موسم الهجرة وهجران الموضوعية.

موسم الهجرة وهجران الموضوعية.

 موسم الهجرة وهجران الموضوعية.

 عامرمحمد أحمد حسين.

الإهداء:

الأخ والصديق وإبن العم عاصم الصويم " حفظه الله "  .

 تحت عنوان : " رواية  موسم الهجرة الى الشمال ، للمبدع السوداني  الطيب صالح ؛  كتب كاتب جزائري  من وهران في ٢٣_اغسطس ٢٠٢٤ ، سقط إسمه من ناسخ المنشور في قروب شهير على الفيسبوك ، وأتمنى ان يصل إليه ويجده بخير .. 

   ومن نافلة القول التذكير بأن المحبة أو الدهشة ، والكتابة عن نص في قامة موسم الهجرة إلى الشمال، يحتاج منك مع المسؤولية الإبتعاد قليلاً او كثيراً عن الصخب ، وبعيداً عن أي نوع من أنواع الإستجابة لتوضيح ما إغتم عليه ، و قد حاول كاتب المقال تمريره ، بحشد المفردات وإطالة الشرح بتقديم و تأخير  وتبرير  وتجسير  للخروج من تفسير ملك عليه نفسه وتحول إلى قناعة ويقين لديه وهو هنا ؛ لايبعد كثيراً ممن يرسم في الهواء مربعات ويجدها في الأرض مثلثات ، فتصيبه الحيرة والإرتباك  ، و لا يسعى إلى  دس السم في الدسم ، بل إلى  دس النص الخالد في قالب مجاني  يحيطه بالإشادة والتبجيل والحب  ، فإن القراءة الذكية لاتحتاج إلى "التغليق__ الإشارة الى حجارة، وقوالب اسمنتية الحروف _ و النظر الفاحص ولفحص المقولات ،  وفرزها قبل اشاعتها ،وهدهدتها ،

بالحروف المنمقمة ،

المنغمة ، في موسيقى البهتان العظيم ..  

  يقول كاتب المقال : "نشرت الرواية سنة 1966،  في مرحلة بداية تشكل الوعي العربي الحديث بعد حروب التحرير ، و هي تخوض في عوالم الصراع  بين العالم الغربي و الشرق ، ممثلة في شخص " مصطفى سعيد " الطالب من قرى السودان ، الذي يغزو الغرب بعلمه ، ليصبح من كبار مفكريه و منظري الفكر الأكاديمي به "  .

وقد  يندرج القول هذا تحت مدارج الإبتسار والبسترة في حالة غش اللبن داخل  مزرعة هوى النفس ، بشراكة من التعب الشديد والإجتهاد 

ولكل مجتهد نصيب .        فإن تركيبة" مصطفى سعيد" لم تقفز في الهواء ،وبالتالي تحولت إلى الأكاديمية ، ولكنها من النص وفي النص ، شهدت منذ الطفولة  سلب ا"لحرية "واستلابه من أرضه وواقعه ، وزرعه وسط واقع ، لم يختره ، والدليل عودته إلى الوطن ، احتضانه النهر الخالد للابد ..  ان كونية رواية " موسم الهجرة إلى الشمال " تتمثل في النص المتجاوز للعادية ، نصاً وحساً ، واحساساً ، بمآلات الروح المقيدة بقيود استبداد المستعمر 

وإعادة الروح المستبعدة  والمستعبدة إذ فيه ؛ حيز الزمان والمكان يتحول  الى شهودية ، تفتح المغاليق ، وتكسر القيد ، وحيث الطلاقة هي حرب الكاتب ، والنص ضد حضارة المستعمر ، و وحشيته . ولعل في إستمرار  الإبتسار آفة من آفات وأمراض الكتابة  المنقادة وهي غير الناقدة  والتحصن في حصن الحكم المسبق..

ستظهر أحكام مسبقة ولاحقة على شاشة الموسم وطائر الهجرة ، مثال قول كاتب المقال : "" مستر سعيد ، لعنة الله عليك " ، هي لازمة الرواية و خاتمة العلاقات التي تجمع ( مصطفى سعيد) بفتيات أوروبيات في لندن ،  فبمجرد أن ينلن وطرهن من مصطفى سعيد ينتحرن تاركات خلفهن كلمات اللعنة ، 

و هو اللغز الذي يسعى الكاتب إلى تفكيكه و إعادة تركيبه عضوياً ، لعله يضع حداً لمفهوم الشرق و الغرب ، بإحلال التفاهم و الحب مكان الكره و السيف _ المقال" يستلف صاحب المقال  من اللعنة ، رسالة صوتية  من فتيات أوروبيات غربيات ، ضحية للبطل الخارق _ الفحل _ والسؤال :اللعنة على مستوى القراءة والكتابة الفنية بمعنى تحول الأدوات النقدية الى حالة "نفسو سردية" في حالة وجود هذه اللعنة ، أو عدمها أو في  الحالة الأرخميدسية - وجدتها  وجدتها اللعنة - هل وجدت أن اللعنة مقابل الفعل هي التكفير عن الإستعمار ومن ثم تحضيره من التحضر وليس الجلب بالقهر و تم  إستعماره ،  فأنتقم من الإستعمار في بناته ، والرد إن قمن بلعنه 

