قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز طريق الجوع (The Famished Road) تدور أحداث القصة في قرية أفريقية لم تتم تسميتها في الرواية و تحكي عن الطفل (أزارو) وهو طفل روحاني أو(أبيكو) وهو مصطلح يستخدم لوصف طفل مقدر له أن يموت قبل بلوغه .

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز

طريق الجوع     (The Famished Road)

 

 

 

تدور أحداث القصة في قرية أفريقية لم تتم تسميتها في الرواية و تحكي عن الطفل (أزارو) وهو طفل روحاني أو(أبيكو) وهو مصطلح يستخدم لوصف طفل مقدر له أن يموت قبل بلوغه .

منذ صغره عرف (أزارو) وعائلته بأنه طفل روحاني . كانت مقدراته الروحانية تتجلى في عدد من الطرق بما في ذلك أحلام حية يمكن من خلالها رؤية المستقبل . كثيرا ما كان (أزارو) يرى الأرواح وهي تتفاعل مع العالم المادي . تلك الأرواح كانت تدعوه إلى ترك جسده لفترات طويلة من الزمن  حيث يبدو وكأنه  قد مات . في إحدى المرات داخل تابوت استيقظ (أزارو) من الموت بعد أن اعتقد والديه بأنه قد مات. هناك طقوس روحية مصممة لكي  تقطع علاقته مع عالم الأروح ولكن والدا (أزارو) لم يستطيعا معرفتها. مع مرور الوقت كبر (أزارو) و فهم المزيد عن مقدراته. ذات يوم تملكه هاجس دفعه إلى الفرار من المجمع السكني لعائلته مما دفع والديه إلى تعقبه . بعد لحظات  اندلعت النيران في ذلك المجمع . بعد إلقاء القبض عليه من قبل مجموعة من الكهنة الذين كانوا يأملون في تسخير مقدراته لأنفسهم هرب (أزارو) إلى منزل ضابط الشرطة. هناك شاهد روح نجل الضابط الميت التي حاولت امتلاكه  . لحسن الحظ  وصلت والدة (أزارو)  في الوقت المناسب وأنقذت ابنها . بينما كانت عائلته مستمرة  في الكفاح من أجل كسب عيشها  أقام (أزارو)  صداقة مع مدام (كوتو) مالكة الحانة المحلية التي غالبا ما كانت تطعمه عندما لا يستطيع والديه شراء الطعام . بعد أن علقت مدام (كوتو) تعويذة سحرية تعرف باسم " الصنم " عند مدخل حانتها  لاحظ (أزارو) بأن تلك التعويذة كانت تجذب أنواع عديدة  من الأرواح الشريرة والغريبة. إستطاع بالكاد أن يهرب من تلك الأرواح  قبل أن تستحوذ عليه ثم ضل طريقه وأصيب بالملاريا . بعد العثورعلى طريق عودته إلى المنزل والشفاء التام سرق (أزارو) تعويذة الصنم  مما دفع  تلك الأرواح الشريرة لان تلاحقه . بعد أن تمكن من تفادي ملاحقتهم دفن تعويذة الصنم  على أمل في طرد الأرواح الشريرة . مع بدء موسم الانتخابات جابت الأحزاب السياسية المتنافسة الشوارع في سيارات وهي تقوم بالدعاية من خلال مكبرات الصوت. عندما وزع حزب الأغنياء حليبا ملوثا على السكان ومرض بسببه الناس انتقم أهل القرية بمهاجمة إحدى عربات الحزب وضرب من بداخلها وإشعال النار في السيارة . (إرميا)  وهو صحفي محلي نشر صورا لذلك الحادث فاضطر للاختباء في منزل عائلة أزارو لتجنب رجال الحزب الذين أرادوا قتله . إن الفصائل السياسية كانت أقرب إلى عصابات الشوارع المتنافسة من الأحزاب التقليدية وفي حالة  دعم المواطن لحزب ما يمكن أن يلجأ رجال الحزب المنافس له إلى التحرش اللفظي أو الاعتداء الجسدي على ذلك المواطن .  بعد أن أعربت (كوتو) عن دعمها لحزب الأغنياء تضائل عدد مرتادي حانتها . قبل فترة طويلة بدأ البلطجية والبغايا في تخويف العديد من رجال الشرطة . بينما كانت تتضخم ثروة كوتو انزلقت عائلة (أزارو) عميقا في العوذ المالي  . خلال موسم الأمطار  تسربت المياه من سقف منزل عائلة (أزارو)  لمدة أسبوعين متتاليين  وكاد السقف أن ينهار . على الرغم من ذلك رفع مالك المنزل قيمة الإيجار بعد نزاع مع والد (أزارو) . تأقلم الوالد على قضاء المزيد من الوقت في  حانة كوتو حيث خاض مشاجرات جسدية بسبب النزاعات السياسية . في تلك الأثناء لا يزال (أزارو) يعاني من الأرواح الحاقدة  بما في ذلك شبح له ثلاثة رؤوس كان غاضبا منه لرفضه الإنضمام اليه  . ذات يوم قامت الأرواح بخداع (أزارو) وحطم نافذة منزل رجل أعمى فقام والده  بضربه بعنف انتقاما للرجل الأعمى . سئم  منه والده و سمح (أزارو) لنفسه بالانجذاب إلى عالم الروح و انضم الى الشبح ذي الثلاثة رؤوس . بمجرد دخوله في ذلك العالم سمح لنفسه بغضب بأن ينغمس هناك الى ما لا نهاية لكن تمكن والديه من اخراجه بمساعدة بعض أطباء الأعشاب . بدأ والده  توجيه عنفه إلى ممارسة الملاكمة و في ذلك منفذ صحي لغضبه  أسلم من ضرب ابنه أو الدخول في معارك مع البلطجية في الحانة .  سرعان ما أصبح مهووسا بالملاكمة وتوقف عمليا عن العمل تماما . أطلق على نفسه لقب النمر الأسود وبدأ في اكتساب سمعة في المجتمع كملاكم مشهور .  بعض أعداء النمر الأسود جلبوا له رجلاً ضخما يدعى الفهد الأخضر لتحديه في قتال . راهن النمر الأسود بكل أمواله على نفسه و بالكاد تمكن من هزيمة الفهد الأخضر في نوبة شرسة. نجى النمر الأسود من الموت  بصعوبة  وقضى بضعة أيام في غيبوبة يعاني من روحه . عندما  فاق وتعافى قرر ترشيح نفسه  لمنصب سياسي . واجه النمر الأسود معركة أخرى في حانة مدام (كوتو) وهذه المرة ضد رجل يرتدي بدلة بيضاء . بعد أنتحمل العديد من الضربات العنيفة نزع  النمر الأسود بدلة خصمه البيضاء وكشف عن روح غريبة ومرعبة . بينما كان الحاضرون يغادرون في رعب قام النمر الأسود بضرب تلك الروح  ثم عاد إلى المنزل متألما من لكمات تلك المعركة. نام لمدة ثلاثة أيام وهو يقاتل أرواح أخرى شريرة داخل رأسه. عندما استيقظ النمر الأسود بعد أن هزم كل الأرواح الشريرة أصبح (أزارو) أخيرا في سلام  ولم تعد تتملكه وتعذبه تلك الأرواح .

