كتاب

كتاب تنبيهات وإشارات في معجم تيمور الكبير للدكتور عمر شاع الدين الخرطوم – كلبك توبرس  – عامر محمد أحمد حسين صدر عن دار المصورات للنشر في الخرطوم كتاب تنبيهات وإشارات في معجم تيمور الكبير" للناقد والعالم اللغوي السوداني الأستاذ الدكتور "عمر شاع الدين" ويقع الكتاب في "242" صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على مراجعة "الجزء الثاني من معجم تيمور الكبير, ومراجعة الأجزاء الثالث والرابع والخامس من المعجم الكبير, بالاضافة الى فهرس للمفردات والمصادر

كتاب

كتاب
تنبيهات وإشارات في معجم تيمور الكبير للدكتور عمر شاع الدين
الخرطوم – كلبك توبرس  – عامر محمد أحمد حسين

 

 

 

 


صدر عن دار المصورات للنشر في الخرطوم كتاب تنبيهات وإشارات في معجم تيمور الكبير" للناقد والعالم اللغوي السوداني الأستاذ الدكتور "عمر شاع الدين" ويقع الكتاب في "242" صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على مراجعة "الجزء الثاني من معجم تيمور الكبير, ومراجعة الأجزاء الثالث والرابع والخامس من المعجم الكبير, بالاضافة الى فهرس للمفردات والمصادر. ويقول البروفيسور يوسف الخليفة أبوبكر في تقديمه للكتاب "ولعل ما يهم القاريء السوداني خاصة والعربي عامة إشارة الكاتب الى وجود هذه المفردة أو تلك في العامية السودانية أو النوبية وذلك بصفته متخصصاً في العامية السودانية ولم يكتف شاع الدين بإبراز الأخطاء بل غاص في المعاجم العربية وأستل منها ما جعله أصلاً للكلمات العامية التي وردت في معجم تيمور الكبير وأشار الخليفة الى أن العلامة "شاع الدين" كان في رأيه محايداً ومحافظاً فلم يفرض آراءه, بل كثيراً ما شفع رأيه بقوله "ربما" أو قبل الرأي الآخر "على مضض" أو بعبارة "ما أغنانا عن التركية ما دامت في العربية". وفي مقدمته لكتابه أوضح البروفيسور شاع الدين "أنت تلمس جلياً ذلك العمل الشاق الذي تكبده العلامة حسين نصار في تحقيق معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية فقد كان صادقاً عند نقله في الجزء الأول لنا بعض المشاق, وهذا يفهم بداهة إذ في الحسبان أن توخي المنهج الصارم ما كان مألوفاً وقت كتابة ولذا كان مجهود التحقيق قد كابد هذه المشاق كيما يرقى بالمعجم درجة رفيعة تسهل على مطالعه والباحث فيه أن يتحصلا المراد في يسر. لا أريد أن أشغل بال القاريء بالكلام عن جدوى دراسات العامية وقد كان مصدر شك وقلق لحين من الزمان, يتبادر أنها كيد يريد أن تحل العامية محل الفصحى, استهدافاً في البداية للقرآن الذي ليس بذي عوج والآن نرى أن أقوى الجهود في هذا المضمار تريد أن تقرب العامية من الفصحى أملاً في "التفصيح" ثم تسعى لدراسة التأثيل وتطور الدلالة والدخيل وغير هذا ما يجد في العاميات تجربة ثرة فاعلة تفيد كثيراً في الدراسات اللغوية ومدى هجرات القبائل. ويشير "شاع الدين" الى "لقد لفت نظري أن العلامة قد اعتمد كثيراً على مصادر فاقت غيرها مثل ابن اياس وابن بطوطة في رحلته والأصفهاني في الأغاني والجبرتي الذي رأيناه يأخذ عنه الكثير ثم خطط المقريزي وشفاء الغليل للخفاجي ثم القلقشندي في صبح الأعشى. أما المعاجم فقد استعان بالقاموس المحيط أكثر من لسان العرب. ثم نجد في الفهارس. نداء البائعين وهو ينقل لنا أنواع الأطعمة والأشربة في دعوات مستطابة تفتح الشهية, ومن المجهود الطيب في الفهارس ما نقل لنا من مظاهر المولد والمواسم ونجدها غالباً اضراباً من العادات والتقاليد شائعة في أنحاء الوطن العربي سوى القليل الخاص بالحياة الشعبية في مصر, مثل وفاء النيل والنداء به, ثم شم البطيخ وسبت النور وخميس الرز وتقبيل خف جمل المحمل. ويضيف الدكتور "شاع الدين" "وقد وجدت