و " يادار ما دخلك شر " هل وجدت فيما كتب الطيب صالح بطيبته أنه  يخلق من بطله الخارق ، الجسر ويهندسه في حالة سرير مع غربية _ تنتحر ،  بعد أن تنال من البطل سعيد ، سعادة مؤقتة يعقبها موت مأساوي : يا للفظاعة_ باستلاف مقولة الكاتب الروائي السودان الراحل عثمان الحوري _ يا للفظاعة _ والغرابة والدهشة ، كيف يتورط صاحب المقال في هكذا قراءة لرواية في حجم 

" موسم الهجرة إلى الشمال " ؟ 

يقول كاتب المقال "فبمجرد أن ينلن وطرهن من مصطفى سعيد ينتحرن تاركات خلفهن كلمات اللعنة ، و هو اللغز الذي يسعى الكاتب إلى تفكيكه و إعادة تركيبه عضوياً ، لعله يضع حداً لمفهوم الشرق و الغرب ، بإحلال التفاهم و الحب مكان الكره و السيف _ المقال"  والسؤال عن اللعنة بلعنة " اللغز الذي يسعى الكاتب إلى تفكيكه وإعادة تركيبه عضوياً ،  من خلال عضوية "مصطفى سعيد" في نادي الفحولة الشرقية ، لذلك تنتحر " الرقة الغربية" ، في مقابل التوحش الشرقي / العربي / الافريقي  ، ويمحو من الذاكرة الغرب الإستعماري الإستغلالي ، ونموذج الإستيطاني في الجزائر  والنحو  بقربان من ضحايا "سعيد"  التعيسات  ، و من نافلة القول إن العام ١٩٦٦ هو عام صدور الرواية و مرور "عشرة اعوام "على استقلال السودان ، وقبل عام واحد من" نكسة العرب ١٩٦٧ "  وكل ضحية من ضحايا مصطفى سعيد ، وصويحباتها يرفلن في ثوب التسامح ، تعبيراً عن تضحيتهن بالروح ، لكي يكفرن عن الذل والإذلال من لصوص الإستعمار سراق عمر الشعوب المستعمرة ومواردها...اللعنة.. 

يقول الكاتب للمقال :  

" ان الرواية تنظر للغربي بأعين المشرقي ، و للمشرقي بأعين الغربي، انها استشراق معكوس ، و رؤية من الداخل ، فهل المشرقي هو عطيل دائماً ؟ آلة للإشباع الجنسي ، أليس في هذا تجني على ماض ضارب في الحضارة؟؟ - المقال  " ولعل معكوس قراءة الكاتب الغريبة ، هو تماماً رؤية الرواية وخطابها ، وبهذا الإزدواج اللفظي في وضع المشرقي مكان الغربي والغربي مكان المشرقي تكتمل لدى الكاتب للمقال ؛ الإزدواجية في النظر ،  وتغبيش المنظار في منظور التشبه  المخلوط بظواهر عبثية مليئة  بالهواجس والظنون ! وهي ظنون مركبة ، ومرتبكة  وهذه القراءة الظنية من الأخ الكاتب الجزائري  وبهذه الكيفية الذرائعية ، ترسل من بعيد رسائل ملغمة لامكان لها في الإعراب وإن حاول بعض النقاد ان يرسلها في بريد الرواية كسلاً عقلياً وحسداً من عند أنفسهم والأخ الجزائري براءة من قراءات لنقاد عرب للرواية لم تكن منصفة.. والطيب صالح بعبقريته وجد مع الحب والتبجيل كذلك الحرب والحسد والغيرة ..  ويضيف كاتب المقال " و هل الغربي في مرآة المشرقي مجرد فتاة لعوب نسترد منها نحن المشارقة ما فقدناه أمام جحافل جيوشهم و عظائم مفكريهم ، فإخضاع بنات الأصفر لفراش الجنس هو إسترداد لكرامتنا المنهوبة لسنوات طوال؟؟؟ " 

 سأتجاوز عن قلة أدب كاتب المقال وقلة الأدب في الأدب _ نقص علم، ونقص معرفة ، ولبس بمفهوم الجنس ، وإختصار الرواية كلها في سرير الغريبة الغربية . 