 

 

 

(طريق الجوع ) رواية للكاتب  النيجيري (بن أوكري) تم نشرها عام 1991 و هي روايته  الأكثر شهرة  وحصل مقابلها على  جائزة "مان بوكر" المرموقة للأدب الخيالي و قد كانت الملهمة لأغنية " تلاشي يا روح الطريق" التي تؤديها فرقة "راديوهيد" الانجليزية.

إن الرواية هي قصة هلوسة مع صور مذهلة لكل من عالم الأرواح والعالم المادي الحقيقي . إنها رواية أفريقية متميزة اعتمد فيها الكاتب على الخدعة لتلعب دورا فارقا إذ تمثل حالة خاصة من الدهشة وإبداعا نثريا خالصا وفريدا ليس له مثيل في أعماله الأخرى يتضح في سلسلة من الحركات الصوتية المتقطعة السريعة والهادئة في آن واحد . تتميز لغة الرواية بالبساطة والوضوح والشفافية والتصوير الدقيق لعالم غارق في الفساد السياسي .                   

 

   

عن الكاتب :

الكاتب (بن أوكري) يعد واحدا من علامات الأدب الأفريقي والذي أسهمت كتاباته في خلق واقع جديد أظهر الثقافة الأفريقية وأدبها على المستوى العالمي.  ولد (بن أوكري) عام 1959 بمدينة في شمال نيجيريا ثم غادر إلى العاصمة البريطانية لندن مع أسرته  ثم عاد الى نيجيريا في عام 1968. انشغل في أعماله الأولى بثيمات العنف السياسي متأثرًا بما عايشه بنفسه في بلاده خلال أحداث الحرب الأهلية هناك وعمل محررا للشعر بمجلة "وست أفريقيا" في الفترة من عام 1983 حتى عام 1986 .عمل بهيئة الإذاعة البريطانية بين عامي 1983 و1985 وعُين عضوا بقسم الفنون الإبداعية بكلية ترينتى في كمبردج عام 1991 وهو العام الذي فاز فيه بجائزة "مان بوكر" البريطانية عن روايته الأشهر (طريق الجوع) .يؤمن  (بن أوكري) بأن المبدع في حاجة دائمة للمعاناة لأنّها تقدّم له مادة غنيّة في مختلف مجالات الحياة كالكتابة والرسم والموسيقى وبالتالي هي جزء مهم من الفن ويعتقد بأنَّه ليس من الممكن لأي إنسانٍ أن يكون حيادياً أمام ما يتعرض له في الحياة إذ يجب أن يكون لكل موقف سياسي وبعض الأفكار حول الكيفية التي نريد الحياة عليها حيث إننا عندما نكون حياديين فهذا يعني أن نسمح للحياة أن تسير بالشكل الذي هي عليه بكل سلبياتها وسيئاتها ما يعني أن نناقض أنفسنا بالموافقة على ما نرفضه ولذا لا يمكن لأحد أن يكون حيادياً فمن المهم أن نختار كيف يجب للحياة أن تكون وأن يستخدم كل منا صوته وموقفه السياسي ليجعل ذلك ممكناً . (ظلال و أزهار) و (الحب الخطير) هي أيضا من رواياته المشهورة .