رماد الماء رواية التباينات والمفارقات

رماد الماء رواية التباينات والمفارقات أسماء سعيد إذا كانت الدهشة من إرتداء (فلوباندو) الفستان ذا الورود الكثيرة ، ونقوش الطيور وهى تمسك بيد (مسز جين ) هو ماجعل اهل القرية يحولون إسمها من (باندو) المطر الى (فلباندو) ، الزهور كثيرة المطر ، إذا مالذى يرجعها الى الماضى

رماد الماء رواية التباينات والمفارقات

رماد الماء رواية التباينات والمفارقات

أسماء سعيد

 

 

 

         إذا كانت الدهشة من إرتداء (فلوباندو) الفستان ذا الورود الكثيرة ، ونقوش الطيور وهى تمسك بيد (مسز جين ) هو ماجعل   اهل القرية يحولون إسمها من (باندو) المطر الى (فلباندو) ، الزهور كثيرة المطر ، إذا مالذى يرجعها الى الماضى ،  لتحقق مارأته  نبوة( مستر جين) ، وكيف يمكن ان يكون (الكواكير) زعيم القبيلة مواطن عادياً ، وماهو  المحرك الخفي الذى يحرك إسم الرواية ، وكيف يمثل سلطان تيه الإختلاف ، كل ذلك يتحقق فى الدغل ، حيث تكون السحابة بيت الريح .
السلم هو جثة الحرب .... ياحبيبتى !
    ومن الفصل الأول للرواية ، تكشف موسيقى الصراعات  والتباينات عن نفسها ، السلم هو جثة الحرب ، عنوان الفصل الأول ، فبينما يغرق الكاتب فى بحر من الوصف للمناظر البشعة للأرض والغابات والبشر،  المتيبسة ، جُثث في كل مكان موجود لحظة إندلاع الحرب(النيران  التي يطفئها المطر ثم تشعلها قذائف الراجمات، قنابل الأنتينوف البرميلية والشحنات النووية الصفرية محدودة الأثر التي تمت صناعتها لتفعيل الحروب التقليدية في رقعة من الأرض محدودة. عشرة أعوام على التوالي، الأرض سوداء ليس نتيجة خصوبة أو أن الله خلق لها طينًا في بشرة الإنسان، لكن لأنها محترقة، أيضا تتناثر عليها بني مكان وآخر شظايا المقذوفات المدفعية الهاون/الراجمات/الدوشكا/م. د.)، لكن فى نفس منطقة السرد ، وفى إمتزاج متناسق ، وغير مفهوم وبالتوازي مع إيقاع تلك الموسيقى الوصفية ، تنبعث وتطفو  صيغ وصور غزلية  ، (هياكل عظمية ياحبيبتي ، قطط مشوية ، قردة مشوية ، .... لكنك ياحبيبتى اذا نظرتِ تطلعت الى الماء بعينيك الحلوتين لرأيتِ من وقت لأخر أسراباً من النسور الصلعاء تدور فى حلقات فاردة اجنحتها تحملها نيران الهواء) إلى أن تكتمل الفكرة بصوره أوضح فى نهاية الفصل لتوازي العنوان (ياحبيبتى الموت البارد حيث لادم فيه هو ثمن السلام الدائم ) كأن الكاتب هنا يتقمص برود ة ولامبالاة  ، من يقبلون ويصنعون السلم وسط كل ذلك الموت ، نظرتهم اللامبالية ورؤيتهم لإمكانية وجود أى جمال ،  فى كل تلك البشاعة ، إذاً بإدخالة فى السرد أوصافاً غزلية ونظرة رومانسية ، يصفهم ،  إنهم من يستطيعون التأمل فى جمال  السماء والطيور ، ورائحة الجثث تنبعث قربهم من كل مكان  .

