لمياء شمت تعقب علي مقال عز الدين ميرغني..

لمياء شمت تعقب علي مقال عز الدين ميرغني.. *أغاني البنات بين الصدق العاطفي واللغة المؤنثة الخاصة " .. المرأة لم تغيب وإنما غُيبت عبر فصول التاريخ المتعاقبة لأسباب متعددة وبذرائع مختلفة، كما لخصت فرجينيا وولف الأمر بمقولتها الشائعة: " كل مجهول كان امرأة" ، " anonymous was a woman "، في إشارة

لمياء شمت تعقب علي مقال عز الدين ميرغني..

لمياء شمت تعقب علي مقال عز الدين ميرغني..

*أغاني البنات بين الصدق العاطفي واللغة المؤنثة الخاصة "

 

 

 

 

 

.. المرأة لم تغيب وإنما غُيبت عبر فصول التاريخ المتعاقبة لأسباب متعددة وبذرائع مختلفة، كما لخصت فرجينيا وولف الأمر بمقولتها الشائعة: " كل مجهول كان امرأة" ، " anonymous was a woman "، في إشارة لمساهمات المرأة المؤودة عبر التاريخ، والمنبوذة كهامش طارئء. وبالتالي يصعب تمرير الحكم باستمراء المرأة لأن تكون "مكتوبة"، ولننظر مثلا لدلالة أن تكتب ملكة الدار روايتها الأولى في حقبة الخمسينيات، ولا تحظى بفرصة للنشر إلا بعد ما يقارب العقدين من الزمان، وبعد وفاة مبدعتها. وكذلك فإن عوالم المرأة التي تطمح للتعبير عنها ليست بالضرورة مقتصرة على الانشغال بالشق الآخر، أو بالدوران فقط حول عالمه، والذي تهيل عليه صفات النبالة لتكون "هي المستفيد الأول". فللمرأة ذاتها وكيمايئها وعوالمها وهواجسها وأسئلتها وبوحها المختلف ضمن الكل الإنساني، وقد انهمكت عبر التاريخ في الاضطلاع بعبء استعادة منصة حضورها، وبتمرير خطابها وهسيس أناها ولو بنحت ممرات سرية اقتضتها أحوال الواقع الأبوي القاهر. ووفقا لأهل الاختصاص فبساطة كلمات وغنائية ما يسمى أحيانا ب"أغاني البنات"، إنما تضمر وتختزل نسق مركب بتجليات وإشارات دالة وكثيفة مهما بدت بسيطة، عابرة أو سطحية في مجمل صوغها. ويظهر ذلك مثلا في التعبير المستمر لأناها المزاحة عن الانتظار الطويل المخيب لرجاء أو حبيب مؤجل لا يأتي. وقد ظلت المرأة بطبيعتها رصادة لطبيعة الوجود والواقع من حولها، وواعية بطريقة ما بوقائع إزاحتها وبالتغييب القسري لذاتها، وبالتالي متفانية في توصيفه وترحيله وتهريبه بمختلف أشكال التعبير والتباوح الخاصة الحاملة للمراكمات والمعارف والفيض الأنثوي التعبيري الخارج عن تدابير الذهنية الأبوية لغة وذاكرة ومخيلة.   والفرصة مفتوحة لطرح المزيد من الآراء