وأستخلص : هل الغربي في مرآة المشرقي مجرد فتاة لعوب ، نسترد منها نحن المشارقة ما فقدناه أمام جحافل جيوشهم ، و عظائم مفكريهم" ؟ والسؤال في حالة الفلسفة والحياة في ظل انسداد الأنف ، بسبب سوء تفاهم بين المشرقي ومرآة الغربي وهزيمتنا امام جحافلهم قبل دخول ضحايا  مصطفي سعيد إلى غرفته ، والموت منتحرات وينسدل الستار بأن هزيمتنا معرفية ، و أن مصطفى سعيد والراوي العليم هما سبب كل هذه السنوات من الإرتداد في ظل ظروف غامضة من اجل أن يأتي المخلص لنا بعد أن  عبث بنا الطيب صالح وبطله ودنسا حضارتنا القديمة بتقديمها في صورة البروفايل القبيح للغرب وهو يقرأ الرواية ويهتف : انظروا لهذا التوحش ، والوحشية والشهوانية  و الهزيمة المعرفية و الأخلاقية كيف أننا هزمناهم في كل ضروب الحياة ولم يجدوا غير بناتنا البريئات لكي يكفرن عن نبوغنا وعلمنا . ومايراه  " سيئات حضارتنا"  المتوحش الشرقي / العربي / الافريقي ، وبما أنهن فقط مسرودات في رواية لكي يكتمل عندهم الحقد بالتدوين ونحن أهل الحضارة وكيف فشلنا مع مصطفى سعيد و٤٠٠ مليون عربي وافريقي ، علينا أن نتركهم في كهوف النسيان ، وحينما يأتون إلينا هرباً من الإستبداد ولايستخدمون ضدنا سوى سلاح شخصي  عاجر عن بلوغ  التحضر ،والحضارة ،  وإذا لم يجد المرأة / القربان ، فإن الخيار لديه هو عملية إنتحارية ، وبذلك ينتقل الإنتحار من فتيات مصطفى سعيد إلى المهاجر البئيس الضائع ، المتوحش ...

يشير كاتب المقال إلى الآتي : "هذا العمل هو جدلية توصيفية لعلاقات إنسانية من عوالم مختلفة ، و أنها لتذكرنا برواية " الحي اللاتيني" لسهيل إدريس ، و الرغبة في كنه الإختلاف بين الأوروبي و العربي بصفة خاصة _ المقال  " . والسؤال ماذا يعني كاتب المقال ب ".هذا العمل هو جدلية توصيف لعلاقات إنسانية من عوالم مختلفة ، و إنها لتذكرنا برواية " الحي اللاتيني" لسهيل ادريس " ؟! 

يا راجل ..طبعاً كثير من النقاد ، أو بعضهم عندما عجزوا عن القراءة الذكية ، لهذه الرواية العظيمة ، اخذوا يبحثون عن أي رواية تدور في فلك الغرب والشرق ..قالوا تأثرت برواية " أديب" لعميد الأدب العربي الراحل طه حسين  ، ثم صمتوا .. وأخذوا يبحثون عن" توفيق  الحكيم:" وقالوا : لا" اديب :ليست الرواية التي تأثرت بها" موسم الهجرة إلى الشمال" بل "رواية" عصفور من الشرق" ثم صمتوا.. وحتى يفتحوا أبواب الكلام هتفوا : وجدناها ، وجدناها..

رواية " قلب الظلام " والحي اللاتبني وبعض منهم قال : ألف ليلة وليلة ..ياسلام.. !

يقول كاتب المقال : "في الرواية توصيف لحياة الريف السوداني ، رؤاه في مسائل الوجود ، عاداته و تقاليده ، الأمر الذي يجعل من الرواية مبحثاً انثروبولوجياً و سوسيولوجياً ، ناهيك عن أدبية الأدب و ترقرق شاعرية اللغة العربية عبر جزالة السرد و بعده عن الشكلية المفرطة و الغموض المصطنع ." ويضيف كاتب المقال : "الرواية منفتحة على القراءة و التأويل النقدي ، اذ يمكن مقاربتها بعديد المناهج النقدية و التي من أبرزها المنهج النفسي خصوصاً ( اليسار الفرويدي) أو المنهج المادي الجدلي كما رآه ( جورج لوكاتش) ، ولا أعتقد أن  مقاربة تفكيكية بنيوية يمكن أن تضيف للقارئ شيئاً ذا بال ، كون هذه الرواية محملة بأبعاد إيديولوجية و تاريخية تستعصي على المناهج الإجرائية ذات البعد الشكلي_ كاتب المقال . "  والفقرة الاخيرة في المقال ، تصطف مع  المقولات في صف طويل من أجل أن ترنو  إلى المقدمة والوسط ، في أحكام صادمة تنفي كل ما ختم به المقال او الفقرة التي سبقت الختام في مستخلص من القراءة وفق تأويلات خاصة عند الكاتب أراد ان ياتي بها ،  ويعرضها فإذا ماوجدت التصويب إحتكم إلى ماختم به ، ولكن ماهي الأيديولوجية التي  ذكرها  في المستخلص 

 من اقوال " المقال " وفق تراتبية البنية الأساسية التي قادته ككاتب  لكل ماقادته إليه ، في يقينية تعنيه هو فقط ، وهو فرحان ، بأن ماصنعه هو القراءة الذكية لهذه الرواية العظيمة. ؟؟؟