الفهارس نقلت لنا ألفاظ ما يتم في الأعراس من الاحتفالات وقد بلغت 46 لفظاً وفي كل لفظ أن تجد حكاية لتقاليد كانت شائعة في الأعراس مثل زيارة الضرة لمنع الغيرة ثم السرقة من جهاز العروس وعدم الزواج في "المحرم" والتختروان وهو الهودج. ولكم سعدت بفهرس الخرافات فقد كان غنياً وطريفاً وقد بلغ عددها "74" خرافة مثل أكل الرغيف من وسطه والتوكؤ على عصا للغاب مما يورث الفقر وكسر الجرة وراء الضيف وكسر الكعك لإطلاق المسجون. ومن الممتع جداً ما نقل لنا الفهرس من ألفاظ التفاؤل والتشاؤم مثل عد الأشخاص والنظر في المرآة ليلاً والكنس ليلاً.
مراجعة
قال: آف: للثعبان الكبير الذي أتى عليه زمن طويل وللأنثى: آفة. ومن الأمثال صحن كنافة وجبنة آفة, أي ثعبان كبير ولعله محرف عن أفعى.
قلت: كيف سمينا الثعبان الكبير آفة هل للصوت يصدر منه. قال تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً" سورة الإسراء الآية "123" أم لقدر الضرر الذي يصيب به. وفي اللغة الآفة: الداهية وفي الأمثال: كل آفة عليها آفة: أحسب من الصواب الذهاب لمعنى الداهية فهي أوسع في معنى الضرر من الثعبان. قول العلامة تيمور لعله محرف عن "أفعى" لا يجد قبولاً, وهذا يدفعنا للجزم أن "آف" بمعنى ثعبان كبير من المجاز. ثم الصيغة "آفة" مؤنثة بينما "آف" للثعبان: مذكر. لا أظن اللغة هنا تسعى لتحديد ذكورية الثعبان. الراجح أن الذي دفع تيمور لأنثوية "آفة" هو أن يلائم أنثوية أفعى. وفي اللغة الأفعى: أنثى والأفعوان: ذكر الأفاعي.
قلت: لو جاز لي الاجتهاد أقول لعل آف للصوت الصادر من الثعبان مثل الفحيح والكشيش وفي عامية السودان نقول لنوع من الحيات يصدر صوتاً وشواشة, ذلك لصوتها: وش وش. قال: بلص: بلصة: أي عراه ونهبه ولم يبق معه شيئاً.
قلت: لا نعرف هذا المعنى في كلامنا – وأحسب أن أكثر العاميات العربية لا تعرفه – ولكن الشائع في المعنى الرشوة.
بلصة: أعطاه رشوة. وأهل العراق يقولون: بلصجي للمرتشي. قال د. حازم البكري في الألفاظ العامية الموصلية إنها آرامية شائعة في سوريا والعراق.
قلت: والسودان.
قلت: لو أردنا تقارباً ما بين المعنيين: "نهب وأعطى" لو جدنا ذلك ميسوراً إذ العطاء هنا يقارب الأخذ ما دام لغرض أو أن العطاء يعقبه أخذ وهو لا يتم إلا به. وفي اللغة بلص الرجل من ماله: أخذه وتبلصه: أخذه في خفاء. ومعنى الخفاء هو مفتاح المعاني – فكلها لا تتم إلا به ولذا نجد في عامية السودان: البلاص: الواشي. ونعلم أن هذا يتم في خفاء.
قال: تكتك: من البرد: أي عرته قشعريرة لعله من إصطكت أسنانه. أي قالت: تك تك.
قلت: كلام العلامة يوحي أنه يجعل: تكتك من إصطك وعندما يذكر تك – تك يجعلنا نرى أنه يريد لفظ الاصطكاك ومعناه. نحن لا نجد مراد تيمور ميسوراً أنظر في اللغة كأنه يطأ شوك أو نار: مولدة – وهذا يقرب معنى القشعريرة والإضطراب وربما يوافق هذا اصطكاك الأسنان التي تصدر صوتاً تك.. تك.. بمثلما نقول: الساعة تكتكت: تك.. تك.
نحن نقول لقشعريرة الجسم من البرد: كتكت ولا أجد صوتاً هنا كما للأسنان, يكتكت من البرد ولكن أصل "كت" لغة يحتاج للصوت: كت الكلام في أذنه. كت البعير: صاح, كتت "القدر" غلت وأصدرت صوتاً. وقد وجدت صاحب المنجد من كلام مصر: الكتيت: صوت غليان القدر.
كتاب تنبيهات وإشارات في معجم تيمور الكبير للأستاذ الدكتور عمر شاع الدين به متعة كبيرة لما بذله فيه من جهد وتشابك وفك تشابك, بين العامية والفصيح والدخيل وللدكتور شاع الدين دراسات في اللغة والنقد ودراسة العامية السودانية, منها "قذاذات وجذاذات" "جزءان" كتابات فلكورية – دراسات في الألفاظ والتعابير الشعبية – المناقرات – خلافات ومراجعات في العامية – السدرة – شذرات من لهجة أهل السودان.