 

 

 


رماد الماء والمحرك الثالث الخفي فى إسم الرواية
إن كان العنوان كما يقول ، شعيب خليفى فى (النص الموزي فى الرواية) ، ليس ورقه ملصقة تربط  بين النص وكتابتة – كاتبه ، بل هو إستدعاء القارئ الى نار النص وإذابته عناقيد المعنى بيديه ، إذا فلا شك ان اسم الرواية هنا يكشف عن كل ذلك ، بوضوح ، وإذا كان (الرماد) يمثل الإحتراق والموت  ، و (الماء) يمثل الحياة ، إذا فالترجمة الحرفية لإسم الرواية  بعيداً عن الكنايات والرمزيات هي (إحتراق الحياة او ماتبقى من إحتراق لحياة كانت هنا ) حيث أن الرماد يمثل مابعد عملية الإشتعال ، وسكون الأشياء بعد فنائها ، وإذا كانت الحياة تصبح تابعة للموت فى وقت ما وهو مايصفه الكاتب بوقت الحرب ، فما الذى تمثلة الريح التى تظهر طوال السرد ، تابعة لوصف الحياة او الموت،(مايدل على وجود القرية الأوانى الفخارية) ليس لحمل الماء كما يتبادر للذهن او للطعام (الحياة ) ولكن (التى يحملها البشر البائدون فى مهمة ان يعلن عنهم فى الزمن القادم ويدل عليهم الأطفال المشويون)ثم يبدأ التفسير (تدل عليهم قربة الماء المشوية )ويظهر كل شئ (تدل عليهما طفل على صدر أمه يتحاضنان تحت هيكل شجرة ويتساقط الرماد منهما  ) يمثل هذا المشهد البؤرة أو المركز لأسم الرواية حيث إجتماع العنصريين الأساسيين الحياة والرماد ويكشف العنصر الثالث عن نفسه (الريح) فى لغة شعرية  (سلاماً ، سلاماً ، عليهما ، كلما عبثت بها ريح لم تمت) الريح هى العنصر الثالث المخفي الذي يتسبب فى وجود رماد للماء (إحراق الحياة وإبادتها) ثم يجيب فى نفس المشهد ليكشف الستار عنها قليلاً (هل تموت الريح) هل ينتهي اللاشئ الذي يؤدي الى إحرق الحياة ، فى كناية قوية عن تشبيه الأسباب والدوافع التى تؤدي الى الحرب بـ(الريح) الشئ الذي لا وزن له بالمقارنة مع  الماء (الحياة) هل من الممكن المقارنة بين وزن هذه الدوافع والمبررات ، بما يتم خسارتة من حياوات تُحترق؟  هل من الممكن أبداً ان تنتهي هذه الدوافع  وتنقضي ؟ ثم تظهر الريح مرة أخرى خلال السرد فهي المحرك للمشهد والمبرر له (كانت الريح تدور فى المكان وتصر صريراً مرعباً ، تعبث برماد الأشياء) إذا فالأسباب التى تدفع إلى الحرب لا تزال تدور وتعبث بلاهوادة حتى بما تبقى من حياة  ثم تدور لـ( تعمى أعين الموتى الفارغة) مواطنين ميتين أو سوف يموتون ،جنود تعميهم الحرب ، سيموتون أيضاً !(أعين الدبابات المحترقة) الأسباب التى تدفع للموت وتتركة حدثاً حاضراً لايزال يحدث وسوف يحدث ، لاتعمى أعين البشر فقط بل الأسلحة والأفكار وحتى الأساليب والخطط للفوز بالحرب (أعينها السرية) لتستمر دائرة الحرب فى الدوران وتستمر الريح بالعبث.
سلطان تيه الصوفي رغماً عن انفه  !
