زمن الديم

زمن الديم زائر الليل عامر محمد أحمد حسين كان اليوم( الخميس ) وإجازة رسمية وفرحة بإنتهاء العام الدراسي وظهور النتائج والإنتقال إلي فصل جديد من فصول المرحلة الدراسية ،الطقس مثل طقس كل عام حار صيفا وحار شتاءا وحار ( باللفة ) واللفة

زمن الديم

زمن الديم

زائر الليل
عامر محمد أحمد حسين

 

 

كان اليوم( الخميس  ) وإجازة رسمية وفرحة بإنتهاء العام الدراسي وظهور النتائج والإنتقال إلي فصل جديد من فصول المرحلة الدراسية ،الطقس مثل طقس كل عام حار صيفا وحار شتاءا وحار ( باللفة ) واللفة،  هنا ليست لفة الكلاكلة حيث الجوار السكني حاليا ، ولكنها لفة الربيع ،  إذ لا يأتي  إلا غبارا عالقا، ويستمر مع الصيف إلى وصول الخريف . قال لي خالي (صديق عبدالكريم ) سينما  النيل الأزرق تقدم هذه الأيام فيلما رائعا ورائقا كما أخبرني أحد الأخوان وأنت في إجازة وأنا في إجازة عن العمل ليلا عبر آلية الزوغان المعروفة والمألوفة من دكان جدى لأمى المرحوم عبدالكريم محمد عبدالكريم وكان الخال صديق في موقع محبة لذلك فإن العقاب لن يتجاوز السؤال عن الجهة التى ذهب إليها .. النيل الأزرق لمن فاتهم رؤية الأمكنة ومعرفة الأزمنة ،سينما أسرة ،( يعني ) تدخلها أنت وأسرتك ولن تصلك  إلا رائحة القرنفل  وعطور باريسية غير مغشوشة. و عطر الكلام الجميل  والذوق الرفيع والوجوه الباسمة. ومايعكر الصفو قبل الوصول،  في تلك الأيام وجود دولة عميقه تسعى حثيثة   لإفشال الديمقراطية ، للوصول إلى كرسي الحكم عبر آلية (دس السلع في جراب التاجر الطماع ) وبعد أن حكموا وفشلوا يسعون من جديد لاعادة الحكاية القديمة .. المواصلات صعبة جدا ورخيصة جدا ،البنزين مستورد وفيه شح،  ومدعوم  ايضا.  ...الديوم (قريبه )،جدا للخرطوم ،وما تأخذه الآن من زمن في البحث عن المواصلات،  وتوقف الحافلات في الشارع لإنزال الركاب  ، كنا نمشيه ( كداري ) ولا يقابلك في شوارع المدينة،   سوي أهل البلد،   ومن لجأ للديار خوف بطش حكوماتهم،  وثوار أرتيريا  ومعارضين لحكام في بلادهم. كانت الخرطوم ملاذا آمنا،  وجميلة، ورشيقة، وفي عينيها بقية من دلال ودلع.  وسكان المنطقة ، هذا( عم أحمد )وتلك (حبوبتي النعيمة) ، وذاك (حسن عطا المنان) ، والناس كلهم أهل ، لا أحد يذكر  قبيلته ولا يسأل عنها ( يعمل بيها شنو ؟) والخالات من الجهات  (الأربع )خالاتك،  والعمات عماتك ، ويخاف من الخطأ أمام أعمامه في الشارع أكثر من أهله في البيت ...
وصلنا إلي السينما وكان عنوان الفيلم ( زائر الليل ) فيلم يحكي عن مأساة إنسان تنكر له حتي أهل بيته ،وأدخلوه المصحة وكان يخرج ليلا  بطريقة مذهلة لينتقم منهم فردا فردا ، إنتهي الفيلم وخرجنا كان ذلك اليوم آخر عهدي بالسينما إذ أصبحنا علي ( بيان ) جديد ، وآخر صورة في مخيلتي للسينما صورة البطل وهو يضحك عند إكتشاف أمره علي يد ببغاء كان يعرفه أيام عزه مع أهله ، ودخل الببغاء في معطف في البيت لشدة برودة تلك  الليلة.   وأخذ البطل المعطف كي يكون شاهدا عليه ، بأن لا جريمة مكتملة وكذلك هي الحياة لا حياة مكتملة فرحتها،  تخلو من كدر وعنت،  وإعلان طواريء وحظر تجوال،  وبيان رقم واحد..