قصة كتاب

قصة كتاب بقلم : زين العابدين الحجّاز أوهام (Illusions) تدور القصة حول اثنين من الطيارين التقيا في حقل طيران في الغرب الأوسط للولايات المتحدة . أقاما علاقة معلم وطالب التي تشرح مفهوم أن العالم الذي نعيش فيه هو عالم وهمي بالإضافة إلى الحقيقة الكامنة وراءه . في وقت سابق قال الطالب

قصة كتاب

قصة كتاب

بقلم : زين العابدين الحجّاز

أوهام    (Illusions)

 

 

 

 

تدور القصة حول اثنين من الطيارين التقيا في حقل طيران في الغرب الأوسط للولايات المتحدة . أقاما علاقة معلم وطالب التي تشرح مفهوم أن العالم الذي نعيش فيه هو عالم وهمي  بالإضافة إلى الحقيقة الكامنة وراءه . في وقت سابق قال الطالب : "ماذا لو جاء شخص ما ليعلمني عن عالمي وكيف أسيطر عليه ؟ ... ماذا لو جاء بوذا إلى عصرنا لكي يسيطرعلى أوهام العالم لأنه كان يعرف الحقيقة وراءها ؟ وماذا لو قابلته شخصيا وهو مثلي يطير بطائرة عتيقة وهبط في نفس الحقل معي ؟ " .  