       (سلطان تيه ) طالب الدكتوارة فى الثلاثين من عمره  ، الحالم بحياة التحضر ، المقتنع  تماماً بأنها مايليق به ، يتحول فى الغابة الى صوفي كامل يردد التعاويذ والأوراد ، صباحاَ ومساء ، قد يبدو أن المحرك المبدئ لهذا الفعل هو الخوف ، حيث أنه فى مكان مستوحش ويحتاج لما يتمسك به للحماية (حزب الأمان ، أسماء أصحاب الكهف) ثم يظهر قليلاً بعض التعلق عندما يصرح أنه يستلذ بترديد صلاة النقطة، تجلت رغبته الحقيقية عندما كان تائهاً فى الغابة  (تسأل بينه وبين نفسه لماذا لم يتحول الى صوفي حقيقي مثل والده)، ولكن يردف الراوي أنه يكفر بها عندما يعود إلى المدينة ، وبالرغم عن أنفه  في الاوقات الجدية يتحول إلى الرجل المتدين حتى مع نفسه يخاطبها بلغة صوفية (فقط الزم مكانك ساكناً مسكونًا متمسكًاً بالأمل،اليأس شرك بالله،الأمل صلاة صامتة،الأمل حجٌّ).ثم يوافقه صوت الراوي( كان ينظرإليها في رهبةكأنه موسىى ينظرإلى نار الله) ،إذاً لماذا يحاول أن يظهر بصورالرجل المنفتح ، ويتفاخر بمغامرات صديقة الكدراوي، بينما يخبرنا الراوي فى نفس المشهد بشيئ مختلف تماماً  (الحق أنه لأول مرة في حياته يرى إمرأة بالغةعارية تمامًا،لأول مرةتصعقه قشعريرة كهرباء،الجسد الأنثوي) ، ثم مع الأحداث يظهر الصراع ، صراعه مع نفسه  ، المراة التى يرغبها طوال الوقت ، لماذا يبدا بالوجل كلما رأها ، وتبدا الأصوات التي هي فى الحقيقة الوازع الديني القوي الذي يحركه ويؤثر فيه ، من نشأته مع اب صوفي ، ثم تعلو هذه الأصوات وتقوى  ، كلما إزدادت الرغبة لديه مهما اختلفت (أصوات أصحاب الكهف ، صوت إمام الجامع ) أصوات وصور أشياء يراها ، ولايستطع السيطرة عليها ، فهي أقوى وأعمق ، من صوت من يقف قربه ويتحدث معه ، ثم يصل لحظة الذروة ، وحالة من التلبس التام فى فصل  (لا لا لا ) مشهد قرب النهر ، يصرخ (سلطان تيه) بصوت عالي، بعد رؤيته للبطلة  التى إنتظر رؤيته لفترات طويلة ومملة خلف البحيرة (متى وقفت على رجليَّ؟متى قفزت فيا الهواءصارخًا؟!)  ، يخرج الصوت من داخله ليمنعه من رؤية مايراه محرماً ، فيقول بنفاذ صبر (لولاأنني هتفت مناديً اباسمها،أوهتف أحدهم بصوتي وإحساسي،لاعلم لي إلاماعلمني الله،كيفلي أنأعرف) ، ثم ينهي الراوي الجدال ، عندما يقص عن ماضي سلطان منذ الطفولة مع النساء ، قصته مع ابنت الجيران ، التى تكتم على حبه له ، بالرغم من انه لم يكن احد يمانع تلك المحبة .
سلطان تية ، ماذا يعنى الإختلاف  
