من طرف المسيد- ديل، أهلي الحُنَانْ، يا نَسْمَة!

من طرف المسيد- ديل، أهلي الحُنَانْ، يا نَسْمَة! عادل محمد سيد أحمد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في سنة 1914م. ضربت قريتنا المقل، ضمن مناطق أخرى هناك، مجاعةٌ كافرةٌ، فقد إنحسر النيل بسبب الجفاف، كما أبادت أسرابُ الجراد، المحاصيل القليلة التي يعتمد عليها أهلُنا في معيشتهم.

من طرف المسيد- ديل، أهلي الحُنَانْ، يا نَسْمَة!

من طرف المسيد- ديل، أهلي الحُنَانْ، يا نَسْمَة!

عادل محمد سيد أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في سنة 1914م. ضربت قريتنا المقل، ضمن مناطق أخرى هناك، مجاعةٌ كافرةٌ، فقد إنحسر النيل بسبب الجفاف، كما أبادت أسرابُ الجراد، المحاصيل القليلة التي يعتمد عليها أهلُنا  في معيشتهم.
وفي قمة المجاعة، دعا أحدُ أهل المقل الناسَ لتناول العصيدة عنده، فهرع كل من سمع بالدعوة إلى تلك الوجبة اليتيمة، ولأنهم كانوا جائعين فعلاً، فقد أقبلوا على العصيدة بمكابسة، وشراهةٍ، وهلع، بحيثُ شعر البعضُ بالضيق الشديد من تلك الهانة، والذلة.
أمّا جدنا (حاج الأمين)، الذي ينتمي لأسرة الصلحاب من الكوانتشي، فقد امتنع تماماً عن تناول الطعام، وأبتعد من الناس، وربط وسطه بعمته، ثم ذهب إلى الجرف.

 


وهناك، في الجرف، بدأ يبذر قبضةً من حبوب الدخن، وقفروه، وشرعوا في تحنيسه، ولكنه رفض رفضاً قاطعاً، وحلف:
والله، ما يدخل خشمي شيء، غير الدخن دة، بعدما يقوم.
وقبل نضوج الدخن، الذي يحتاج إلى فترة ستة أسابيع تقريباً، ومع بشاير القناديل الأولى، صنعت له إبنته منها مديدةً.
وشرب جدنا (حاج الأمين) القليل من تلك المديدة، واستلقى فوق عنقريبه، ثُمَّ أسلم الروح.
) رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح الجنان).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادل سيد أحمد/ أبريل 2020م.