الطيار (ريتشارد باخ) وهو يتذكر ما تعلمه من حياة سابقة قرر نشر تعاليمه في جميع أنحاء العالم . أمسك بقلم و ورقة و في خربشة بخط اليد بدأ في كتابة قصة تحكي عن الطيار والمعلم (دونالد) الذي ولد في ولاية إنديانا  . أثناء عمله كميكانيكي كان (دونالد) يبشر ويصنع المعجزات للآخرين . عندما سُئل عن سره روى قصة عن مجموعة من البشر كانت متشبثة بالصخور في نهر متدفق. قرر أحدهم التخلي عن التشبث بالصخور وأصبح حرا . سأله الآخرون كيف فعل ذلك فقال بأن كل ما يجب عليهم فعله هو التخلي عن الحياة . ومع ذلك  فإن الآخرين قد تشبثوا به وبدأوا في تقديسه و عبادته . لقد سئم المعلم (دونالد) من محاولة إقناعهم  بأنهم يمكن أن يكونوا أحرارا ثم ذهب للصلاة . سمع صوتا يأمره بأن يتخلى عنهم وأن يكون سعيدا في حياته فقرر التخلي عنهم . كان الطيار(ريتشارد) يجني أمواله من نقل الركاب في رحلات بالطائرة مقابل ثلاثة دولارات في فيريس بولاية إلينوي وينام في الحقول حيث يسمح له المزارعون بذلك . في إحدى المرات بينما كان (ريتشارد) يحلق بطائرته شاهد الطيار (دونالد) فقرر الهبوط والدردشة معه . (دونالد ) قدم الى (ريتشارد) بعض الطعام و بدى و كأنه كان يتوقع حضوره . (دونالد) هو مسيح معلم ترك وظيفته بعد أن تأكد من أن الناس يعجبون بأداء المعجزات الشبيه بالمسرحية ويريدون الاستمتاع بتلك المعجزات أكثر من فهم الرسالة الكامنة وراءها. ترابط الرجلان في معرفتهما بالطائرات وتفاجأ (ريتشارد) بمدى نظافة طائرة (دونالد) على الرغم من ادعائه بأنه كان يطير عليها منذ بضعة أسابيع . قال (دونالد) بأن هناك أشياء لا يعرفها (ريتشارد) . أشركه في النظرية القائلة بأن البشر قادرون على الطيران وعلى أكثر من ذلك بكثير  لكنهم لم يكتشفوا ذلك بعد وأشار إليه بأنه ينتظر معلما لكي يرشده . في البداية استحوذ (دونالد) على انتباه (ريتشارد) عندما وصل جد وحفيدته إلى حقل مهبط طائرات مؤقت . عادة ما يكون الكبار هم من يحذرون من الطيران والصغار هم من يحرصون عليه . لكن في تلك الحالة كان الجد يريد  الطيران لكن الحفيدة كانت تخشى الطيران . شرح (دونالد) للحفيدة بأن خوفها من الطيران نابع من تجربة مؤلمة في حياتها السابقة مما هدأ من مخاوفها و أصبحت مستعدة للطيران . أقلع (دونالد) بطائرته مع الجد و الحفيدة و لما هبط قالت الحفيدة بأنها لم تعد تخاف من الطيران و تود أن تصبح طيارا . تلك التجربة  قد أثارت اهتمام (ريتشارد) إلى حد كبير لذلك بدأ (دونالد) في نقل معرفته إليه حتى أنه قام بتعليمه أداء "المعجزات" الخاصة به . أثناء النوم حلم (ريتشارد) برجل اختفي في المحيط ثم عاد و ظهر كطيار . عندما استيقظ أخبره (دونالد)  بأنه هو الشخص المسمى بالمسيح الميكانيكي الذي اشتهر باختفاءه أمام حشد ضخم من البشر .  في اليوم التالي تحدث الإثنان حول ما تعنيه وظيفة (دونالد) كمسيح بينما استخدم (دونالد) قوته و أرسل أدواته الميكانيكية في اتجاه (ريتشارد) وهي تطفو على الهواء . كان (ريتشارد) يعتقد بأن المسيح لا ينبغي أن يتخلى عن الماضي وبعيش كرجل عادي في حياته الحالية لكن (دونالد) أكد له بأنه حر في فعل ما يشاء . أوضح له بأنه قد سئم من إخبار الناس بأن الحرية والسعادة هما في متناول أيديهم و لكنهم فقط  قد واصلوا تقديسه و عبادته ولم يقوموا بأي شيء لتحرير أنفسهم . أدرك (دونالد) بأنهم قد اعتبروا معجزاته على أنها مناظر ولم يعتبروا قيمتها الروحية . (دونالد) عرض على (ريتشارد) كتيب المسيح المليء بالأقوال المأثورة القصيرة . قال له (دونالد) بأن الكتيب لا يحتوي على أرقام لصفحاته وينفتح  ببساطة في الصفحة التي يحتاجها القارئ وفيها إرشادات أو إجابات للشكوك والأسئلة التي تدور في ذهنه . اندهش (ريتشارد) من ذلك السحر لكن (دونالد) أوضح له بأن المرء يمكن أن يفعل ذلك بأي كتاب . لاحقا قام (دونالد) بالهبوط بطائرته في حقل يفترض أن يكون الهبوط فيه مستحيلا فسأله (ريتشارد) كيف فعل ذلك . غاضبا قال (دونالد) بأن سر كل قواه ومعجزاته يكمن في فهمه بأن العالم كله كما نراه هو مجرد أوهام . (دونالد) عالج رجلا مقعدا على كرسي متحرك حتى يتمكن من الطيران . أصيب (ريتشارد) بالذعر عندما رأى حشدا من الناس يتجمعون في الحقل أثناء هبوط طائرة  يقودها ذلك الرجل المقعد . أقلع (ريتشارد) بطائرته تاركا (دونالد) خلفه . في صباح اليوم التالي شاهد زراديته تطفو في الهواء فعرف بأن (دونالد) قريب منه . قال (دونالد) بأن (ريتشارد) هو الذي جعل زراديته تطير أثناء نومه وأنه يمتلك قوى لا يعرفها . تابع (دونالد) وقال بأن لقاءهما لم يكن مصادفة وأنهما كانا أصدقاء في حياة سابقة . ذات يوم (ريتشارد) سأل (دونالد) عن سبب وجودهما معا . رداً على ذلك أخذه (دونالد) لمشاهدة فيلم  (بوتش كاسيدي وصندانس كيد) و أوضح له بأن الأفلام هي أوهام مثل الحياة وأن الناس يذهبون للتعلم والاستمتاع بها . كل شخص يفعل ذلك بطرق مختلفة ولكل شخص الحرية في اختيار الفيلم والحياة التي يفضلها . في النهاية (دونالد) علم (ريتشارد) كيفية تبخير الغيوم والمشي على الماء وعبر الجدران وتجسيد الأشياء . طوال الوقت كان (دونالد) يحاول أن يشرح بأن كل شخص له الحرية في فعل ما يشاء وأنك لا تستطيع إلا أن تكون مسؤولاً عن سعادتك . إستمر (ريتشارد) في التعلم من (دونالد) و أصبح هو نفسه أستاذا . ظهر (دونالد) في برنامج تلفزيوني للحديث عن حياته المهنية كطيار فانتقده أحد المتصلين قائلا أنه لا يمكن لأي شخص أن يفعل ما يريد لأن بعض الناس يحتاجون إلى العمل من أجل لقمة العيش . إتصل العديد من الناس الغاضبين وهاجموا (دونالد) بسبب معتقداته . بعد بضعة أيام بينما كان (ريتشارد) و (دونالد)  يستعدان لبدء طيرانهما اليومي قام أحد الأشخاص الغاضبين بإطلاق النار على (دونالد) . تبادل معه (ريتشارد) بضع كلمات أخيرة و بدى أن (دونالد) كان سعيدا بالتخلي عن الحياة . في الخاتمة التقى (ريتشارد) مع (دونالد) مرة أخرى في المنام وناقشا مستقبله بصفته أستاذا . كره (ريتشارد) الحشود وفكرة أن يكون معبودا  لذلك لا يريد أن يسير بنفس الطريقة التي سار بها (دونالد) . إقترح عليه (دونالد) بأن يكتب كتابا . بينما كان (ريتشارد) يضع قلما على ورقة و يبدأ في الكتابة فإن الكلمات الأخيرة في الكتاب قد ظهرت هي نفسها الكلمات الأولى  معروضة في نفس الخربشة المكتوبة بخط اليد .

(أوهام) : مغامرات مسيح متردد هي رواية فلسفية للكاتب والطيار الأمريكي (ريتشارد باخ) تم نشرها عام 1977 . الرواية تستفسر وجهة نظر القارئ عن الحقيقة مشيرة الى أن ما نسميه حقيقة هو مجرد وهم نصنعه للتعلم و الأستمتاع  . تم  وصف الرواية بأنها  قصة بسيطة للغاية كان هدفها الرئيسي هو مشاركة الحقيقة والحكمة . في هذه الرواية خلق (باخ) عالماً كان  فيه الواقع وهما كما ظهر في شخصية (ريتشارد باخ) وهي الشخصية المركزية للرواية التي تحمل اسمه . في عام 2011 تم اقتباس الرواية في فيلم سينمائي باسم (لكمة من ساذج) .