       إن صراعات سلطان تيه فى مستويات مختلفة فى أغلب المواضع ، ومتباينة بشكل حاد ، تجمع بين الإختلافات والأضداد ، إختلافاته العقائدية ، والده (صوفى) ، والدته  ذات الأصول الأفريقية ومعتقدات (وثنية)  قبل أن تصبح مسلمة ، ثم يكرر الراوي أنه تم طمس هويتها بالكامل ومُحيت معتقدات اصولها الأفريقية (كانت لاتريده أن يذهب ، لمتقف في طريقه كي لاتصيبه لعنة عقِّها،هي لعنة عجلهاالله في الدنيا قبل الممات؛لعنتان.)(معتقد إسلامى) ، مايتلوه عليه أصحاب الكهف من الوصايا السبع (معتقد مسيحي) وصورة امام الجامع فى الخطبة (معتقد إسلامى)عندما كان صغيراً ، إن الإختلافات فى سلطان تيه ، والتقسمات تشابه إختلافات المواطن (السودانى) المشهور بالإنصهارات العرقية ، والأصول المختلفة ، وفى رمزية للاغلب الذين يتقبلون  الأخر حتى المعتقد الدينى مثل سلطان تيه وصديقه ، الكدراوى  ، يظهر ذلك فى مشهد عندما تسأله (فلباندو) : لماذا يريدون قتلنا هل بسبب إختلاف الدين  ؟ فيرد  (أنالاأفهم في السياسة شيئًا،ولكن الشيء المتأكد منه تمامًا أن ربكم هو ربنا ذاته ،فالله واحدٌ مهما تغيراسمه وتعدد تصفاتهو دياناته ورسله )   وكأن هذه النقطة هي نقطة الضوء التي توضح سبب وجود كل ذلك الإختلاف به وإمتزاجها داخله بسهولة ويسر .
الحب المخيف : من الشجاع اذا يا (فلباندو)
)فلباندو( ، المراة الشجاعة التى لاتخاف شيئا ، تظهر القوة من نطقها للترجمة دون أدنى أخطاء ، منذ المشهد الأول ، هى المراة الوحيدة التى كانت تقف وسط المقاتلين ، عندما رأها (سلطان تية) ، وإذا عدنا الى ماضيها  قليلاً ، سنجد أنها ،  إختارت أن تعيش مع غرباء لتحقيق مصلحة للقبيلة ورغبات الكوارير (زعيم القبيلة) فى الحصول منهم على اللغة والمعرفة (تعلمي منهم كل شئ) تعيش لخدمة (مستر ومسز جين)، وإن كان الشخص القوي لا يحتاج لى إظهار قوته  ، لماذ تسعى  طوال الوقت لإظهار سلطان تية بمظهر الجبان ، وبالرغم من أنها  تراه أقل شجاعة منها ، تظل تكيد لبقائه مهما كلفها ذلك وسلطان تية يبادلاها المشاعر المشوهه والمضطربة بمثلاها (يحب سانبلا ، سيخطف سانبلا للشرق ، لايحب سانبلا لا يخطفها للشرق ، سيصالح فلباندو من أجل أن تحكي له ، لن يصالح فلباندو لانها جعلت منه أضحوكة لأنها أهانته ) والكره بالكره (أنتِ إنسانة حقيرةكالعقرب،دينك ودَيْدَنُك الأذى.)هى لاتعترف بمشاعرها ابداً حتى وإن كانت علاماتها واضحه (لاتظن أنني أريدك لنفسي،أرغبك،فأنت لاتصلح لأية سيدة....)بل تهرب لتستخدم صوت الإحتقارعندما تتم  محاصرتها ،(عُرفت بالجُبن منذالليلةالأولى التي وجدناك/إذن أنت أجبن من الفأرقبل أن تؤخذ آخرأنفاسه يبدي مقاومة ولوبالرفس،لكنك استسلمت مثل جثة ...)،إن (فلباندو)المراة القوية وبالرغم من كل ماتظهره من قوة  للخارج ، ففي الحقيقة لن نستطيع ابداً أن نقول أنها تملك نفس الكم من القوة  والشجاعة فيما يتعلق بالتعبير أو البوح بما تخبئه بداخلها .

