلت سريعاً جداً إلى كتابة القصص، حيث وجدت راحتي التامة، وما زلت حتى الآن أكتبها، وحتى إذا انتقلت لكتابة الرواية، لن أترك كتابة القصص.


كيف تقرأ تقييم الأقلام السودانية الشابه؟
بعيدا عن المشاكل الكثيرة التي تواجه الكتاب السودانيين عموما، والتي تواجه الشباب منهم خاصة، فالسودان يذخر بأقلام مميزة، وظهر ذلك من خلال توثيقهم الجمالي لثورة ديسمبر، وما تبعها من أحداث عظيمة حتى اليوم.
يستطيع الشباب أن يكونوا أكثر تأثيراً بالالتفات قليلاً إلى العالم، يجب أن لا تسيطر الكتابة المحلية على كل الساحة، يجب أن يكون لدينا أدب موجه لكل العالم، هكذا فقط نستطيع أن نضع بصمتنا.

 

 

ما هي نوع الكتب التي تواظب على قرائتها؟
أحب كتب الأدب عموماً، أحاول كثيراً تنويع قراءاتي، لكن الأدب يسيطر.

من هم الكتاب الأكثر تأثيراً عليك؟
أنا مغرم بالأموات، أحتفي بهم دائماً، لذلك من النادر أن أقرأ لكاتب على قيد الحياة، وهذا ما يجعل قائمتي المفضلة من الكتاب مليئة بالأموات.
كنت وما زلت أحب تشيخوف، وأرفض حتى الآن أن أقرأ كل أعماله دفعة واحدة، أخشى أن تنتهي ولا أجد ما أقرأه له، فأعاني خيبة الأمل ذاتها التي عانيتها عندما قرأت للأب الروحي للأدب السوداني، الطيب صالح، أذكر أنني بعد أن أكملت قراءة جميع أعماله، ظللت أبحث عن المزيد من رواياته في الأسواق، رغم معرفتي التامة بأنني قرأت كل رواياته، كان يداعبني أمل أن أجد له عمل منسي.
كذلك أعشق كارلوس زافون، وكنت أستغرب لماذا أحبه وهو حي، حتى أعلنت وفاته قبل أسابيع فارتحت قليلاً.
ويظل الكاتب الساخر جعفر عباس، له مكانة خاصة عندي، حيث أنني أول ما قرأت المقالات الساخرة قرأت له، وقلدته عدة مرات في كتابة المقال قبل أن أكتب القصة، أتمنى له عمراً مديداً.


نصيحة تسديها للشباب فيما يتعلق بالكتابة؟
في الكتابة لا يوجد الكثير من النصائح، سوى اقرأ واكتب باستمرار، ولا تستعجل النشر، فقط.

يتجلي للقارئ تأثرك بالادب الروسي وخاصة الكاتب انطون تشيخوف .. ما تعليقك؟
في العادة أنا كل قراءاتي أكاديمية، بمعنى إنني أقرأ النصوص لأشرحها، وأفهم كيف كتبت، وما التقنيات التي استخدمها الكاتب، وهذا شيء أفعله لا إرادياً، حاولت محاربته مراراً وكلني فشلت، لكن عندما أقرأ لتشيخوف فأنا أقرأ لأستمتع فقط، هذا جعلني أزداد تعلقاً بتشيخوف يوماً بعد يوم.


برايك هل للمسابقات دور لايصال للعالمية؟ وما تقييمك لها وما يندرج تحتها من القيمة الأدبية.
المسابقات الأدبية تضيف الكثير للكاتب، بل كذلك تساهم في انتشاره، كل من يقول عكس ذلك فهو لا يعرف الكثير عنها، لكنها تظل مجرد باب، لن تدفعك إلى الأمام، وإنما ستمر خلالها نحو حلمك، العالمية تحتاج للكثير من الجهد، الكثير من الكتابة، والظهور الإعلامي كذلك مهم.

 

أيمن صائد جوائز ماهر .. حدثنا عن أهم الجوائز التي حصلت عليها والتي تطمح اليها؟
أطمح للفوز بكل الجوائز الأدبية حول العالم، ليس لأني أبحث عن المال فقط، وهذا هدف أعتبره نبيلاً لأقصى حد، ولكن لأن هذه الجوائز تحفذني معنوياً، التنافس بين البشر هو غريزة قديمة، وليس فيها ما يعيبها طالما إنها شريفة، وطالما إنها تدفع الناس إلى العمل.
كانت جائزة الطيب صالح للقصة، التي يقدمها مركز عبدالكريم ميرغني، أهم جائزة شاركت فيها، رغم أنني لم أحصل على المركز الأول، ولكني أعتز دائماً إنني كنت واحداً من المكرمين فيها، وهي تمثل لي الكثير كونها ارتبطت بكاتب السودان الأول الطيب صالح، وأطمح مستقبلاً للفوز بشق الجائزة الثاني، جائزة الرواية، هذه واحدة من أهداف حياتي التي أوليها أهمية قصوى.
كذلك أعتز بفوزي بالمركز الأول في جائزة محمد سعيد ناود، والتي تقدم لكتاب القصة من دول القرن الإفريقي، وهي جائزة مخصصة لتخليد روح الكاتب الإرتري سعيد ناود أول من كتب الرواية العربية في إرتريا.

 

 


وأين أشيائي .. محصلة الأعوام الثمانية حدثنا عن التجربة؟
بدأت كتابة هذه المجموعة عام 2012, وحينها لم تكن سوى نصوص متفرقة، نشرت الكثير منها على مواقع التواصل، وقد وجدت تفاعلاً جيداً، لكن لم أفكر قط في جمعها داخل كتاب، إلا عندما رأيت ذات يوم إعلاناً لمنحة آفاق، وهي منحة نقدية يقدمها الصندوق العربي للثقافة والفنون في لبنان، فقمت بجمع القصص الأكثر أهمية داخلم ملف واحد، وكانت تزيد عن السبعين نصاً، وأرسلتها للمنحة ونسيت أمرها، لأتفاجأ بعد شهور بإيميل يبشرني بفوزي بالمنحة، وعلى الفور قمت بطباعة المجموعة في كتاب ورقي، كانت تجربة جميلة، رغم أنها متعبة، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الكتاب.


الطابع الفكاهي والساخر هو الذي يسود اجواء  المجموعة القصصية، ولا يغيب المشهد السياسي المبطن في الغالبية العظمي .. كيف كان تأثيرها علي القراء خصوصا وإن أغلب القصص نشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي قبل الطبع وكيف كان تأثير ردود الافعال علي بقية القصص؟
أنا أحب أنا أدلي بدلوي في السياسة، لكن لا أحب المباشرة، فكانت غالب القصص ذات الطابع السياسي، تأتي في قالب مختلف عن المعتاد، فأنا لا أناقش الأفكار السياسية بطريقة مباشرة، إنما أناقش تأثيرها على قرية بعيدة ونائية مثلاً، وكيف تغير سكانها من تجارة الذهب إلى تجارة البطيخ، ولماذا لا ينمو البطيخ في القرى المجاورة، ذلك الأسلوب أعجب الكثيرين، خاصة وأن مواقع التواصل تضج بالكثير من التحليلات السياسية، يحتاج الناس إلى التغيير.

ماهي مشاريعك القادمة؟
أنا لا أتوقف عن الكتابة بصورة يومية، لذلك مشاريعي يومية ولا تتوقف، ومتى ما أحس أن ما أكتبه يستحق النشر سأنشره مباشرة.