حلم (الكواكير) ، لماذا لا تتحقق  طلبات المواطن العادي ابداً
(هل ستفتحون بيوتًاللشفاء؟هل ستستغلون التبرفي تعميرالدغل وإنشاءالصناعات المفيدة؟ هل ستحاربون الملارياوالجدري والسل ومرض العظام؟هل ستبدأون ذلك اليوم؟ قولوالهم ذلك وستسمعون النقارةتدق تحت كل شجرة وكل قصب الدغل) يمثل (الكواكير) صوت المواطن العادي مع إعطائة سلطة القوة ، مع إسقاطات لإحتياجاته  بصورة اقوى بإستخدام صوت (الكواكير)، ومع تطور الأحداث يستميت (الكواكير) فى الإصرار على تحقيق حلمه مهما كان الحدث ، بداء من إرسال الأبناء إلى الخارج ، ولكن دون أدنى فائدة ، وفي ذلك رمزية  أخرى للضحايا اليومية التي يقدمها المواطن الحالم ، للحصول على حياة افضل وما الذي يحصل عليه فى كل مرة ، انه ما يحصده (الكواكير) بعد إرسال الأبناء ، لاشئ ! ولكن هل يفقد (الكواكير) حلمة ، ابداً ، وإن كانت الدبابات والجنود يقفون وسط دغله مباشرة،  هو فى المقابل لايزال  يعقد إتفاقيات وصفقات و يفكر فى الإحتياجات الأساسية  (ليسوأبناءنا الذين أرسلناهم،إنهم مسخهم. المهم،أناأريدك ياسلطان تيه أن تعلم الصغارهنابالقرية ولك كل ماتشاء)  ، أما علاقة (مستر ومسز جين) بـ (الكواكير) ، فرمزية قدومهم تمثل صيغة مبالغة في التمثيل  لدرجة إستفادة المواطن العادي من الأخر ، او الدول الخارجية ، وكأن الكاتب يقول حتى وإن قامت هذه الدول الغنية المتقدمة بالسفر الى مناطق المواطنين فى الدول الفقيرة (الدغليين) وإن إرتدت ملابسهم بل تناولت طعامهم وعاشت فى مساكنهم ، لن يجد المواطن الفقير منها إلا كما وجد (الكواكير) من (مستر ومسز جين) بالرغم من المعرفة والعلوم التى يمتلكونها . إن شخصية (الكواكير) تمثل صوت المواطن العادي الذى يحلم ويطالب بإساسيات الحياةفى كل الظروف .
ماتعتقده (فلوباندو) ومايعتقده الراوى
"بينما تنتمي سائر الشخصيات إلى عالم الأفعال التى تصنعها هذه الحياة ، فإن الراوي ينتمي إلى عالمين أخرين هما ، عالم الأقوال وعالم الرؤية الخيالية التي ترصد منها هذه الحياة ، فالشخصيات تعمل وتفكر ، والراوي يعي ويرصد ماتفعله هذة الشخصيات وماتقولة وماتفكر فيه ... ثم يعرضه "هذا مايقوله عبد الرحيم الكردي في (الرواية والنص القصصى) لنرى بعض مايعرضه لنا الراوي عن موضوع  ظل يظهرة فية إرتباك قوى على طول الراويه ، وهو هل سلطان تية شخصاً شجاعاً مثل فارس مدجج أم جباناً جبناً لايوصف ، في الفصل الأول (هورجل شجاع ثري …) ، ثم يواصل  فى استخدام لفظ شجاع مع تقدم السرد مع وضع تفسيرات بصفات أخرى ، (هو شجاع وعقلانيا حينما يكون داخل المدينة،…)(هورجل شجاع،طوال هذه الأيام التي قضاهاعابراً الدغل لم يصادفًا..)، (كان شجاعًاذكيٍّا،كان عقلانيٍّافي تفسيره للظواهرالغريبة.....)وإن كان الراوي بالرغم من سلطته فى الحكي والروي ، شخصية من شخصيات الروايه فلا مانع أن نقارن ، بين شخصية سردية اخرى ، بين مايعتقده هو وماتعتقده (فرباندو) ، حيث أنها لم تتوانى عن إظهار رأيها في نفس الموضوع فى أكثر من مناسبة (إذاأنت أجبن من الفأرقبل أن تؤخذآخرأنفاسه يبدي مقاومة ولوبالرفس) ! ، ونجد مفهوم الشجاعة والجبن موضع إختلاف وتباين واضح بين ماتعتقده (فلباندو )ومايعتقده الراوي ليتجلى ذلك ويتضح فى ذروته ، عندما يصفان نفس المشهد)أحببته عندما رأيته يخرج مثل فأر) والراوى (كان رجلًا شجاعًا سلطان تيه،وهو يرتعد من الخوف في انتظارالمصيرالمجهول)  ولكن نلاحظ ان  تفسير هذه الشجاعه تغير الى تفصيلها بمشاعر الخوف مع تقدم الأحداث(كان شجاعًا وهويحسب فراغ الكه فيسري في قلبه،كالأكَلان البارد المرعب) وكأن الراوي بدأ في التراجع عن رأيه على العكس من شخصية (فلباندو) ، التي بدأت  في إظهار الثقة مع المضى قدماً فى الرواية ايضاً ، ومع كل ذلك الإختلاف والتباين ، ولتكوين فكرة حقيقة عن شخصية السارد أو الراوي لنرى ماهي إذا نظرة (سلطان تيه) هو عن نفسه (أن رجل شجاع،نعم لست فارسًابطلًا،ولامحاربًاجسورً_فليكن الكواكيرونفسه في مكاني،فليكن معزولا في مرتفع في وسط غابة،لاجارولاصديق،وفوق ذلك كله يخرج لك أشخاص من الجداريجادلونك،يهددونك،ثم يطاردك كلبهم،- وفوق ذلك كله ذئب). وبالرغم من كل ذلك التباين والإختلاف فى الأراء وفى الرواية فهى السمة الأساسية التى تميزت بها الرواية ،الا اننا نستطيع ان نستخلص على الاقل نوع الراوى ، فعلى أغلب إستخدامات  الكاتب في أغلب رواياته ، لرواة مشكوكين في أمرهم أو محدودي العلم ، مثل (الرجل الخراب) فإنه لاشك انه قد إستخدم الراوي العليم فى أغلب عملية السرد .